1260332
1260332
عمان اليوم

رؤى استشرافية تساهم فيها «الحرفيات» بفاعلية في التنمية بمؤشرات عالية من الإنتاجية والربحية

26 فبراير 2018
26 فبراير 2018

رؤى استشرافية تساهم فيها «الحرفيات» بفاعلية في التنمية بمؤشرات عالية من الإنتاجية والربحية -

الشيخة عائشة السيابية لـ عمان بمناسبة يوم الحرفي العماني الـ15:-

كتبت :عهود الجيلانية -

أكدت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية أن الهيئة تضع التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بالحفاظ على الصناعات الحرفية والمهن التقليدية للآباء والأجداد موضع التنفيذ والأولوية، كما تحرص على تحقيق الأهداف المؤملة منها مع متابعة دائمة لتنفيذ المشاريع والبرامج والمبادرات وصولا إلى المعدلات المناسبة للنمو في القطاع الحرفي، مشيرة إلى سعي الهيئة في تطبيق رؤى استشرافية تشكل فيها الصناعات الحرفية قطاعا مساهما وفاعلا في التنمية الشاملة بمؤشرات عالية من الإنتاجية والربحية.

ووضحت أن الاهتمام السامي لجلالة السلطان - أبقاه الله - عزز من نمو وكفاءة الصناعات الحرفية الوطنية، حيث شهد القطاع الحرفي خلال عام 2018م نموا قياسيا ومحققا إسهامات تنموية متنوعة تُرجمت كمشاريع معززة لجميع المبادرات الهادفة إلى الأخذ بيد الحرفيين وتوفير كل ما من شأنه الدفع بالعمليات الإنتاجية والتطويرية للحرف، وشهدت المؤشرات الإحصائيات الحرفية المسجلة مؤخرا تزايدا ملحوظا في أعداد الحرفيين، فمع نهاية شهر فبراير لعام 2018 بلغ عدد الحرفيين (21142) حرفيا وحرفية بزيادة سنوية تجاوزت (8%) مقارنة بالعام الماضي، وقالت معالي رئيسة الهيئة العامة الصناعات الحرفية بمناسبة يوم الحرفي العماني الخامس عشر: إنه ليُشرفني أن أرفع إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية بالمرسوم السلطاني رقم (24/‏‏2003م) باسمي وباسم جميع الحرفيين أصدق التهاني والتبريكات، مُبتهلين إلى المولى عزّ وجلّ أن يُديم جلالته ذخرا لهذا الوطن الغالي وقائدا مظفرا ومحفوفـا برعايته الكاملة وتوفيقه الدائم.

وأشارت معالي الشيخة إلى أن فعاليات الاحتفال بيوم الحرفي العماني الخامس عشر ستشمل استضافة السلطنة لمعرض دولي للصناعات الحرفية يضم مشاركة دولية واسعة خلال الفترة من (1-3) شهر مارس، كما سيشهد اليوم الحرفي احتفال الهيئة العامة للصناعات الحرفية بتكريم الفائزين بالدورة الخامسة من مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية، وسيتم تنظيم حفل توزيع كؤوس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لمسابقة الإجادة الحرفية ضمن حفل بهيج يقام على مسرح حديقة القرم الطبيعية مساء يوم السبت الموافق 3 مارس وذلك بالتزامن مع الذكرى المباركة لصدور المرسوم السلطاني رقم (24/‏‏‏2003م) الخاص بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية.

وتأتي احتفالات السلطنة باليوم الحرفي العماني الخامس عشر لتؤكد على أهمية ترسيخ المبادرات الداعمة لمساهمات القطاع الحرفي الوطني في تعزيز مصادر الدخل باعتبار أن الصناعات الحرفية تُعد من الارتكازات التي تسعى الدول من أجل استقطابها للطاقات الشابة إلى جانب أهمية الحرف في نمو المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ودورها المؤثر في رفد المجتمع بمنتجات نفعية وجمالية مطورة ذات رمزية مرسخة للهوية الوطنية، مع إسهام الحرف في التواصل الإنساني مع الحضارات والأمم ذات الطابع الثقافي المتنوع والمشترك.

