1259919
1259919
المنوعات

«الوطنية للشباب» تحمل شعار «نقرأ لنحيا» في مناشطها وفعالياتها في المعرض

25 فبراير 2018
25 فبراير 2018

تواصل اللجنة الوطنية للشباب سلسة مشاركاتها على التوالي بمعرض مسقط الدولي للكتاب، حيث كانت مشاركتها الأولى في النسخة الثامنة عشرة عام 2013، وتأتي مشاركة اللجنة تحت شعار «نقرأ لنحيا»، ترجمةً للبرنامج الإستراتيجي «تطوير قدرات الشباب» الذي يأتي ضمن مشروع «صناعة القراء» مستقطبًا فئة الشباب.

إلى جانب ذلك تشارك اللجنة في معرض مسقط الدولي الثالث والعشرين للكتاب؛ بركن خاص لها تقام فيه أنشطة وفعاليات عديدة منها: مقهى الشباب، ودعم إصدارات الشباب، وساعة المبادرات القرائية، والمسابقة الوطنية للقراءة، واستضافة شخصية شبابية عربية، وفعالية «نتذكّرهم»، ومسابقة مراجعات الكتب، بالإضافة إلى السينما والأدب، والكتابة الإبداعية، وتأخذ هذه المناشط طابعًا ابتكاريًا شبابيًا محورها الرئيسي «الشباب» سواء كانوا فئة مستهدَفَة، أم فئة منفّذة للتلك الفعاليات.

وتسعى اللجنة من خلال مشاركتها في المعرض إلى توعية الشباب العماني بأهمية القراءة وجعلها جزءا مهما من حياتهم، بالإضافة إلى صقل مهاراتهم في الكتابة والتلخيص والقراءة الواعية، وإبراز الكتّاب منهم ونشر كتاباتهم والترويج لها، كما تسعى اللجنة إلى دعم المكتبات الأهلية في مختلف محافظات السلطنة، ودعم مختلف المواهب العمانية الشابّة.

سينما وأدب

واستحدثت اللجنة في ركنها هذا العام فعالية «السينما والأدب» التي يتم خلالها عرض أفلام تربط القراءة والأدب بعالم السينما، ليتم تناول هذه الأفلام والروايات الأدبية المقتبسة عنها فنيًا ونقديًا في جلسات مخصصة،

واستضاف الركن الفنان القدير أحمد الأزكي لمناقشة فيلم «اللص والكلاب» المقتبس من كتاب الكاتب نجيب محفوظ، والذي أنجز في عام 1962 بعد عام من صدوره كرواية، وقد أبقى المخرج اسم الفيلم على اسم الرواية، لما يحمله من دلالات قوية تلخص الحكاية بأكملها في كلمتين اللص والكلاب، وبعض النقاد يرون أن محفوظ لم يوفق في اختيار عنوان روايته، لأن سعيد مهران كان لصا شريفا، فهو يسرق الأغنياء فقط ويمكنه مساعدة الفقراء، أمّا الإجرام الذي قام به سعيد مهران فهو من صنع المجتمع، فلا يصلح أن يكون رمزا لصانعي الظلم لأن من طبع الكلاب الوفاء.

حول ذلك قال الأزكي: «أنا أختلف مع هذا الرأي وأرى أن العنوان جميل وموفق وجاذب وعميق جدا ويلخص الرواية في هاتين الكلمتين».

وأضاف الأزكي: «حينما كان يُسأل نجيب محفوظ عن رأيه في تحويل أعماله الروائية والقصصية إلى سيناريوهات أفلام أو مسلسلات، ومدى قبوله أو رفضه لإجراء تغييرات على نصه الأصلي، كان يجيب بوضوح وحسم بأنه مسؤول فقط عن نصه المكتوب، وليس له أن يتدخل في عمل كاتب السيناريو أو المخرج، معتبرا أن هذا الفيلم أو المسلسل أو أيا ما كان الوسيط الذي يستلهم عمله الروائي «عمل فني» مستقل له شروطه وأدواته، كما يرى أن الرواية شيء مستقل تماما عن الفيلم والمسلسل فهما عملان فنيان منفصلان لكل منهما رؤيته وشروطه واستقلاليته الكاملة».

