صحافة

الفنلندية: السلام المستحيل في الشرق الأوكراني

24 فبراير 2018
24 فبراير 2018

كتبت جريدة «كاليفا» الفنلندية أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، اقترح أثناء القمة الأمنية التي انعقدت في ميونيخ، أن تُبتكَر مهمَّة جديدة في أوكرانيا لجنود الأمم المتحدة من أجل حفظ السلام في أوكرانيا الشرقية. الاقتراح يقضي بنشر حوالي عشرين ألف جندي في مناطق النزاع. السويد وفنلندا وبيلاروسيا هي الدول التي أعربت بسرعة عن موافقتها على هذا الاقتراح وأبدت استعدادها للمساهمة في تشكيل هذه القوة. الجريدة الفنلندية تعتبر أنَّ أحداً لن يرسل جنوداً الى مناطق النزاع في شرق أوكرانيا حتى في إطار مهمة حفظ سلام. فهذه المنطقة لا يمكن أن تكون موضوعاً قابلاً لاستقبال جنود سلام بغض النظر عن صوابية الاقتراح أوعدمه. فبالطبع، إنَّ المبادرات ضرورية و واجبة و لولاها لاستمرَّت الحروب و النزاعات إلى ما لا نهاية ليس فقط في أوكرانيا إنما في العالم أجمع. ومن حسن الحظ أن المبادرات لا تزال تُطرَح. لكن بالنسبة للشأن الأوكراني، فإنَّ مسيرة التوصل إلى تواجد قبعات زرق، ما زالت طويلة و شاقة ليس لأن المبادرة عقيمة بل لأن الدول غير متحمسة فعلياً لهذا النوع من المشاريع. بالنسبة لليومية الفنلندية، ليس هنالك من بلد يرغب بالمشاركة بهذا النوع من المهمات خصوصاً في مناطق مشتعلة تحصد دورياً الضحايا في صفوف المدنيين و القوات المتحاربة على السواء. أما بالنسبة لفنلندا التي هي دولة رائدة في مجال قوات حفظ السلام، فإنَّ إرسال جنودها إلى أوكرانيا سيكون مصدر متاعب و مآسٍ و مخاطر بالنسبة لهؤلاء الجنود بالذات. فلا يمكن إرسال جنود زرق إلى الشرق الأوكراني قبل أن تكون كل التحضيرات السياسية و اللوجستية و الأمنية قد تمَّت على خير، وهذا هو الأمر المستحيل في الظرف الراهن بخاصة لأن الاتحاد الأوروبي يعتبر أنَّ اتفاقيات مينسك لم تُطَبَّق بكاملها و لم تُحترم حتى الآن من قبل روسيا التي تريد تجميد الأوضاع والقيام بمفاوضات بين الانفصاليين و الحكومة المركزية الأوكرانية بينما هذه الحكومة، مدعومة من الاتحاد الأوروبي، ترغب بحل على الطريقة الكوسوفية. أي تدخل عسكري كبير وواسع النطاق للأمم المتحدة يترافق مع نشر عشرات الآلاف من الجنود الدوليين في منطقة الدونباس الأوكرانية لجعلها تعود كاملة إدارياً وسياسياً إلى الدولة الأوكرانية. لكن بالطبع روسيا و الانفصاليون لن يسمحوا لهذا التمني بأن يُصبِح حقيقة. من هنا يمكن أن نستنتج بأن اقتراح الأمين العام لحلف الأطلسي لن يتحقق. بهذا ختمت تحليلها جريدة «كاليفا» الفنلندية.