البرامج التدريبية

وأكدت معاليها أن المشاريع الحرفية بشتى قطاعاتها الموزعة على محافظات السلطنة لها دور مؤسسي في تأمين إرساء أهداف القطاع الحرفي العُماني ومنهجيته التي تستمد ثباتها وديمومتها من الفكر السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي أكد على ضرورة الاهتمام بالموارد والطاقات الوطنية وفق ما تقتضيه كل مرحلة من مراحل التنمية المستدامة للبلاد، وبالتوازي مع هذه الجهود تواصل الهيئة العامة للصناعات الحرفية بشكل دؤوب تنفيذ مشاريع حرفية رائدة، ولعل في مقدمة تلك المبادرات مسابقة جائزة السُّلطان قابوس للإجادة الحرفية في دورتها الخامسة، وقد بلغ عدد المشاركين (620) حرفيا في مختلف مجالات المسابقة (المنتج الحرفي، المشاريع الحرفية)، وقالت معاليها: اتساقا مع استقبال الدفعات الجديدة من منتسبي القطاع الحرفي تم تشغيل كافة المراكز الحرفية بمحافظات السلطنة بهدف تأمين كافة المهارات للحرفيين عبر تنفيذ حزم من البرامج التأهيلية والتدريبية والإنتاجية بواقع (51) برنامجا يتم ترجمتها فعليا من خلال مراكز متخصصة في نقل مهارات صناعة الحرف العُمانية إلى الأجيال الشابة مع اعتماد مبادرات تدريبية وإنتاجية موسعة لإرساء دعائم الخطط والمشاريع التنفيذية للسياسات المعتمدة بمختلف محاور تطوير الحرف مع استحداث حرف مبتكرة ذات جدوى نفعية ودلالات جمالية، وقد بلغ عدد المستفيدين من مختلف المبادرات التي نفذتها الهيئة العامة للصناعات الحرفية حوالي (807) حرفيين وحرفيات، كما حقق قطاع الحرفي تناميا منقطع النظير فيما يتصل بالقرى الحرفية، حيث أثبتت هذه التجربة جدواها المجتمعية في نشر المعرفة بآليات نشر الحرف لدى مختلف الشرائح الراغبة في تعلم أساسيات صناعة الحرف المطورة، وفي هذا الصدد عملت الهيئة على تشغيل القرية الحرفية بنيابة الشويمية إلى جانب تدشين خط إنتاج النسيج والغزل لمركز ظفار للاستثمار الاجتماعي بولاية المزيونة بمحافظة ظفار.

وبهدف حماية الملكية الفكرية للحرف الوطنية أشارت معاليها إلى أن الهيئة العامة للصناعات الحرفية قامت بإيداع قرابة (468) منتجا من المصنفات الحرفية تضم تصاميم مبتكرة للعديد من الحرف المطورة، وذلك في إطار تجويد مبادرات الهيئة الرامية إلى تطوير الأداء الحرفي وتجويد الصناعات الحرفية وتعزيز الحس الإبداعي لدى الحرفيين بالإضافة إلى تحقيق التكامل في العمل على المستوى الإقليمي والدولي مع المنظمات والهيئات المختصة بحماية حقوق الملكية الفكرية.

