1259807
1259807
الاقتصادية

ملتقى التعاون الاقتصادي العماني الياباني يدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ويبحث فرص الاستثمار

25 فبراير 2018
25 فبراير 2018

احتفالا بالذكرى الـ 45 للعلاقات العمانية اليابانية -

كتبت: رحمة الكلبانية -

أكد سعادة مشوجو سايتو، السفير الياباني لدى السلطنة في كلمة ألقاها باللغة العربية خلال “ملتقى التعاون الاقتصادي العماني الياباني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أمس، على أهمية تقديم صورة واضحة لجوانب الاستثمار في السلطنة للراغبين في الاستثمار من قبل الجانب الياباني لتشجيع وزيادة التعاون الاقتصادي وفرص الاستثمار المتبادلة بين البلدين، كما دعا المسؤولين إلى ضرورة مراعاة عامل السرعة في تخليص المعاملات التجارية، كونه عاملا مهما ومشجعا للاستثمار الأجنبي.

واشتمل الملتقى الذي نظمه صندوق الرفد بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، تحت رعاية معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، على العديد من الفعاليات والأنشطة ودورات تدريبية ولقاءات مباشرة بين أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من الجانبين العماني والياباني. حيث جاء هذا الملتقى ليواكب الذكرى الخامسة والأربعين للعلاقة العمـانـيـة اليابـانـية، ويسعى إلى تعزيز سـبل الـتـعـاون الاقتصـادي بـيـن السلطنة واليابان.

وهدف الملتقى الذي يستمر حتى 2 مارس المقبل، إلى دعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، والبحث عن السبل والفرص العالمية لاكتشاف التصدير والاستثمارات الخارجية كأحد التوجهات الحكومية في التنوع الاقتصادي، بالاضافة إلى تعزيز الطاقات وتبادل الخبرات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية والدولية، وإنشاء قنوات التبادل التجاري بين السلطنة واليابان، كما يسعى الملتقى إلى نقل الخبرات في مجال الصناعات الحرفية الحديثة اليابانية إلى المشاركين العمانيين، والاستفادة من الخبرات اليابانية الكبيرة في مجال تقنية المعلومات، وفتح أسواق اليابان للمنتجات العمانية خاصة المنتجة من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وتضمن الملتقى لقاء بين أراي هيروكازو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (Time sale corporation) اليابانية، والتي تُعد من أكبر الشركات المتخصصة في تقنية المعلومات في اليابان وبين عدد من الشباب العماني المسجلين كباحثين عن عمل في تقنية المعلومات، لتوفير فرص تدريب لهم بدولة اليابان في مجالهم لمدة عام واحد على الأقل، بتكفل تام من الشركة المعنية، حيث سيتولى مؤسس الشركة شخصيا اختيار أفضل المتقدمين خلال اللقاء لتدريبهم في اليابان، من خلال استمارات تشمل بيانات دقيقة يتم تعبئتها من قبل المعنيين، وبعد تقييمها من قبله يتم الإعلان عن المقبولين الذين سينتقلون إلى اليابان لتدريبهم وإكسابهم المهارات المتطورة في نفس الاختصاص، لتسهيل تشغيلهم في دولة اليابان أو في السلطنة.

منصة إلكترونية للتواصل

وسعياً لدعم هذا التعاون إلى ما بعد الملتقى بين رواد الأعمال العمانيين واليابانيين، ولتثمين اللقاءات المباشرة، وتجسيد ما يتم الاتفاق بينهم خلال الملتقى،أكد طارق الفارسي، الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد خلال الكلمة الترحيبية بأن الصندوق سيتولى إنشاء منصة إلكترونية (E B2B) تتضمن بيانات رواد الأعمال اليابانيين والعمانيين لتسهيل التواصل بينهم وخاصة فيما يتعلق بإجراءات الشراكة في الأعمال والخدمات.

وأكد الفارسي في كلمته على أهمية الملتقى كونه يعد فرصة كبيرة لرواد الأعمال العمانيين واليابانيين لتبادل الخبرات وإيجاد شراكة حقيقية بين البلدين، التي تؤكد العلاقات العمانية اليابانية المتنوعة منذ القدم في شتى المجالات الاقتصادية، مشيرا إلى أن الملتقى يعد فرصة لزيادة آفاق هذا التعاون لكون أن اليابان من الدول التي استطاعت تحقيق درجة عالية من التقدم والتطور في كل المجالات، وأنها تمتلك تجربة متميزة يمكن الاستفادة منها بما يفيد الجهود التنموية.

