العرب والعالم

جامعة الدول العربية تدين فرض إسرائيل ضرائب على كنائس القدس

26 فبراير 2018
26 فبراير 2018

الإجراء اعتداء جديد على الشعب الفلسطيني في المدينة -

القاهرة -(وفا):أدانت جامعة الدول العربية أمس إعلان بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس بدء تشغيل آلية تحصيل ضريبة الأملاك «الارنونا» على مباني الأمم المتحدة والكنائس، وما تملكه هذه الكنائس من أراض وقفية.

واعتبر الأمين العام المساعد لشؤون قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد ابو علي في تصريح له، أن هذا الإجراء اعتداء جديد على الشعب الفلسطيني في القدس بمسيحييه ومسلميه، ومواجهة غير مسبوقة مع كنائس مدينة القدس وسلسلة من مخططات سلطة الاحتلال للتصعيد تجاه المدينة المقدسة وأهلها.

وأكد أن إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) دأبت على انتهاك جميع قرارات الشرعية الدولية والقوانين والمعاهدات والاتفاقيات الموقعة في ظل غياب المساءلة الدولية، كما أن سلطة الاحتلال بقرارها هذا فرض الضرائب على دور العبادة تسعى لإلغاء اتفاقياتها الموقعة مع حاضرة الفاتيكان منذ عقود، وتعمد بشكل ممنهج على تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.

وشدد على أن هذه السابقة الخطيرة لاستهداف الكنائس تعرض قدرتها على القيام بدورها وتقوض العمل المسيحي في الأراضي المقدسة، كما ناشد المجتمع الدولي وبالأخص مسيحيي العالم للاضطلاع بمسؤولياتهم لوقف ما تتعرض له مدينة السلام، رمز التعايش والتآخي من استهداف للوجود المسيحي التاريخي كما الإسلامي في المدينة، والذي يعد جزءا لا يتجزأ من تاريخ وحضارة هذه المدينة وفلسطين، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل كقوة احتلال للتراجع فورا عن هذا القرار. وأدان بأشد العبارات مصادقة اللجنة الوزارية لشؤون التشريعات في اسرائيل اليوم على مشروع قانون صاغته وزيرة القضاء الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، يقضي بقضم المزيد من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وحرمان الفلسطينيين من التوجه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، للمطالبة بحقوقهم، مؤكدا أن هذا القانون يندرج في إطار سلسلة من القوانين العنصرية والاستعمارية التوسعية، التي تمررها الحكومة الإسرائيلية بهدف أحكام السيطرة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية المحتلة، وتسريع عمليات نهب وسرقة وابتلاع ما تبقى من الأرض الفلسطينية المحتلة وفرض القانون الإسرائيلي عليها بتطبيع الاحتلال وتسريع وتيرة الضم الزاحف.

كما أدان، مصادقة بلدية الاحتلال في القدس على بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة خارج الخط الأخضر، فضلا عن مصادرة آلاف الدونمات شمال مدينة طولكرم بهدف الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين، في الوقت الذي يستعد فيه رئيس حكومة الاحتلال لتقديم قانون يسمح بفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنة (معاليه أدوميم) إحدى أكبر مستوطنات الضفة الواقعة شرق القدس تنفيذا للمشروع الاستيطاني الأخطر (E1)، مؤكدا مضي إسرائيل قدما في انتهاك القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها قرار مجلس الأمن 2334.

إلى ذلك أدان الوفد الوزاري العربي المصغر المشكل بموجب قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 8221 الصادر في 9-12-2017، الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ضد كنائس القدس وممتلكاتها.

وأكد الوفد خلال الاجتماع التنسيقي الذي عقده اليوم في بروكسل قبيل الاجتماع المقرر للوفد مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، رفضه المطلق للإجراءات الممنهجة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، والتي كان آخرها قيام ـ«بلدية القدس» بالحجز على ممتلكات الكنائس وحساباتها البنكية بحجة عدم دفعها لمستحقات مالية متعلقة بضريبة المسقفات، في خرق صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وترتيبات الوضع التاريخي القائم.

وحذر الوفد، من أن هذه الخطوات تستهدف بشكل واضح الوجود المسيحي التاريخي في مدينة القدس، الذي يُعدّ جزءا أساسيا من تاريخ المدينة المقدسة وإرثها التاريخي والإنساني والديني والحضاري، ذلك الوجود الذي يجسّد قيم العيش المشترك بين الأديان بأبهى صورها.

تجدر الإشارة إلى أن الوفد المصغر هو برئاسة الأردن، وعضوية فلسطين، ومصر، والسعودية، والمغرب، والإمارات، والأمين العام لجامعة الدول العربية.