1260676
1260676
عمان اليوم

منتدى «الموارد البشرية» يبحث التطورات الحديثة وأسس التمكين للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

26 فبراير 2018
26 فبراير 2018

المرهون: نسعى لإيجاد حلول لتحديات المرحلة الحالية وقضايا الترقيات الوظيفية -

كتبت – مُزنة بنت خميس الفهدية -

خرج أمس منتدى عمان للموارد البشرية «التأهيل والتوظيف والتمكين» في دورته الأولى 2018 الذي نظمته جريدة الرؤية بمقر فندق كراون بلازا بحي العرفان - مسقط بمجموعة من التوصيات أبرزها تضمين مفاهيم الابتكار في خطط التدريب والتأهيل والتوظيف، بما يضمن مواكبة متغيرات سوق العمل.

- دعوة الحكومة لتبني المشروع الوطني لإعادة تأهيل الخريجين، عبر برامج تدريبية وتطويرية تلائم احتياجات سوق العمل.

- إنشاء جهة مستقلة مسؤولة عن تنظيم وإدارة قطاع تنمية الموارد البشرية بالسلطنة.

- تبني القطاع الخاص لمنظومة تقييم وإدارة الموارد البشرية لتعزيز مستوى الإنتاجية وتحقيق أهداف التنمية.

- وضع إطار لحوكمة قطاع تنمية الموارد البشرية يشمل الجهات المقدمة للخدمة والجهات المستفيدة من الخدمة والجهات المشرعة والمنظمة للقطاع.

- تأهيل القيادات المسؤولة عن دوائر الموارد البشرية في المؤسسات.

- التركيز على الجانب السلوكي عند تأهيل الخريجين والموظفين.

- دعوة جهات التمويل لطرح منتج تمويلي لروَّاد الأعمال لتطوير الموارد البشرية في مؤسساتهم.

- تأسيس نموذج استرشادي لخطط التطوير والتأهيل في المؤسسات، بما يستوعب صقل مهارات الكوادر الوطنية، والارتقاء بخبراتهم.

- دعوة الباحثين عن عمل إلى التحلي بثقافة التوظيف الذاتي، والتوجه نحو ريادة الأعمال، وبناء المشروعات الخاصة.

- اشتراط التحاق الخريج بمؤسسة تدريب وتأهيل خلال سنوات الدراسة وقبل التعيين.

- تهيئة الموارد البشرية -تأهيلاً وتدريبًا وصقلًا- لتحقيق مواكبتها للمستجدات العملية.

- وضع برامج وخطط تدريبية لتمكين العنصر البشري بالقطاع الخاص بالأدوات والوسائل اللازمة لإنجاز العمل من أجل ضمان زيادة الإنتاجية وتحقيق رضا المستفيدين.

- العمل على تغيير ثقافة العمل في المجتمع، والتخلص من العادات السلبية في بيئة العمل.

- زيادة جهود التعريف بالمؤسسات التدريبية والتأهيلية وطرح برامج تدريب وعقد ورش عمل، للنهوض بأداء الموظف سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.

- تبني مفاهيم الاستدامة في عمليات التطوير والتأهيل في المؤسسات.

من جهته، قال معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية: نسعى من خلال منتدى عمان للموارد البشرية في نسخته الأولى «التأهيل والتمكين والتوظيف» إلى مناقشة التحديات التي تشهدها السلطنة في المرحلة الحالية فيما يتعلق بمجال تنمية الموارد البشرية، وتحديات التوظيف، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى مناقشة قضايا الترقيات الوظيفية وربطها بالأداء.

إثراء نقاشات

وأوضح معاليه أن المنتدى يسهم في إثراء النقاشات الخاصة بقطاع الموارد البشرية، معربًا عن أمله في أن تجد التوصيات المتمخضة عن أعمال المنتدى طريقها للتنفيذ والتطبيق في مختلف المؤسسات والقطاعات.

وأضاف المرهون: يشكل المنتدى فرصةً مهمةً لبحث ونقاش التطورات الحديثة المرتبطة بمجال تنمية الموارد البشرية، مشيدًا بجهود الجهة المنظمة في تنظيم مثل هذه المنتديات، وسبقها الدائم في تسليط الضوء على الكثير من جوانب العمل الوطني، خاصة أن المنتدى يحفل بالعديد من المتحدثين من القيادات والمسؤولين والمتخصصين بالقطاعين العام والخاص الذين تناولوا أمثلة وممارسات عملية عن سبل تمكين الموارد البشرية وتعزيز أدائها، وكيفية تطبيق ذلك على قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

الابتكار منهاج حياة

وقال حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية المشرف العام على المنتدى: «إن المورد البشري العماني يمثل في الوقت الحالي الإنجاز والتحدي في الوقت نفسه». وأشار إلى التقدم الذي أحرزته الحكومة في توظيف الباحثين عن عمل ضمن برنامج الـ25 ألف وظيفة في القطاع الخاص؛ وبلغت نسبة المعينين حسب أحدث الإحصاءات 41 في المائة، وهو ما يعكس الجهد الواضح لإحراز تقدم في هذه المسألة.

