1260308
1260308
الاقتصادية

وزارة الزراعة تدعو المزارعين إلى التوسع في استخدام السماد العضوي

26 فبراير 2018
26 فبراير 2018

م.ناصر الوهيبي: الكومة السمادية يمكن تصنيعها في المزارع واستخدامها يحدث التوازن الطبيعي في التربة الزراعية -

إعطاء النبات 50% من احتياجه من السماد العضوي و50% من السماد الكيميائي يعطي إنتاجية أفضل -

عمان: دعت وزارة الزراعة والثروة السمكية المزارعين العمانيين إلى التوسع في استخدام السماد العضوي عوضا عن الأسمدة الكيمائية وتصنيعه في مزارعهم من المخلفات الزراعية والحيوانية بعد أن تزايدت المخاطر الناتجة عن استخدام الأسمدة الكيماوية سواء على التربة أو على المياه الجوفية الموجودة في باطن الأرض. وقال المهندس ناصر بن سالم بن سيف الوهيبي، باحث تربة أول بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية إن السماد العضوي هو بقايا الحيوان أو النبات أو خليط منهما ويعمل على تحسين خواص التربة الكيميائية والفيزيائية (الطبيعية) ويمد النبات بالعناصر الغذائية، مشيرا إلى أن معظم التربة الزرعية بالسلطنة هي رملية إلى رملية طميية خفيفة القوام ضعيفة القدرة في الاحتفاظ بالمياه والعناصر الغذائية وفي هذه الحالة فإن إضافة السماد العضوي يعمل على زيادة كفاءة التربة في حفظ المياه والعناصر الغذائية ومد النبات بالمغذيات. أما في حالة إضافة السماد الكيميائي فيجب أن يكون ذلك بنسبة معينة من أجل إنتاجية اقتصادية عالية. وأوضح أن للسماد العضوي دورا مهما أيضا في رفع نسبة المادة العضوية في التربة والتقليل من تسرب بعض المركبات الكيميائية الملوثة للمياه الجوفية والناتجة من إضافة بعض الأسمدة الكيميائية، هذا بالإضافة إلى دور السماد العضوي في وقاية التربة الزراعية من الانجراف بفعل المياه والرياح وكما انه يساعد في إيجاد جو ملائم لتكاثر بعض الميكروبات الدقيقة النافعة للنبات والتربة.

طريقة تحضير السماد العضوي

حول طريقة تحضير السماد العضوي سواء بالمزرعة أو بالمنزل قال المهندس ناصر الوهيبي: يتم تصنيعه بطريقة بسيطة للغاية فقد درج المزارعون في السلطنة ومنذ القدم على تخصيص مساحة صغيرة من مزارعهم يجمعون فيها مخلفات المحاصيل بالإضافة إلى مخلفات الحيوانات لعمل ما يسمى بالكومة السمادية، من أجل إنتاج سماد عضوي مخمر، حيث توضع تلك المخلفات على شكل كومة، ثم يقومون بتقليب مكوناتها ورشها بالماء بين فترة وأخرى في مكان مفتوح لأشعة الشمس وتستمر العملية حتى تتغير رائحة الكومة إلى رائحة تشبه رائحة التربة ويصبح لونها بنيا أو قريبا من اللون الأسود وهذه علامات جاهزية السماد لإضافته إلى التربة أو لتعبئته. وقد تأخذ الكومة السمادية حتى تصبح جاهزة ما بين شهر إلى 6 أشهر وذلك حسب طبيعة ونوعية المواد الخام المكونة لها.

ويمكن للبعض تحضيرها في المنزل وذلك عن طريق تخصيص وعاء خاص (سلة مهملات بلاستيكية بحجم مناسب) مثقب من الجوانب يوضع فيها بعض مخلفات المطبخ مثل قشر البيض وبقايا الفواكه والخضار ونشارة الخشب وأوراق وأغصان الأشجار وأوراق الجرائد العادية وغيرها من المواد التي تكون من اصل نباتي، ويتم وضع الوعاء في مكان مفتوح للشمس بحديقة المنزل، مع تقليب مكونات الوعاء بين فترة وأخرى حتى تتحلل مكوناته وتكون جاهزة لإضافتها لحديقة المنزل كسماد طبيعي آمن للبيئية والنبات. وأضاف أنه بالإمكان جمع أوراق نباتات حديقة المنزل المتساقطة ودفنها مباشرة في التربة دون تخمير، وبدفن بقايا عملية تقطيع الأسماك الطازجة مباشرة تحت الأشجار بعد إزالة العظام، لأنها مصدر غني بالمواد المغذية للنبات.

