المنوعات

منال الرواس تعبر عن جوهر الإنسان في روايتها «من منارة الحياة»

26 فبراير 2018
26 فبراير 2018

تسعى الكاتبة منال بنت عبدالعزيز الرواس من خلال روايتها «من منارة الحياة» أن توصل فكرتها بأن الإنسان مهما كبر شأنه وترقى أعالي المناصب فإنه يعود إلى داخله الإنسان.

فمن خلال الروائية نجد الكاتبة تقتبس من آيات القرآن، ومن الأمثال السائرة، كما أن كتابتها لم تخل من فلسفة الوصف لتصل بالروح إلى ما وراء الواقع، كما اختارت الكاتبة أسلوب الألغاز والكشف عنها أثناء الأحداث.

الرواية في مجملها تتناول قصة ياسين الشاب المتردد الذي لا يعرف حقيقة حياته التي وصل إليها والمآسي التي يمر بها، فيتزوج من سكرتيرته التي تجمعهما علاقة عملية بحتة، لتسوء الأمور فيما بينهما وتصل حد الانفصال، في الوقت نفسه يدور ياسين حول نفسه ليدخل في صراع بين الضمير ومتع الحياة والدنيا التي يعيشها من غير هدف مقصود.

تستعين الكاتبة بخيال البطل ليعيش في أوهام توجهه إلى الحقيقة، فيتحرى عنها ليكتشف أنه والدته ضحت بحياتها من أجل سعادة أسرتها، ووالده عاش مختبئا ليصنع حياة كريمة لابنه، وأن الرجل الذي يمد إليه يد العون هو نفسه المتسبب في ذلك من غير قصد لغلبة هواه.

يتابع ياسين حلمه ليفتح مصنعه الخاص بعد وفاة والده، ثم يكتشف فيما بعد أن زوجته هي ابنة قاتل أمه، وخططت مع والدها للانتقام منه وتحطيمه نفسيا، فأوهمته بأنه تسبب في مقتل ابنته، وبأنه غير سوي، ليكتشف الحقيقة في نهاية الرواية، وتنتهي بقتل المجرم لابنته، ووعد الشرطة لياسين بإيجاد ابنته.

الرواية تجربة تستحق الإشادة، لأن فكرتها جمعت بين الرمزية والواقعية، ودمجت بين الخيال والحقيقة، كما أنها لم تخل من الأفكار البوليسية ويتجلى ذلك في مشهد إطلاق العجوز الإبرة السامة من عصاه باتجاه ياسين، ونجد أن حبكة الخيال والتشويق توفرت، بالإضافة إلى الاقتباسات والحكم الوفيرة، والفصول الموزعة بتسلل يقحمك بانسيابية من مشهد لآخر، إلا أنها لم تخل في المقابل من بعض الأخطاء الصياغية والإملائية التي كان يمكن تفاديها قبل طباعة الرواية.