وأشار الفارسي إلى أن السلطنة تولي اهتماماً بالغاً بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك لما له من دور إيجابي في توفير فرص العمل، والمساهمة في تنويع وتنمية الاقتصاد الوطني، وتجسد ذلك من خلال إطلاق العديد من البرامج والآليات والجهات الحكومية والخاصة لدعم هذا القطاع، حيث يندرج هذا الملتقى ضمن التوجه الحكومي لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، وتعزيز طاقات وتبادل الخبرات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية والدولية، الذي سيوفر فرصة لإنشاء قنوات التبادل التجاري بين عمان واليابان.

وأضاف بأنه سيتم على هامش الملتقى تنفيذ حلقات تدريبية تمتد لأربعة أيام وتُتوّج في اليوم الخامس بتسليم شهادات لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المشاركين فيها في مجال الصناعات الحرفية وتقنية المعلومات،والتي يقدمها خبراء ومتخصصون من دولة اليابان الصديقة.

وأشار الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد أن الملتقى يسهم في التعريف بالمنتجات العمانية لدى المشاركين من اليابان في مختلف المجالات وخاصة الصناعات الحرفية بهدف الترويج للمنتج العماني في الأسواق الدولية ودعم فرص الشراكة بين البلدين.

واضاف “ نتطلع بشغف كبير ليكون هذا الملتقى جانب لتعمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وفرصة للاستفادة القصوى من التجربة اليابانية في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كونها تعد واحدة من الدول الرائدة في تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولها دور أساسي في تحريك النشاط الاقتصادي، ودولة ناجحة في تكوين هذه المنظومة من المؤسسات التي أصبحت ملجأ للكثير من الشباب الباحث عن عمل، ما يجعلنا نتطلع مستقبلاً إلى تنظيم زيارات لدولة اليابان للاطلاع عن كثب على هذه التجربة الرائدة.”

معرض مصاحب

وشارك عدد من أصحاب المؤسسات العمانية واليابانية الصغيرة والمتوسطة في المعرض المصاحب للملتقى، تضمن الجانب العماني صناعات حرفية ومنتجات صناعية، ومشاريع إلكترونية، واخرى لتدوير النفايات، وغيرها من المشاريع العمانية الواعدة، بالإضافة إلى عرض منتجات يابانية متنوعة.

وضمن زيارتها الأولى للسلطنة، قالت المشاركة، كاوري آيسي لـ”عمان”، بأنها تسعى من خلال المشاركة في المعرض المصاحب للملتقى أن تعرض أفضل منتجات الأكل الياباني بالإضافة إلى ايجاد منافذ تسويقية لها في السلطنة.

أوراق عمل

وقدم محمد الغساني مدير الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة “ريادة” بمحافظة ظفار، أول ورقة عمل حول بيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، واستعرض خلالها الجهود التي تبذلها (ريادة)، كحاضنة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومدى الدعم الذي تقدمه لرواد الاعمال وأهدافها المتعلقة بترسيخ مفهوم ريادة الاعمال، ونشر ثقافتها في المجتمع العماني. وفي الجانب المقابل، قدم كوجيرو هاتاد ممثل وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة بدولة اليابان، ورقة عمل حول بيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في بلاده، واستعرض الدور الحكومي في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اليابان، وكيفية إقامة منظومة يابانية حققت النهوض الكبير لتلك المؤسسات في اليابان.

الفرص الاستثمارية في السلطنة

وعرض صالح بن حمود الحسني من هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ورقة عمل تناولت الفرص الاستثمارية التي تمتلكها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث أشار إلى المقومات الاقتصادية الواعدة التي تمتلكها المنطقة الاقتصادية، مستعرضا ما تم إنجازه من بنيتها الأساسية، وما يشمله مخططها من قطاعات صناعية وتجارية متنوعة وثرية، وما أقرته حكومة السلطنة من فرص استثمارية خاصة بالمنطقة، وما تمثله من فرص كبيرة لليابان لدخول الأسواق العربية والخليجية والإفريقية من خلالها.

