1256544
1256544
العرب والعالم

أنقرة لا تستبعد إجراء اتصالات «استثنائية» مع دمشق

21 فبراير 2018
21 فبراير 2018

الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية في الغوطة -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

نفت الرئاسة التركية أنباء عن وجود اتصالات مباشرة لها مع السلطات السورية، فيما لم تستبعد إجراء مثل هذه الاتصالات في حالات «استثنائية».

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن في مؤتمر صحفي أمس: إن بلاده لا تجري اتصالات رسمية مباشرة مع الحكومة السورية، مشيرًا إلى أنه يتم نقل رسائلها بشكل غير مباشر إلى دمشق.

وأضاف: «لكن يمكن لمؤسساتنا المعنية وأقصد هنا أجهزتنا الاستخباراتية، الاتصال بشكل مباشر أو غير مباشر معه في ظروف استثنائية لحل مشاكل معينة عند الضرورة، وهذا يندرج ضمن وظائف أجهزتنا الاستخباراتية».

ومن اللافت أن رموز المعارضة التركية باتوا يطلقون في الفترة الأخيرة دعوات إلى فتح حوار مباشر بين أنقرة ودمشق لحل المشاكل العالقة بين البلدين، بينما قالت رئيسة «حزب الخير» التركي، ميرال أكشينار، إنه «ليس من الصائب اتخاذ الحكومة التركية مظهرًا عدائيًا من حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في وقت تجري فيه اتصالات دبلوماسية سرية معها»، على حد تعبيرها.

ونفى مسؤولون أتراك مرارًا وجود اتصالات مباشرة مع سوريا، بينما كشف أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في وقت سابق، أنه «كان هناك اتصال مع الحكومة السورية قبيل انطلاق عملية عفرين عن طريق روسيا».

من جانبه، عبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن اعتقاده، أن «حل مشكلة عفرين يكمن في الحوار المباشر بين أنقرة ودمشق».

وتتهيأ مجموعات جديدة من قوات موالية للحكومة السورية للدخول إلى عفرين رغم استهدافها من قبل المدفعية التركية لتلتحق بالمجموعات التي دخلت أمس الأول.

وأكدت مصادر إعلامية وأهلية أن مجموعات تتهيأ للدخول إلى عفرين قادمة من محافظة حلب وذكرت أنه «بتوجيه رسمي من الحكومة السورية دخلت القوات الشعبية إلى عفرين من ممر جبل الأحلام، وعلى الرغم من استهداف تلك المجموعات من قبل المدفعية التركية والطيران التركي ورغم القذائف التي أطلقها مسلحون من الجيش الحر من جهة إعزاز، إلا أن ذلك لم يثن القوات عن الدخول إلى عمق عفرين».

وأضافت إن مجموعتين دخلتا إلى قلب عفرين وانتشرتا في ثلاث نقاط في محيط المدينة وهي جنديرس وبلبل وراجو.. ورفعت هذه القوات العلم السوري في المدينة. ونقلت عن قيادي في وحدات الحماية الكردية تأكيده انتشار القوات الشعبية في جبهات محيط عفرين.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لفرانس برس إنهم يتواجدون حاليًا على الجبهات الواقعة شمال وجنوب وجنوب غرب عفرين.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف: إن موضوع فرض هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية سيتقرر في إطار العمل الجاري حاليا في مجلس الأمن الدولي في نيويورك.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن ريابكوف قوله ردًا على سؤال حول موقف روسيا من موضوع فرض هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية: «اعتقد أن هذا الموضوع سيحل أيضا وستتعلق الأمور بكيفية سير العمل لاحقا في مجال صياغة مشروع القرار (حول المسائل الإنسانية في سوريا)».

وتتواصل المفاوضات في مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في سوريا للسماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة وبإجراء عمليات إجلاء طبي.

وأكد ريابكوف أن موقف الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، من الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية، يعتبر مثالًا صارخًا «للمعايير المزدوجة»، مضيفًا «لقد تحولت المسائل الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية ووصولها إلى محتاجيها، إلى أكثر الأمثلة الصارخة المعبرة عن المعايير المزدوجة من جانب الولايات المتحدة وشركائها في التفكير حول الملف السوري بأكمله».

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسية: «كل يوم نرى كيف تقوم واشنطن بشكل انتقائي ووقح بطرح المسائل الملائمة لها من ناحية ممارسة الضغط على دمشق وفصلها عن الأوضاع الأخرى المشابهة التي تخلق الإزعاج  للأمريكيين لأسباب مختلفة».

وشدد على أن الجانب الروسي يلفت النظر إلى ذلك خلال كل الاتصالات وعلى مختلف المستويات.

وتواصل قوات الجيش العربي السوري، عملياتها العسكرية في الغوطة الشرقية بريف دمشق على مواقع المسلحين هناك، محققةً تقدمًا في عدد من المناطق، واستهدف سلاح الجو الحربي مواقع وكتل ابنية لتنظيمي «جبهة النصرة وفيلق الرحمن» في بلدة عربين وحزة وكثف الطيران الحربي من استهدافاته لمواقع ونقاط انتشار المسلحين في مزارع حرستا وفي مدينة عربين ومديرة ودوما ومحيطها كما نفذت عدة ضربات جوية على مواقع التنظيمات المسلحة في بلدة كفر بطنا وبيت سوا بالقطاع الأوسط.

ويثير التصعيد خشية الأمم المتحدة على مصير نحو 400 ألف شخص محاصرين في المنطقة.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش عن «قلقه العميق» من تصاعد العنف. وحضّ جميع الأطراف على التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين. وحذّر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان من أن «الوضع في سوريا يتدهور بشكل ملحوظ»، منبهًا من أنه «إذا لم يطرأ عنصر جديد فإننا نتجه نحو فاجعة إنسانية».

وقال لودريان أمام البرلمان «هناك حالة طارئة قصوى في هذا الصدد، لهذا السبب سأتوجه إلى موسكو وطهران (حليفتا دمشق) في الأيام المقبلة».

وأكدت وزارة الخارجية السورية أن بعض المسؤولين الغربيين وغيرهم شركاء في الجرائم التي ينفذها الإرهابيون بحق المواطنين الأبرياء في مدينة دمشق وريفها، لا سيما أنهم ينكرون حق الدولة السورية في الدفاع عن مواطنيها ومكافحتها للإرهاب والتصدي لمن يمارسه ويموله ويدعمه بالسلاح.

وقالت الخارجية السورية، في رسالة وجهتها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي: «أمطرت المجموعات الإرهابية المسلحة من مواقعها في الغوطة الشرقية مدينة دمشق وريفها، بعشرات القذائف القاتلة التي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء، ولم تنج من آلة القتل الإرهابية هذه كل شوارع العاصمة دمشق وأحيائها السكنية والمدارس والمشافي والمستوصفات والمؤسسات الخدمية العامة ومقرات بعض البعثات الدبلوماسية»، وذلك وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».