omair-2
omair-2
أعمدة

صلالة .. ومسارات الرؤية المستقبلية ..!

20 فبراير 2018
20 فبراير 2018

عمير بن الماس العشيت - كاتب وباحث -

[email protected] -

تعتبر ولاية صلالة بمحافظة ظفار من أهم وأكبر الولايات الاقتصادية والسياحية في السلطنة وهي تتميز بجمال طبيعتها الخلابة وطقسها المعتدل وتمثل قلعة سياحية مستقطبة للسياح على مدار العام خصوصا اثناء موسم الخريف، كما تشتهر بزراعة نخيل جوز الهند النادر وجوده في شبه الجزيرة العربية وصناعة المجامر والبخور واللبان فضلا عن ذلك فإنها تجمع بين ثناياها بيئات مختلفة منها الحضرية والساحلية والريفية والتي باتت تكمل بعضها بعضا ، كذلك فان موقعها الاستراتيجي الساحلي المطل على بحر العرب جعلها قبلة لرجال الأعمال والمستثمرين المحليين والأجانب، كما يحاط موقعها الجغرافي المميز بسلاسل جبلية تحدها من ثلاث جهات الشمال والشرق والغرب والتي تساوي مساحتها أضعاف مساحة مدينة صلالة حيث توجد بها أراض ذات مساحات واسعة قابلة للزراعة والسكن والسياحة ولكنها لم تستغل حتى الآن ونظرا لذلك فاننا نتمنى من الجهات المعنية إعادة التخطيط لهذه المواقع الجبلية المليئة بالثروات الطبيعية واستثمارها سكنيا وزراعيا وسياحيا وذلك لخدمة المصلحة العامة وايضا بهدف تخفيف الحمل عن مدينة صلالة التي لم يعد فيها موطئ قدم للتخطيط التنموي كما نتمنى شق نفق يقطع بين ولاية صلالة وبقية ولايات السلطنة ليكون عاملا مساعدا للشارع الحالي ومساهما في العمليات اللوجستية وكذلك عنصرا جالبا للأمن والسلامة فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية وسهولة تنقل المواطنين والسياح القادمين من وإلى صلالة والذين يواجهون صعوبة في اجتياز أجزاء من الشارع الحالي الواقع على قمم الجبال المرتفعة.

لقد شهدت مدينة صلالة خلال العقدين الماضيين تطورا كبيرا في المجالات الاقتصادية والسياحية والصناعية غطت غالبية مساحتها المحدودة الموزعة حاليا على المنشآت الحكومية والصناعية والأحياء السكنية والأراضي الزراعية حتى باتت كلها متداخلة لا يفصلها الا بضعة كيلومترات مما يجعلها معرضة لتلوث بيئي نتيجة انبعاث الغازات من المصانع والمرادم والمحاجر القريبة من الأحياء السكنية والمواقع الصحية خصوصا وان موقع ولاية صلالة الجغرافي مغلق على نفسه بحكم السلاسل الجبلية والبحر .. لذا فان المصلحة العامة تقتضي إيجاد رؤية مستقبلية شاملة للولاية تتضمن سلامة المقيمين فيها ثم إنشاء مخططات جديدة خارجة عن المدينة وضواحيها كإقامة مخطط جديد للمنطقة الصناعية، وسوق بيع المركبات المستعملة المسمى محليا بسوق « الحراج » الذي يفتقر بوضعه الحالي إلى ابسط الخدمات والمرافق الصحية والتنظيم ، والقريبة كلها من مستشفى السلطان قابوس والمركز البلدي الترفيهي ليتم تحويلهم إلى مواقع المحاجر والمرادم شمال ريسوت ويتم إيجاد مخطط جديد للمحاجر والمرادم في المناطق الصحراوية كذلك نقل المصانع إلى منطقة الدقم الصناعية لتبقى ولاية صلالة آمنة من المخاطر البيئية والأمراض والفيروسات الناجمة عن هذه المنشآت.