وسلط الطائي الضوء على أبرز تحديات الموارد البشرية في الوقت الحالي التي تتضمن عدم مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل، علاوة على أن الخطط والسياسات لا تستوعب أعداد الخريجين، مضيفا إن القطاع الحكومي يعاني من زيادة في أعداد الموظفين، حيث إن قطاع الخدمة المدنية يضم 180 ألف موظف وموظفة.

وأشار الطائي إلى العناصر الثلاثة الرئيسية في المنتدى «التأهيل، والتمكين، والتوظيف»، موضحا حرص المنتدى على توظيف شعاره ليتماشى مع النطق السامي الشهير «سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل الشجر».

وقال الطائي: «إن التقدم يرتكز على سبعة أعمدة رئيسية تتمثل في المواطنة والنمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والسياسة الخارجية الموجهة للدبلوماسية، والتطوير والإعلام، وأهم هذه الأعمدة هو التعليم».

مضيفا: «إن مخصصات قطاع التعليم في الميزانية العامة للدولة بلغت في السنة المالية الحالية 1.578 مليار ريال عماني، وهو ما يعكس الحرص البالغ من الحكومة على إيلاء التعليم جل الاهتمام وتوفير الموارد المالية اللازمة لتطوره وتقدمه».

ودعا الطائي إلى أهمية إيلاء الابتكار أولوية قصوى، حيث إن مستقبل الاقتصاد والتوظيف والحياة بشكل عام تعتمد على الابتكار الذي بات يمثل عمود الخيمة في منظومة الإنتاج في مختلف المجالات، ووضع الطائي 3 محاور رئيسية يجب إدراجها في أي خطط تنموية مستقبلية، وهي الابتكار منهاج حياة، والتعليم القائم على التكنولوجيا، وأيضا التوظيف الذاتي.

التخطيط الاستراتيجي

وقال سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري: «إن المرتكزات الأساسية لمنظومة إدارة وتنمية الموارد البشرية بوحدات الخدمة المدنية تشمل التوافق الاستراتيجي، من خلال تعزيز وتطوير ثقافة أداء الموظفين وربطه بتحقيق أهداف الوحدة والتوجه الاستراتيجي لها، بالإضافة إلى الإدارة بالأهداف، والتغذية الراجعة، والعلاقة التكاملية، والإنصاف والمصداقية».

وأضاف البوسعيدي: إن عناصر منظومة إدارة وتنمية الموارد البشرية تعتمد على التخطيط الاستراتيجي وتطوير الكفاءات الوظيفية، موضحًا أن الخطوة الأولى من عمل الإدارة تتمثل في التوجه نحو ربط الأهداف الفردية بأهداف الوحدة، وتبيان أهداف الدوائر والأقسام وصولًا إلى أهداف الموظف نفسه، مشيرًا إلى أسس ومعايير صياغة هذه الأهداف، مؤكدًا أن هذه الأهداف تسعى إلى توجيه قدرات الموظف وجهوده نحو الأنشطة الصحيحة، شريطة أن تصاغ بطريقة «ذكية»، تتوافر فيها خمسة معايير أساسية، حيث تكون الأهداف مكتوبة بطريقة واضحة ومحددة من حيث ما يجب تطبيقه، وأهداف قابلة للقياس، وأهداف قابلة للتحقق، وأهداف ذات صلة، وأهداف محددة بإطار زمني يتم إنجازها خلاله.

إدارة الكفاءات الوطنية

وتطرق البوسعيدي إلى إدارة الكفاءات الوطنية من خلال 3 عناصر رئيسية هي المعرفة والإلمام بالمفاهيم والمبادئ والمعلومات ذات الصلة بالوظيفة وبرامج العمل، وأما العنصر الثاني فهو المهارة، والقدرات اللازمة لإنجاز المهام الفنية للوظيفة وفق الإجراءات والأساليب المحددة لها، ويتمثل العنصر الثالث والأخير في السلوك الذي يشمل خصائص ضمنية للفرد ذات علاقة سببية بمستوى الأداء.

وأشار سعادته إلى أن دور الكفاءات الوطنية وفق منظومة إدارة وتنمية الموارد البشرية يتضح من خلال الاستقطاب والتوظيف والدوران الوظيفي وقياس كفاءة الأداء والتدرج الوظيفي والتطوير والتعلم، وتتضمن كفاءات الإدارة العليا، والكفاءات التخصصية، وكفاءات الوظائف الإشرافية، والكفاءات الأساسية، موضحًا سعادته الإطار العام لنظام قياس كفاية الأداء، ويتضمن تخطيط الأداء السنوي خلال الفترة من يناير إلى فبراير، ثم إجراء مراجعة مرحلية في شهري يونيو ويوليو، وبين شهري أكتوبر وديسمبر يتم تقييم الأداء السنوي.