الاستثمار الحرفي

وفي مجال الاستثمار والترويج الحرفي أوضحت رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية: إن الهيئة قامت بإسهامات على الصعيد التنموي بهدف إحداث تحولات جذرية لإتاحة الفرص أمام الحرفيين والمستثمرين لإنشاء مشاريعهم الحرفية، وذلك طبقا لاستراتيجيات النمو المستدام، وأولت أهتماما خاصا بالتسويق الحرفي للصناعات الحرفية المطورة، حيث تعد سلسلة بيت الحرفي العماني من أهم المنافذ الحرفية المطورة التي يتم من خلالها تسويق وترويج الحرف العُمانية، وبالتالي تحقيق التنوع الاقتصادي، حيث يتمتع القطاع الحرفي في السلطنة بالعديد من المزايا الاستثمارية التي تمكنه من استقطاب الكفاءات الحرفية الوطنية، وفي هذا المجال بلغت عدد المنافذ الاستثمارية والتسويقية للصناعات الحرفية الممولة من قبل الهيئة خلال عام 2018م (26) منفذا حرفيا في مواقع ذات جذب سياحي بمختلف محافظات السلطنة. كما شهدت التراخيص الحرفية الممنوحة من قبل الهيئة للحرفيين العمانيين زيادة مستمرة خلال عام 2018م ويؤكد تنامي الارتفاع الملحوظ في نسب الحرفيين العمانيين المسجلين ضمن قاعدة بيانات السجل الحرفي مدى جاهزية الهيئة لاستقطاب الطاقات العُمانية المنتجة إلى جانب أنها تبرز الجهود المبذولة نحو تأمين برامج التأهيل والتدريب الحرفي لتتلاءم مع فرص الالتحاق بمجالات تصميم وإنتاج الحرف العُمانية إضافة إلى مبادرات الدعم والرعاية الحرفية حيث شهد القطاع الحرفي جهود متواصلة للنهوض بالحرف العمانية وتطويرها وفق آليات حديثة تعمل على ترويج المنتج الحرفي العماني، وأوضحت: إن عدد المشاريع الحرفية المسجلة بالهيئة مع بداية هذا العام بلغ (231) مشروعا بمختلف محافظات السلطنة، وهذا بدوره يوضح حجم الدعم والمساندة المؤسسية التي يشهدها القطاع، فمنذ إنشاء الهيئة وهي معنية بضمان وتعزيز جميع الفرص المتاحة للاستثمار الحرفي إلى جانب دعم المشاريع الحرفية والعمل على تطويرها من خلال تنفيذ مشاريع متكاملة للنمو الحرفي مع الأخذ بمسببات الحداثة والتطوير الاقتصادي، وأشارت إلى أن مشاريع دعم الشباب لإنشاء مشاريعهم الحرفية بمختلف ولايات السلطنة تأتي في إطار تعزيز الإقدام على الاستثمار المحلي في القطاع الحرفي؛ وذلك بهدف تأسيس مواقع ومنافذ حرفية عصرية من ناحية وجذب استثمارات القطاع الخاص للمواقع التي تمتاز بالرواج السياحي والاستثماري، واتساقا مع مجالات الاستثمار المنوط بالهيئة فقد حرصت الهيئة على دعم نماذج من المشاريع الوطنية المنتجة، وذلك وفق مبادرات الرعاية المتكاملة، ويتم تصنيف تلك المشاريع ضمن المشاريع المساهمة في الناتج المحلي للدولة، كما تعتبر تلك المنشآت المجيدة إحدى الركائز المؤسسية للقطاع الخاص الذي تدل الإحصائيات على استحواذه على نسب مساهمة جيدة في الأسواق المحلية.

 

دعم المشاريع -

قالت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية: إن الهيئة ركزت على دعم مشاريع حرفية منتجة مع تشجيع الأجيال الشابة من أبناء الوطن لمواصلة إنتاج حرف الآباء والأجداد، وتنوعت مبادرات الدعم والرعاية والإسناد للقطاع الحرفي الوطني، وأدخلت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مؤخراً مبادرات للدعم الاستثماري والترويجي للراغبين في تأسيس المنشآت الحرفية التسويقية، وذلك ضمن مبادراتها الهادفة إلى رفد المجتمع المحلي بمنتجات حرفية وطنية ومصنعة بأيدي عمانية، وقد أثبتت مشاريع الدعم والرعاية الاستثمارية جودتها من ناحية استقطاب طاقات عُمانية للانخراط في مختلف مجالات العمل والتسويق الحرفي بالإضافة الى ارتفاع حجم المشاريع الحرفية الآخذة في النمو والتزايد.

كما تم اعتماد كافة الحزم والمبادرات المخصصة لمسارات الدعم والرعاية الحرفية المتكاملة وطرق توظيفها من خلال الوقوف الدائم على الاستفادة المسؤولة لكافة مقدرات وإمكانيات وموارد القطاع الحرفي الوطني، وأكدت سعي الهيئة إلى تحقيق كفاءة نوعية في مستوى أداء مبادرات الدعم الحرفي من خلال التطوير المستمر لشروط استحقاق ومنح برامج الرعاية الحرفية، وذلك في إطار علمي عبر الأخذ بمحصلة مؤشرات الدراسات والأبحاث الميدانية التي تنفذها الهيئة بشكل دوري ومتواصل.

وقالت معاليها في ختام حديثها: نرفع خالص آيات الولاء والعرفان إلى المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - على رعايته الكريمة للوصول إلى ما نصبو إليه من عزم أكيد وغاية نبيلة مبتهلين إلى المولى عزّ وجلّ أن يمن على جلالته - أبقاه الله - بالصحة والعافية والعُمر المديد، ووفقنا الله جميعاً لما فيه خير عمان ورفعة شعبها تحت راية جلالته المفدى باني نهضة عمان الحديثة.