صحافة

القدس: خبز يابس... كأس ماء ورصاصة بالرأس!

23 فبراير 2018
23 فبراير 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب عيسى قراقع مقالاً بعنوان: خبز يابس... كأس ماء ورصاصة بالرأس!، جاء فيه: ماذا يريد الإسرائيليون ؟ مليون فلسطيني اعتقلوا في سجون الاحتلال منذ عام 1967، سقط منهم 213 شهيدا قتلا وإعداما ومرضا وقهرا.

ربع الشعب الفلسطيني كانوا في لحظات زمنية خلف القضبان، المجتمع الفلسطيني صار سجنا ومستباحا لحملات الاعتقال التي تحولت إلى ظاهرة يومية، لم يبق أحد، لا طفل ولا شاب ولا مسن ولا امرأة إلا وذاقوا مرارة السجن في رحلة إلى الغياب. ماذا يريد الإسرائيليون؟ إن لم يستطيعوا اعتقال هذا الفتى فإنهم يقومون بإعدامه لمجرد الاشتباه، وإن لم يستطيعوا قتله أصابوه بجروح حولته إلى معوق، جربوا كل الوسائل وتفننوا وابدعوا في أساليب البطش والتعذيب والتنكيل والإهانات بحق الأسرى، لقد أصبحت دولة إسرائيل الدولة الأكثر تجربة وخبرة ووحشية في وسائل التعذيب والبطش بالإنسان. ماذا يريد الإسرائيليون؟ هل يوجد أكثر من القتل العمد والرقص حول الجثث والأنفس المذبوحة؟ هل يوجد أكثر من زنازين ومعسكرات يزج بها الأسرى لا تصلح للحياة الآدمية؟ هل يوجد اكثر من ترك الأسير المريض يصارع الموت حتى اللحظة الأخيرة، مكبلا مستنجدا مشنوقا على حبال الأمراض، لا سماء فوقه ولا أرض تحته ولا كلمات وداع مثيرة؟ هل يوجد أكثر من طفلة تقيد جديلتها بالحديد، تحطم طفولتها وأحلامها الصغيرة؟ ماذا يريد الإسرائيليون؟ شرعوا قوانين عدائية وعنصرية لا مثيل لها في التاريخ البشري، قوانين تجيز اعتقال الإنسان والهواء والأرض والأمنيات، وقوانين تجيز رفع الأحكام بحق الأسرى خاصة القاصرين، وقوانين قرصنة وسرقة الأموال بالغرامات والتعويضات واحتجاز عوائد الضرائب الفلسطينية، قوانين احتجاز جثامين الشهداء وملاحقتهم بعد الموت، قوانين تجيز لهم التعذيب العنيف وتحويل كل معتقل إلى قنبلة موقوتة تفجر في أقبية التحقيق آلاما وصرخات ودمارا للذات البشرية، قوانين منع الزيارات لعائلات الأسرى في غزة وإعادة اعتقال الأسرى المحررين، قوانين الاعتقال الإداري المفتوح إلى أبد الآبدين، قوانين إعدام الأسرى والتعامل معهم كمجرمين وإرهابيين. ماذا يريد الإسرائيليون؟ لم يشبعوا منّا حتى الآن، تصريحات فاشية عنصرية تعطي الشرعية للقتل والقمع واستباحة حقوق الشعب الفلسطيني، وزراء ونواب ومتطرفون إسرائيليون، ينطلقون من مدرسة دينية عسكرية عنصرية إرهابية يدعون الى قتل الأسرى وإعدامهم وخنقهم ورميهم في البحر وإقامة معسكرات إبادة لهم، تصريحات نازية تضع كل الجرائم تحت غطاء القانون، يتسابقون في البحث عن وسائل السيطرة وإشباع غريزة التوحش والاعتداء في نفوسهم ولم يشبعوا، خطفوا وحرقوا واعتقلوا وقتلوا ونهبوا وسرقوا ولم يشبعوا. خبز يابس وكأس ماء ورصاصة في الرأس، هذا ما طالب به عضو الكنيست الإسرائيلي ارون حزان للأسرى الفلسطينيين، تصريح يمثل الحالة الفاسدة إنسانيا وأخلاقيا وقانونيا التي تسود المجتمع الإسرائيلي، وهو تعبير مكثف عن عقلية الاعتداء المنفلتة دون كوابح ودون رحمة التي تهيمن على الخطاب السياسي الإسرائيلي، تصريح يدعو الى القتل علنا واستباحة دماء وأرواح المعتقلين، تصريح يشجع على قتل الأسرى ويحرض عليهم ويحول السجون الى مكان لزرع الموت في أجساد الأسرى، تصريح يمثل دولة عصابات ومافيا في منطقة الشرق الأوسط تسمى دولة إسرائيل.

