1260590
1260590
الرياضية

مستشار الاتحاد العربي لكرة القدم وليد الكردي: الكرة العمانية تسير بخطى ثابتة وصحيحة وستصل يوما للعالمية

26 فبراير 2018
26 فبراير 2018

تطور الكرة العربية مرهون بالإمكانيات المتوفرة وتطبيق الاحتراف الصحيح -

حاوره: بسام جميدة -

واحد من الأسماء السورية اللامعة في الخارج، يمتاز بحنكته وقيادته الناجحة للعمل الذي يقوم به، أنه وليد الكردي، الأمين العام السابق للاتحاد العربي لكرة القدم، والمستشار حاليا لدى الاتحاد، حيث وضع بصماته فيه قبل حوالي أربعة عقود من الزمن، وعايش كل تفاصيل كرة القدم العربية من محيطها إلى خليجها.

كان لصحيفة «$» فرصة الحوار معه، في نقاط كثيرة تهم واقع اللعبة عربيا، تعالوا نتابع هذا الحوار:

ما رؤيتك لمستوى الكرة الخليجية بشكل عام.. ومستوى الكرة العمانية بشكل خاص.. وهل تتابع الكرة العمانية؟

أجاب وليد الكردي قائلا: مستوى الكرة الخليجية جيدة على العموم وكان يجب أن يكون أفضل نظرًا لتوفر الإمكانيات المادية وكل الوسائل المساعدة وفي الوقت الذي شهدنا فيه تراجع الكرة الكويتية بسبب تجميد عضوية الاتحاد الكويتي في الاتحاد الدولي لفترة طويلة فقد شهدنا تطورًا ملحوظًا للكرة العمانية وفوز المنتخب العماني ببطولة دورة الخليج العربية الأخيرة دليل على تقدم وازدهار الكرة العمانية، وتسير بخطى ثابتة وصحيحة، ومنذ ابتعادي عن العمل في الحقل الرياضي عموما وكرة القدم خصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة ضعفت متابعتي للدوريات الكروية في أغلب الدول العربية ومن بينها السلطنة، ولكنني كنت وما زلت معجبا بالمنتخب العماني الذي تغير وتطور كثيرا مما كان عليه من قبل.

وعن الوصفة التي يمكن أن يقدمها للكرة العمانية من خلال خبرته الرياضية، ومتى تصل الكرة العمانية للعالمية أجاب بصراحة: ليست لدي وصفة أقدمها للكرة العمانية ولا أزال عند رأيي أن التقدم والتطور مرهون بما هو متوفر لدى السلطنة من إمكانيات مادية وبنية أساسية وخبرات تقنية وإرادة لتنفيذ البرامج التنموية لدى الناشئين والشباب إضافة إلى برنامج تدريبي ومباريات تجريبية تحقق أهداف الخطة العامة.

وكل هذا وبالتخطيط الذي تقوم عليه الرياضة في السلطنة واستعانتهم بخبرات مشهود لها ستصل وفي وقت قريب للعالمية بكرة القدم، كما استطاعت أن تصل بمفاصل رياضية أخرى.

وعن بطولة كأس الخليج لكرة القدم التي يردد البعض أنها لم تعد تؤتي ثمارها، ولا بد من تطويرها أو إلغائها، ثمّن الكردي دورها بقوله: لقد أدت دورة الخليج العربية دورا بالغا ومهما في البنية الأساسية من منشآت رياضية وملاعب حديثة، وساهمت في رفع مستوى اللاعب الخليجي، واستفاد منها أيضا عدد من الحكام الخليجيين والعرب، كما ساهمت في إعداد كوادر إدارية وفنية وكل هذا ساعد في تطوير اللعبة على مستوى الخليج لا سيما أن مواعيدها منتظمة وكانت عاملا في نجاحها وساعد في هذا النجاح الوهج الإعلامي الذي يواكبها أي أن أي دورة أو بطولة تقام في مواعيد تخدم البرنامج التحضيري لأي منتخب من أجل المشاركة في بطولة قارية أو دولية لا يمكن إلا أن تكون مفيدة.