واستعرضت د. لبنى المزروعية رئيسة قسم الدراسات بوزارة السياحة أهم ملامح استراتيجية السياحة بالسلطنة ٢٠٤٠” ، وما تتضمنه من مشاريع سياحية عملاقة ذات عوائد اقتصادية كبيرة، وما تملكه السلطنة من مقومات سياحية تجعلها أحد اهم الوجهات السياحية عالميا في المستقبل، موضحًا سعي الاستراتيجية الجديدة نحو إقامة بيئة استثمارية واعدة في العديد من المواقع السياحية في السلطنة.

تجارب يابانية

وشهدت الجلسة عددا من أوراق العمل التي استعرضت بعض التجارب اليابانية في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث قدم تاكويا هاني الرئيس التنفيذي لـ شركة Corporation Learning Active - ، ورقة عمل حول “قوة الابتكار غير المحدود” ، تناول فيها دور الابتكار في سرعة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومنهجيات الابتكارات وخاصة طريقة “الابتكار المفتوح”.

وقال هيرتوغو تاكشيتا، مؤسس مزرعة نوراكو تاكيشيتا لإنتاج الفراولة، بأنه في عام 2006 استقال من وظيفته في الإدارة اليابانية واتجه لقطاع الأعمال من خلال تأسيسه لمزرعة “تاكيشيتا السعيدة”، متحدثًا حول سبل تحقيق الأهداف وطريقته في الدمج ما بين قطاعي الزراعة.

دورات تدريبية

وقدم عدد من الخبراء اليابانيين مجموعة من الدورات التدريبية لرواد الأعمال العمانيين في العديد من القطاعات الاقتصادية الواعدة على هامش الملتقى، تركز أغلبها على قطاع الصناعات الحرفية، ومنها دورة فن الطين الفضي التي يقدمها دايسوك ميناغاوا، لصناعة مجوهرات الزينة باستخدام خليط من بودرة الفضة النقية مع الماء ومادة لاصقة، وتنتج عن طريق التجفيف حيث يمكن حشو الطين وتسخينه على درجة حرارة عالية تتراوح بين 650 إلى 870 درجة مئوية مما يؤدي إلى احتراق الطين تاركا الفضة بدرجة نقاء تبلغ 9.99%، إلى جانب دورة الأصباغ المتبخرة التي تقدمها ريتسوكو فوتو، والتي تنتج خلالها أصباغ ساشيسوم التي تتبخر بواسطة حرارة المكواة وتتغلغل عميقا داخل النسيج.

كما قدمت كيكو كوموري دورة تدريبية في فن براعم الورد، وهو فن ترتيب الزهور والـورود باسـتخـدام الزهـور المجففة بدون أسلاك أو لاصق. وباستخدام محاليل خاصة لزيادة حياتها لغاية 5 سنوات أو أكثر. وقدمت ميكي أوشياما دورة في فن التجميل شملت العناية بالأيدي و الأظافر ، والتدليك، كما قدمت تشيزوكو ماتسونوما دورة لتغطيس الورد بالكريستال.

كما سيتم خلال الملتقى تقديم دورتين مختصتين في مجال تقنية المعلومات بهيئة تنظيم الاتصالات، ستتطرق الأولى إلى الشركات الناشئة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويقدمها اكيوكي نورموا، في حين ستتطرق الدورة الثانية من تقديم كزجيرو هاتادا إلى تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

لقاءات مباشرة بين رواد أعمال

واختتمت أعمال اليوم الأول من الملتقى بلقاءات مباشرة بين رواد الأعمال العمانيين واليابانيين لتبادل الخبرات والتجارب في العديد من القطاعات والبحث عن فرص للتعاون والشراكة بين البلدين.

حيث شهدت هذه اللقاءات اهتماما بالغاً من قبل رواد الأعمال العمانيين وذلك منذ الإعلان عنها رغبة منهم في البحث عن آفاق تفتح لهم المجال للاستيراد والتصدير وإيجاد تعاون يخدم البلدين الصديقين.

زيارات ميدانية

ونظم الملتقى زيارات ميدانية للوفد الياباني ضمن أعمال ملتقى التعاون الاقتصادي العماني الياباني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لأهم المشاريع الاقتصادية والسياحية في السلطنة كهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومشروع مرآة الطاقة الشمسية، وزيارة لأهم المعالم السياحية في كل من محافظة الداخلية ومحافظتي شمال وجنوب الشرقية ومحافظة مسقط.