خبز يابس، كأس ماء ورصاصة في الرأس، تصريح آرون حزان الحاقد يدفعه لمهاجمة واقتحام حافلات عائلات الأسرى خلال زياراتهم لأبنائهم في السجون وتوجيه الشتائم والتهديدات لهم، يحمل مسدسه وتوراة ملك إسرائيل، يحاول هدم صخرة الكنيسة والمسجد الأقصى، مستفزا من شعب يبني دولته فوق حجر ترفعه يد سماوية، ومن أسرى حولوا صحراء سجن النقب الى واحة خضراء تطفح بالإرادات النبوية. خبز يابس وكأس ماء ورصاصة في الرأس، هذا ما يريده الإسرائيليون للأسرى، لم يكتفوا بالقيود والتعذيب والانقضاض على حقوقهم، فالأسرى بالنسبة لهم ليسوا بشرا، يريدون سلخهم عن آدميتهم و إنسانيتهم ومكانتهم القانونية والنضالية، يريدون ان يتبرأوا من جرائمهم المنظمة بوصم المعتقلين بالإرهابيين الذين يستحقون رصاصة في الرأس، لم يكتفوا بضرب الأسرى بالدبسات على رؤوسهم، أو بالدعس عليهم ببساطيرهم المدببة، يحتاج الأسرى الى خنق أنفاسهم برصاصة في الرأس. خبز يابس وكأس ماء ورصاصة في الرأس، ويتسع الإرهاب الإسرائيلي ليصبح ظاهرة اجتماعية مؤسساتية في ظل حكومة نتانياهو المتطرفة، ها هم يصدرون قرارات العفو عن سجناء إسرائيليين مجرمين ارتكبوا جرائم ومجازر بحق الفلسطينيين، وها هم يخصصون رواتب شهرية لكل مجرم قتل فلسطينيا باعتباره بطلا قوميا، منظمات وجمعيات إرهابية تحظى بالدعم والحماية تمارس الاعتداء اليومي على شعبنا الفلسطيني. خبز يابس وكأس ماء ورصاصة في الرأس، هذا ما قام به المجرم شكولينك عام 1993 عندما اطلق رصاصة على رأس الأسير موسى سليمان أبو صبحة وهو مكبل ومقيد، وهذا ما قام به القاتل أزاريا عام 2016 عندما اطلق الرصاص على رأس الشهيد عبد الفتاح الشريف الملقى جريحا على الأرض، وهذا ما قام به الجنود بحق الشهيدة الطفلة هديل عواد عندما اطلقوا وابلاً من الرصاص على رأسها وهي جريحة على أرض القدس، وهذا ما قام به ضابط إسرائيلي بإطلاق رصاصة على رأس الطفل ليث أبو نعيم من مسافة صفر في قرية المغير، وهذا ما قام به مدير سجن النقب عام 1988 عندما اطلق الرصاص على رأس الشهيدين الأسيرين اسعد الشوا وبسام السمودي في معتقل النقب، ولازال الرصاص يطلق على الرؤوس... في الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون ضد الأسرى..القراءة الأولى: خبز يابس..القراءة الثانية: كأس ماء..القراءة الثالثة: رصاصة في الرأس!!.