الاحتراف الحقيقي سبيلنا

وحول سؤالنا متى يصبح للكرة العربية وجود عالمي أكثر قوة وإصرارا في المحافل الدولية؟ رد مستشار الاتحاد العربي قائلا: عندما يطبق الاحتراف على أصوله وتصبح كرة القدم مهنة ويتفرغ لها اللاعبون، وتتوفر الملاعب الجيدة ونهتم بالرياضة المدرسية ورياضة الناشئين، سنجد كرة قدم عربية في المستوى العالمي، ويبقى دور مهم للاتحاد العربي في إقامة بطولات منتظمة داعمة لخطط الأعضاء وبرامجها وإقامة المزيد من الدورات التدريبية للمدربين والحكام والكوادر الأخرى، حينها يكون للكرة العربية شأن مهم.

وعن عودته للاتحاد العربي لكرة القدم بصفة مستشار بعد أن كان أمينا عاما له.. ماذا ستقدم له؟ وماذا قدمت له سابقا؟ قال: منصب المستشار جديد في الاتحاد العربي وأنا أشغله منذ شهرين تقريبا، وأعتقد أن معايشتي للأمانة العامة منذ عام 1976 حيث انتقل مقر الاتحاد من ليبيا إلى السعودية بقرار من الجمعية العمومية، واطلاعي على جميع المجريات ومشاركتي الفعالة في صنع نظامه ولوائحه وأنشطته واجتماعاته، وأيضا علاقاته مع الاتحاد الدولي والآسيوي والإفريقي تؤهلني لأقدم للاتحاد ما يطلب مني لتطوير العمل من جديد وتنشيط فعالياته.

جديد الاتحاد العربي وفاعليته

وعن جديد الاتحاد العربي على صعيد البطولات والدورات الرياضية، وهل باستطاعته تقديم نفسه بصورة أفضل ليكون سندًا للكرة العربية؟ قال وليد الكردي: منذ الاجتماع الأخير للجمعية العمومية واكتمال عقد اللجنة التنفيذية تمخضت الاجتماعات الأخيرة للجنة المسابقات عن بطولة الأندية العربية بأسلوب جديد ستكون باكورة البطولات العربية في الموسم القادم وستكون لها جوائز مغرية، وتدرس اللجنة تنفيذ بطولة كأس العرب والبطولات الأخرى ومسؤولية نجاح هذه البطولات مشتركة بين الاتحاد العربي والاتحادات الأعضاء.

وحول فاعلية بطولات الاتحاد العربي وعدم الإقبال عليها من قبل الدول العربية وأنديتها أوضح قائلا: تعثر بطولات الاتحاد العربي لكرة القدم وعدم انتظامها يرجع إلى أسباب عدة قد لا تجد بعضها في البطولات العربية لاتحادات الألعاب غير كرة القدم وأهمها: وجود الدول العربية في القارتين الآسيوية والإفريقية والتعارض في مشاركات الدول في بطولات القارتين، وازدياد عدد البطولات التي تنظم على المستوى القاري والدول وأهمها بطولة العالم للأندية (بطولة المنتخبات الإفريقية للاعبين المحليين - بطولة اتحاد شمال إفريقيا - بطولة الخليج والأندية الخليجية) وقد شغلت هذه البطولات مساحات كبيرة من الروزنامة القارية والدولية فضاقت المساحة على البطولات العربية، واهتمام الأندية الكبيرة في القارتين بالاشتراك في البطولات القارية المؤهلة لبطولة العالم للأندية لتحقق هدفين الأول معنوي والآخر مادي مغرٍ، واعتذار بعض الاتحادات والأندية عن عدم مشاركتها في بعض البطولات العربية في أوقات حرجة سبب الكثير من المشاكل مع الشركة المسوقة للحقوق التجارية للبطولات العربية وأدت في أحيان أخرى إلى انسحابها.