أجهزة لتصنيع السماد

تباع حاليا بالأسواق العالمية بعض الأجهزة الحديثة التي تستخدم لتصنيع السماد العضوي خلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة، حيث يمكن استخدامها في إنتاج سماد عضوي من المخلفات العضوية بالمنزل كبقايا الخضار والفاكهة وقشر البيض ومخلفات حديقة المنزل من أوراق وأغصان.

وقال الوهيبي بضرورة تحلل المادة العضوية حيث إن إضافة مادة عضوية غير متحللة يمكن أن تتسبب في ظهور بعض الآثار السيئة على النبات حيث تؤدي إضافة هذه المواد العضوية غير المتحللة إلى نقص الأكسجين بالتربة واختناق الجذور وفقد النيتروجين في صورة غازات. وأيضا إلى اختلال النسبة بين الأكسحين إلى ثاني أكسيد الكربون فيها مما يؤدي الى التأثير على العمليات الحيوية والكيميائية التي تحدث بالتربة كما تتزايد أعداد الميكروبات بدرجة كبيرة في حالة وجود المواد العضوية غير المتحللة ويتزايد نشاطها ويؤدي ذلك لمهاجمتها لدبال التربة وهدمه. كما تتسبب أيضا في انتشار الحشائش والنيماتودا والأمراض الفطرية والبكتيرية ورفع درجة ملوحة التربة.

جهود مراكز البحوث

وفي ما يتعلق بجهود وزارة الزراعة والثروة السمكية حول تأكيد جودة ومنافع السماد العضوي قال المهندس ناصر الوهيبي: إن الوزارة توصي باستخدام الأسمدة العضوية جنبا إلى جنب مع الأسمدة الكيميائية عند زراعة المحاصيل الزراعية المختلفة، ومن التجارب البحثية المنفذة، تجربة تم فيها عمل مقارنة بين اثر استخدام الأسمدة الكيميائية والأسمدة العضوية على إنتاجية الطماطم في الحقل المكشوف، وكان الهدف الرئيسي لها هو التوصل إلى الكميات المناسبة من الأسمدة العضوية والكيميائية والتي تعطي إنتاجية جيدة، وبالتالي يمكن الاستغناء عن نسبة معينة من الأسمدة الكيميائية والتعويض عنها بالأسمدة العضوية لإيجاد نوع من التوازن الطبيعي في التربة والمحافظة عليها من التدهور على المدى البعيد، ومن خلال نتائج موسمين متتاليين من البحث وإجراء التجارب أشارت البيانات بأنه عندما يتم إعطاء النبات 50% من احتياجه من السماد على شكل سماد عضوي و50% من احتياجه على شكل سماد كيميائي يعطي إنتاجية أفضل من استخدام السماد العضوي أو السماد الكيميائي منفصلين.

وقد عملت وزارة الزراعة والثروة السمكية على إيجاد لائحة لمواصفات قياسية لإنتاج الأسمدة العضوية وتداولها، حيث تم تضمين هذه المواصفات في نظام تداول واستعمال الأسمدة ومحسنات التربة ومنظمات النمو الزراعية وهي جزء من قانون الأسمدة ومحسنات التربة الزراعية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم62 /‏‏‏‏ 2006 م، ومن اهم تلك المواصفات خلو الأسمدة العضوية من الملوحة العالية والمسببات المرضية والتربة وبذور الحشائش والرطوبة العالية.

وأكد المهندس ناصر الوهيبي أن للوزارة جهودا مستمرة في دعم المزارعين فنيا وذلك من خلال تأهيل الكوادر الفنية المدربة من خلال عقد دورات تدريبية لهم وكان آخرها عن كيفية اختيار الأسمدة المناسبة لتسميد المحاصيل الزراعية، والتي تقوم بدوها في إرشاد وتوجيه المزارعين في عملية الاستخدام الأمثل للأسمدة وانتقاء الجيد منها، وطرق التسميد المناسبة وأوقات إضافتها للمحاصيل الزراعية وذلك من خلال التوصيات والنصائح التي يسديها الكادر الفني أثناء الزيارات والمعاينات الميدانية لحقول المزارعين.

وكان اكتشاف الأسمدة الكيمائية في القرن الماضي قد أدى إلى تراجع اهتمام المزارعين بالأسمدة العضوية وانصرفوا للتسميد المعدني نظراً للنتائج السريعة التي تعطيها هذه الأسمدة ولكن بالرغم من أهميتها، إلا أن الاستخدام المفرط لها أدى إلى حدوث انعكاسات سلبية وخطيرة على صحة الإنسان والبيئة، عليه طالب عدد كبير من الباحثين بضرورة استخدام الأسمدة العضوية والتقليل من إضافة الأسمدة الكيميائية للأراضي لمنع التلوث البيئي والحصول على محاصيل ذات صفات جديدة وتركيز العناصر الغذائية المناسبة في الثمار، دون أن يكون لها تأثيرات ضارة على صحة الإنسان على المدى البعيد.