1260198
1260198
العرب والعالم

إغلاق كنيسة القيامة احتجاجًا على خطة إسرائيلية لمصادرة أراضٍ وفرض ضرائب

25 فبراير 2018
25 فبراير 2018

مفتي القدس يحذر من التداعيات الخطيرة لنقل السفارة الأمريكية للقدس -

رام الله -عمان - نظير فالح:-

في خطوة تصعيدية، أغلق رؤساء الكنائس في القدس، امس، كنيسة القيامة حتى إشعار آخر، احتجاجًا على نية سلطات الاحتلال الإسرائيلي مصادرة أراض وأوقاف كنائس القدس، وهي خطوة نادرة لم تتكرر منذ عام 1948.

وجاءت الخطوة الاحتجاجية كرد على نية اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الكنيست الاسرائيلي، امس، مناقشة قانون يتيح لسلطات الاحتلال مصادرة أراضٍ باعتها الكنائس منذ العام 2010، وكذلك على نية بلدية الاحتلال في القدس جباية ضريبة «أرنونا» من الكنائس.

وعمم رؤساء الكنائس رسالة، صباح أمس، هاجموا فيها الخطوات الأخيرة التي تنوي سلطات الاحتلال المختلفة اتخاذها، والتي تستهدف الكنيسة، واعتبروا في الرسالة أن هذه الخطوات هي استهداف ممنهج للأقلية المسيحية في الأراضي المقدسة. وجاء في الرسالة «نتابع بقلق شديد الهجمة الممنهجة ضد الكنائس والأقلية المسيحية في الأراضي المقدسة من خلال خرق واضح للستاتيكو (للوضع القائم). وأشاروا في الرسالة إلى أن سلطات الاحتلال تقوم بخطوات غير مسبوقة «تخرق اتفاقيات قائمة والتزامات واتفاقيات دولية، والتي تبدو كمحاولات لإضعاف الوجود المسيحي في القدس».

ووقع على الرسالة كل من بطريرك الروم الأرثوذوكس، ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الأرمن، نورهان منوجيان، والمطران فرانشيسكو باتون.

يُشار أن سلطات الاحتلال فرضت مؤخرا ضريبة الأملاك المعروفة باسم «الارنونا» على الكنائس المقدسية، والتي تصل قيمتها الى ملايين الشواكل سنويا، كما وضعت يدها على أموال كنيسة الروم الأرثوذكسية للغرض ذاته.

وأكد  رؤساء الكنائس في القدس أن «فرض الضرائب على الكنائس في مدينة القدس هو خرق لكافة الاتفاقيات القائمة والالتزامات الدولية التي تضمن حقوق الكنائس وامتيازاتها».

وشدد رؤساء الكنائس على اعتبار هذا الإجراء «محاولة لإضعاف الوجود المسيحي في المدينة»، محذرين من تمرير مشروع من اللجنة الوزارية التابعة لسلطات الاحتلال فرض الضرائب على الكنائس في القدس والذي من الممكن من يتم من خلاله مصادرة أراضي الكنائس في المدينة.

من جهة أخرى، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين من خطورة قرار الإدارة الأمريكية نقل مقر سفارتها إلى القدس المحتلة، والذي حددت فيه ذكرى النكبة الفلسطينية موعدًا لذلك.

وقال حسين في بيان صحفي وصل«عُمان» نسخة منه، أمس، إن«هذا ما يشير إلى البجاحة التي وصل إليها المتحيزون للاحتلال ممعنين في ظلم الشعب الفلسطيني ومقدساته، والاعتداء الصارخ على القضية الفلسطينية، في محاولة لتصفيتها».

وأكد أن هذا التعسف غير قانوني، وسيؤدي إلى عواقب خطيرة تتحمل وزرها الإدارة الأمريكية، وبيّن أن نقل السفارة إلى القدس إن حصل، لن يكون اعتداءً على الفلسطينيين وحدهم، بل هو اعتداء صارخ على العرب والمسلمين في أنحاء العالم، وينافي المواثيق والمعاهدات الدولية كافة، التي تعتبر القدس أرضًا محتلة، ولن يخدم السلام والأمن في المنطقة، بل سيجرها إلى ويلات الحروب والفوضى وعدم الاستقرار.

وأضاف أن المقدسيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين كافة، لن يرضخوا لهذا الاعتداء السافر، وسوف يبذلون الغالي والنفيس من أجل الوقوف في وجه التعنت الأمريكي، الذي تتوالى على أبناء الشعب الفلسطيني النكبات بسببه.

وتابع «فمن نكبة نقل السفارة إلى القدس، إلى الضغط لإلغاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، وتصفية قضية اللاجئين، وشطب ملف العودة إلى الأبد». وأثنى حسين على القرارات والمواقف الشجاعة للقيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، التي تبذل الجهود للتصدي لهذه الهجمة الشرسة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.

ودعا قادة العرب والمسلمين وشعوبهم وعلماءهم والشرفاء ومحبي السلام في العالم، إلى الوقوف صفًا واحدًا لإلغاء التوجه الأمريكي المنحاز للاحتلال، والذي يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ويجرها إلى المجهول والدمار.