البطولات العربية غير مؤهلة للبطولات القارية أو الدولية وقد كانت هذه الأمور موضع اهتمام المجلس التنفيذي للاتحاد بعد انتخاب رئيس جديد وتعيين أمين عام جديد فقد تشكلت عدة لجان اجتمعت وخرجت بتوصيات تتعلق بتعديل النظام الأساسي واللوائح ولائحة البطولات العربية للأندية التي ستحمل اسم القدس واللائحة الانضباطية وستكون هناك جوائز مالية مغرية، وأستطيع القول إن هناك تصميما على إعادة إحياء البطولات العربية وإقامتها ضمن ضوابط وأسس تحقق الاستمرارية والتطوير والرئيس الجديد المستشار تركي آل الشيخ عازم على أن تساهم جميع الدول العربية بما فيها سوريا بالمشاركة الفعالة، وإحداث نقلة نوعية في البطولات العربية.

وسألته، ماذا قدم الاتحاد العربي للاتحادات العربية من أجل تطوير اللعبة وكوادرها؟ فقال: على مدى سنوات من عمر الاتحاد العربي لكرة القدم أقيمت بطولات ناجحة على مستوى المنتخبات لمختلف الفئات وأبطال الدوري وأبطال الكؤوس وكذلك أقيمت دورات تدريبية على مستوى عالٍ في مجالات التدريب والتحكيم والطب الرياضي، والإعلام الرياضي والتعليق على مباريات كرة القدم والإخراج التلفزيوني لمباريات كرة القدم كما تم تكريم المنتخبات العربية التي تأهلت لنهائيات كأس العالم، وكذلك الحكام الدوليين الذين شاركوا في تحكيم مباريات كأس العالم، كما قدم الاتحاد بعض المساعدات المادية والخبرات الفنية لبعض الاتحادات الوطنية مما أسهم في التنمية والتطوير، والأمل كبير في تأمين مصادر مالية تساعد في دعم برامج الاتحادات التنموية.

تطوير كرة القدم

وحول تطوير كرة القدم، بشكل عام وما هي الخطوات الممكنة؟ قدم لنا وليد الكردي رؤيته الواضحة بقوله: تطوير كرة القدم أو أي لعبة أخرى يرتبط بعدة عوامل رئيسية هي:

الإدارة، ويجب أن يتوفر فيها الاستقلالية وكفاءة المسؤولين والتقنيات الحديثة والمال، والبنية الأساسية، من منشآت وملاعب، وأذكر أن مدرب إنجلترا آلف رمزي رغب الاتحاد السعودي التعاقد معه لتدريب منتخبها وطلب زيارة السعودية، وبعد جولة استمرت أسبوعين زار خلالها الملاعب ثم اعتذر عن التدريب، ونصحهم أولا ببناء الملاعب والمنشآت التي تتوفر فيها الأرضية الجيدة، وتأمين المستلزمات المطلوبة والمرافق وغيرها، وإلا فإن ما يصرف على المدربين لن يؤدي إلى الهدف وفعلا تم الأخذ برأيه وانتشرت المدن الرياضية وأصبح لكل ناد مقره الخاص وملاعبه.

وكذلك وضع خطط طويلة وقصيرة المدى، والبرامج التي تتضمن المعسكرات التدريبية والمباريات الودية والمشاركات في البطولات الخارجية.

والاحتراف الفعلي، إذ لا يمكن أن نبقى نحن في عالم شبه الهواية وشبه الاحتراف وغيرنا في عالم آخر.

والاهتمام بالرياضة المدرسية فعليا.ودعم الأندية ماديا حتى تتمكن من تنفيذ برامج التنمية والتطوير.

العرب والمونديال

وعن صعود أربعة منتخبات عربية للمونديال وهل تتوقع أن تحقق شيئا في النهائيات بروسيا قال: وصول أربعة فرق عربية للمونديال القادم في روسيا، لأول مرة بتاريخ البطولة هو دليل بحد ذاته على أن كرة القدم بخير وتستطيع التنافس والتأهل ولكن لا يعني ذلك تطور لكرة القدم العربية، ففي ظل تطور الكرة الإفريقية والتنافس الشديد فلا بد من الدول العربية الإفريقية الأخذ بعين الاعتبار هذا التطور وبذل جهود مضاعفة لضمان المنافسة على كل المستويات، ومن ناحية أخرى فإن تأهل المنتخب السعودي عدة مرات لنهائيات كأس العالم دليل خبرة وتميز، ولكنها على المستوى الآسيوي تدل على تأخر الفرق العربية عن الركب، وحتى عن الدول العربية في إفريقيا.