المعرفة والبحث

وتحدث السيد زكي بن هلال البوسعيدي الرئيس التنفيذي لمعهد الإدارة العامة عن آليات إنجاح الموارد البشرية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة: «يشمل نطاق عمل المعهد محورين أساسيين هما محور التعلم والتطوير ومحور المعرفة والبحث، ويتضمن كل منهما عددًا من المجالات التي تسهم في تحقيق أهداف المعهد، وبلغت نسبة رضا المشاركين في البرامج التعليمية للمعهد 87%، و3152 عدد المشاركين المستفيدين من برامج المعهد منذ بداية تأسيس المعهد وحتى يناير 2018م».

تأهيل الخريجين الباحثين

وناقش البروفيسور حيدر بن علي رمضان اللواتي الأكاديمي والعميد السابق بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان: «أضلاع مثلث التعمين.. التأهيل والتوظيف والإحلال»، تطرق فيها إلى المشروع الوطني لتأهيل الخريجين الباحثين عن العمل.

وقال اللواتي: «نعيش فترة الركود أو الانكماش الاقتصادي نتيجة انهيار أسعار النفط، ولا يوجد لدينا أو في دول الخليج الأخرى اقتصاد بمعناه المعروف عالميًا الذي يعتمد على قِوى ذاتية وطنية للإنتاج والصناعة، فلدينا المال والتدفقات المالية الناتجة من النفط، وهو بدوره مصدر ناضب؛ أي أن اقتصادنا ريعي في طبيعته يعتمد أساسا على مورد واحد».

ودعا اللواتي إلى التعامل مع موضوع تأهيل الخريجين الباحثين كمشروع وطني يستحق الاهتمام والأولوية، موضحًا أنه يتعين وضع خطة استراتيجية محددة وواقعية تشمل هدفًا واحدًا فقط هو إعادة تأهيل الخريجين الباحثين عن العمل في الجامعات والكليات بمهارات تتواءم مع متطلبات سوق العمل في فترة الركود الاقتصادي، وأن تكون خطة المشروع قابلة للتنفيذ في ستة أشهر.

مركز التشغيل

وقال الشيخ محمد بن غالب الهنائي مستشار وزير القوى العاملة لتخطيط الموارد البشرية: «تم استكمال دراسة تفعيل مركز التشغيل بوزارة القوى العاملة، ولم يصدر قرار رسمي بتنفيذه، ويوجد التدريب لمعرفة احتياجات سوق العمل، ومنصة تغطي كافة التوظيف في مختلف المحافظات، وسيتم إعلانه الرسمي قريبا، منوها للباحثين عن عمل ضرورة تطوير المهارات والقدرات من خلال التدريب المستمر، والقبول بالعمل أيًّا كان؛ لاكتساب الخبرة وامتلاك المهارات الأساسية للعمل مستقبلًا.

مركز الدراسات الاستراتيجية

وناشد الشيخ شاكر آل حمودة مدير دائرة التدريب بديوان البلاط السلطاني بأهمية وجود مركز الدراسات الاستراتيجية، ويكون مركزًا مستقلًا إداريًا وماليًا، ويحكم المشاريع بالمعايير الدولية للجودة وسرعة الإنجاز والدقة، ويعطي مؤشرات مستقبلية لتحليل المخاطر والتنبؤ والاستعداد لها مسبقا، والمساعدة في التصدي للأزمات وعدم تكرارها، ويعد هذا مطلب في غاية الأهمية.

جلسات المنتدى

وتضمنت أعمال المنتدى 8 أوراق عمل تم طرحها عبر أربعة محاور نقاشية، بالإضافة إلى استعراض «تجربتي نجاح» لاثنين من المستفيدين من تمويل صندوق الرفد، و3 جلسات نقاشية.

كما تضمن المنتدى أربع جلسات عمل: الأولى بعنوان «الاستثمار في الموارد البشرية الوطنية»، وتبعتها جلسة نقاشية بعنوان «الترقي الوظيفي وربطه بالأداء»، وحملت الجلسة الثانية عنوان «العمل الحر وأساليب النجاح» التي تم تخصيصها للمستفيدين من صندوق الرفد؛ وعرض سلطان البوسعيدي الرئيس التنفيذي للمتحدة لخدمات حقول النفط، وعلي بن صالح الغابشي بمشاركة شريكه في التأسيس أحمد بن عبدالله الرحبي، وهما مُؤسِسي مشروع الهداية للمشاريع الوطنية «الشحن والتخليص الجمركي»، ورقتي عمل لقصص نجاحهم مع العمل الحر. أما الجلسة الثالثة فتضمنت «تدريب وإدارة الكفاءات»، تتبعها جلسة نقاشية بعنوان «خلق الفرص الوظيفية»، وناقشت الجلسة الرابعة «الاستراتيجيات والأهداف التدريبية للموارد البشرية»، تلتها جلسة نقاشية بعنوان «خطط التحفيز المتوافقة مع البيئة العمانية».