وأشار الأزكي إلى أن الحوار في النص الروائي لرواية «اللص والكلاب» يؤدي وظيفتين وهما تكسير رتابة السرد والإيهام بواقعية الشخصية، وتقريب الشخصية والكشف عن خصائصها، أما في الفيلم فمن الملاحظ انتقاله من الفصحى إلى العامية انسجاما مع بيئة المكان.

وأضاف الأزكي: «من يقرأ رواية «اللص والكلاب» قبل أن يشاهد الفيلم يدرك أن التغيير في تسلسل أحداثها يختلف عما يقدمه الفيلم السينمائي، ويعد ذلك درسا مهما ينبغي مراعاته عند تحويل العمل الأدبي إلى سينمائي فني حتى نمتلك روح نجيب محفوظ فيه».

القصة القصيرة

واحتفت اللجنة بنتائج ورشة القصة القصيرة جدًّا للنشء عن طريق إصدار مطبوع بعنوان (الغد يأتي في الصّباح) تم توزيعه على الزوار خلال زيارتهم للركن، وكانت مجموعة من الفتيات قد خضن عددًا من الورش والتمارين التي ساعدت في صقل تلك الموهبة لديهن، بمساعدة القاص حمود الشكيلي، الذي استمر في إعطائهن التعليمات والتعديلات اللازمة في قصصهن القصيرة جدًا منذ الحلقات الأولى للورش في معرض مسقط الدولي للكتاب عام 2017م.

وتحدثت الناشئات عن تجربتهن في كتابة القصة القصيرة جدا بإشراف القاص حمود الشكيلي ضمن ورش عديدة نفذتها اللجنة خلال العام الماضي، وأهم التقنيات التي تلتزم بها كتابة هذا الجنس الأدبي.

«كتب تتحدث»

كما دُشِّن في اليوم الأول من أيام معرض مسقط الدولي الثالث والعشرين للكتاب للجنة التسجيل الصّوتي ( كُتُبٌ تتحدّث)، الذي جاء كنتاج لورشة التسجيل الصوتي التي بدأت من خلال فتح استوديو مصغّر في ركن اللجنة بالمعرض الماضي متيحًا الفرصة للزوار لتسجيل نص صوتي من كتبٍ محددةٍ، لتفرز تلك الأصوات وتم اختيار أفضل 20 صوتًا منها لخوض تجربة التسجيل أمام مدربين صوتيين من خلال التدريبات العملية في الورشة التي فعّلت تحويل مختلف الكتب القصصية وكتب التاريخ والأدب إلى كتب صوتية، وتم بعد ذلك اختيار أفضل 10 أصوات.

كما قامت اللجنة باستضافة مجموعة من المشاركين بالركن الخاص بها للحديث عن تجربتهم باستوديو التسجيل الصوتي المصغر.

وأبدى المشاركون سعادتهم بالمشاركة بهذه المبادرة، مشيرين إلى أنها تجربة ثرية بالمعلومات، وساهمت في صقل موهبة التسجيل لديهم، كما أنها فرصة لاستثمار الأصوات وتبادل الخبرات.

«عمان تقرأ»

وضمن أنشطة اللجنة ساعة المبادرات القرائية، والتي تم في أول يوم لها استضافة مبادرة «عمان تقرأ» وهي مبادرة شبابية تطوعية تهدف لنشر الوعي بثقافة القراءة لمختلف الفئات العمرية، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كالانستجرام وتويتر وسناب شات، خلالها يتم إعداد فقرات يومية تستعرض كتبا واقتباسات واستضافات لكتاب عمانيين.

هذا ولا يقتصر دور المبادرة على العالم الافتراضي، وإنما تقوم بفعاليات متعددة على أرض الواقع في المدارس والمستشفيات.

وحاورت المبادرة الكاتب سعود المحروقي صاحب كتاب «كوب كابتشينو في متعة السفر»، والذي يستعرض تجربته في السفر بعد زيارته 9 دول أوروبية، ساعيا من خلاله إلى تدوين كل المكتسبات والعادات والثقافات التي عايشها في ترحاله، وعن منهجية الكتاب فهي على شكل يوميات يسرد فيها أحداثه المميزة، والمزارات السياحية في المدن والمواقف التي تعرض لها والأصدقاء الذين حظي بصحبتهم. واختتم المحروقي حديثه قائلا: «الكتابة متنفس للروح» كما أعدت المبادرة مسابقة قرائية للجمهور، وحلقة نقاشية عن القراءة.