كلمة عمان

المعلم العماني ركيزة أساسية للمستقبل

25 فبراير 2018
25 فبراير 2018

ليس من المبالغة في شيء القول بأنه إذا كان التعليم هو الطريق الواعد الى مستقبل افضل ، سواء بالنسبة للفرد او بالنسبة للمجتمع ، فإنه من المؤكد ان المعلم ، في كل مراحل التعليم ، وخاصة المراحل الاولى ، هو في الواقع احد اهم الركائز الاساسية ، التي يعتمد عليها المجتمع لإعداد وتعليم أبنائه ، وتنشئتهم التنشئة الصحيحة ، وبناء شخصياتهم المتكاملة ، وغرس القيم العمانية النبيلة في نفوسهم ، ليكونوا مواطنين صالحين ، قادرين على مواصلة مسيرة التنمية والبناء ، والوصول بها الى الأهداف التي يحددها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في الحاضر والمستقبل ايضا .

وانطلاقا من الإدراك العميق للأهمية المحورية للتعليم ، بالنسبة للفرد والمجتمع ، فإنه لم يكن مصادفة ابدا ، ان يحظى التعليم باهتمام عميق ومتواصل من جانب المقام السامي لجلالة السلطان المعظم - ابقاه الله - وذلك منذ بزوغ شمس النهضة العمانية الحديثة ، حيث شهدت عمان جهودا كبيرة لتعليم أبنائنا وبناتنا ، باعتبارهم قوة الوطن وطاقاته الخلاقة . واليوم فإنه يحق لنا ان نعتز ونسعد بما حققته وتحققه مسيرة التعليم في السلطنة ، سواء على صعيد التعليم العام ، أو التعليم الجامعي وما بعد الجامعي ، وما تقدمه مؤسسات التعليم ، التي تقف شامخة كمنارات على طريق التقدم والبناء ، وتمثل جامعة السلطان قابوس واسطة العقد في المنظومة التعليمية بمراحلها ومؤسساتها العديدة والمتكاملة ايضا .

وفي هذا الإطار، فإن احتفال السلطنة بيوم المعلم العماني ، الذي يوافق الرابع والعشرين من شهر فبراير الجاري ، يعبر في جانب منه عن الاعتزاز العميق بجهود المعلمين العمانيين ، في كل المراحل التعليمية ، للنهوض بالعملية التعليمية وتطويرها ، على النحو الذي يحقق اهدافها المبتغاة ، سواء بالنسبة للفرد او بالنسبة للمجتمع ، وهو في الوقت ذاته بمثابة طاقة أخرى دافعة لبذل المزيد من الجهد للارتقاء بجودة العملية التعليمية ، وتطويرها ، لتتواكب مع ما يشهده العالم من تطورات متسارعة ومتواصلة في هذا المجال .

وقد اشادت معالي الدكتورة مديحة بنت احمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم بالمبادرات والجهود المخلصة لمعلمي ومعلمات السلطنة في رفع المستويات التحصيلية وجودة العمل التربوي ومسايرة العصر، والأخذ بيد أبنائنا الطلبة والطالبات ليشقوا طريقهم بنجاح ويتمكنوا من التفاعل مع معطيات العصر مع الحفاظ على هويتهم وسجايا الشخصية العمانية وقيمها النبيلة .

وفي الوقت الذي يتم فيه تطوير مناهج التعليم ، لتتواءم مع متطلبات واحتياجات التنمية العمانية المستدامة ، في مراحلها المتتابعة والمتطورة ، فإن المعلمين والمعلمات العمانيين يقومون بدور بالغ الاهمية في توفير رعاية شاملة ومتكاملة لأبنائنا وبناتنا في مراحل التعليم ، ليس فقط على الصعيد التعليمي والأكاديمي ، ولكن ايضا على الأصعدة الاجتماعية والأخلاقية والتربوية والثقافية والرياضية ، وعلى صعيد قبول الآخر والتواصل معه واحترامه ، فضلا عن تعميق قيم المواطنة والولاء والاعتدال والاعتزاز بماضي الوطن وحاضره وحماية مكتسبات نهضته الشاملة ، لتتواصل المسيرة نحو غاياتها المنشودة بفضل عقول وسواعد أبنائنا وبناتنا في كل المجالات وعلى كافة المستويات ، وهو ما اكد عليه جلالة السلطان المعظم دوما .