غياب مبرر

وعن غيابه عن المشهد الكروي السوري ولماذا لم يقدم لها يد العون، رد الكردي بقوله: منذ أن غادرت سوريا إلى السعودية عام 1974 عقب استقالتي من اتحاد كرة القدم بقيت على اتصال دائم مع رؤساء الاتحادات الذين تعاقبوا على الاتحاد وتعاونت معهم في كثير من الأمور وقدمت خدمات لجميع الأندية التي شاركت خارجيا، وبالطبع فإن لبلدي عليّ حق، وأنا على استعداد لتقديم أي مساعدة أو مشورة تطلب مني، ولكن لم يطلب مني شيئا رسميا، وعلاقتي مع الجميع ما زالت متينة، ولا أعتقد أن هناك خبراء سوريين خارج الوطن لا يرغبون في تقديم خبراتهم ووضعها تحت تصرف القيادة الرياضية والاتحادات السورية وأنا منهم، قد يكون من المفيد اختيار شخصيات من ذوي الخبرة ويشغلون مناصب مهمة خارجيا وهم كثر، ودعوتهم للاجتماع مع القيادة الرياضية ومناقشة ما يمكن أن يقدموه من خبراتهم للتطوير، ويمكن أن يسهم هذا التعاون في تطوير الرياضة السورية.

الاحتراف الخارجي مفيد

وعن احتراف اللاعبين السوريين خارجيا وهل أفاد كرة القدم السورية، قال: الاحتراف الخارجي مهم جدًا للاعب العربي عموما، ونجح اللاعبون السوريون في تجربتهم الاحترافية خارجيا، واستفادوا كثيرا ونجحوا وتألقوا مع فرقهم وقد عاد هذا النجاح على المنتخب بالفائدة، وإن كان ذلك لم يظهر بشكل واضح ومأمول، لأن فترات التجمع والتحضير والتأقلم لم تكن كافية، ومع ذلك كانت مشاركتهم مع المنتخب ناجحة وساهموا في رفع الروح المعنوية والأداء الجيد في تصفيات المونديال.

ولماذا يكون اللاعب السوري في الخارج أكثر احترافية مما يكون في سوريا؟ وعن الاحتراف الكروي للسوريين في سلطنة عمان قال الكردي: من الطبيعي أن يكون اللاعب السوري أكثر احترافية في الخارج مما يكون في سوريا، حيث يتوفر له التدريب الجيد مع مدربين عالميين، وملاعب ممتازة وعناية صحية، والراحة والاستقرار المادي، إضافة إلى مستوى المنافسة العالي الذي يساعده في الارتقاء بمستواه.

واستقطاب السلطنة للاعبين السوريين والمدربين، فتح الباب للتعاون بشكل مفيد للطرفين، وأعطى اللاعب صورة طيبة عن مستوى رفاقه، وكذلك المدربين الذين تغلبوا على ظروفهم وبصموا، وأتمنى أن يكونوا إضافة طيبة ومتميزة للدوري العماني الذي يشهد تطورا ملحوظا.

ضعف التحكيم

وبسؤالنا، متى يعود للتحكيم السوري ألقه خارجيا؟ وما دور الاتحاد العربي في هذا الموضوع بتطوير كوادره الفنية والإدارية؟ ختمنا حوارنا مع وليد الكردي الذي أجاب قائلا: شهد التحكيم السوري عصرا ذهبيا في عهد العميد فاروق بوظو عندما كان يشغل مناصب مهمة داخليا وخارجيا، وكان للاتحاد العربي دور مهم في دعم الحكام العرب ومنهم السوريون، من خلال منحهم جرعات من التحضير الجيد والوصول بهم إلى العالمية، واعتقد أن تراجع التحكيم السوري في سوريا سببه الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، وضعف الدوري السوري وقلة المباريات التي يقودها الحكم محليا، وآسيويا، إضافة إلى توقف البطولات العربية لسنوات، وعدم إقامة دورات تدريب وصقل من الاتحاد العربي للحكام.