1255645
1255645
العرب والعالم

ألمانيا تدعو أطراف الأزمة اليمنية إلى العودة للمفاوضات

20 فبراير 2018
20 فبراير 2018

الصليب الأحمر: المعارك تهدد معالم مدينة «زبيد» التاريخية -

صنعاء - «عمان» - جمال مجاهد - (أ ف ب):-

رحّب متحدّث باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس بتعيين مارتن غريفيث مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، موجّها «الشكر للمبعوث الخاص السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد على جهوده الدؤوبة منذ أبريل 2015».

وقال المتحدّث في بيان -تلقّت «عمان» نسخة منه- «صار استئناف العملية السياسية الآن مهما أكثر من أي وقت مضى بعدما تم تعيين المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن. وبالنظر إلى الأزمة الإنسانية في اليمن فيجب عدم تضييع مزيد من الوقت. ونحن ندعو الأطراف المتصارعة إلى العودة على وجه السرعة إلى المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة».

وأكد أن ألمانيا سوف تواصل سعيها الجاد من أجل التوصّل إلى حل سياسي في اليمن، وأنها ستقدّم للمبعوث الخاص كل الدعم والخدمات النافعة.

وأضاف المصدر: «كان الوضع الحرج في اليمن والدور الألماني في دعم جهود الأمم المتحدة محور أوّل محادثات جرت مع مارتن غريفيث في 15 فبراير في وزارة الخارجية الألمانية».

إلى ذلك التقى رئيس مجلس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أمس، القائمة بأعمال السفارة الأمريكية لدى بلاده كارن ساساهارا.

وأكد رئيس الوزراء، أن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، تعمل مع كافة الشركاء الإقليميين والأصدقاء في المجتمع الدولي، بجدية مطلقة لاستيعاب كافة القوى، إدراكا منها بالحاجة للأمن والاستقرار.

وأكد بن دغر أن «المرجعيات الأساسية الثلاث هي الحل الأفضل والأسلم في اليمن، والحرب التي شنّها المسلحون على الدولة خلقت فوضى وأعاقت بناء الدولة التي اتفق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انبثقت عنه مخرجات شاملة للنهوض بكامل اليمن على أساس عادل وشامل يحفظ الحقوق ويصون الحريات».

من جانبها، أكدت القائمة بأعمال السفارة الأمريكية، حرص بلادها على دعم اليمن موحّدًا مستقرًّا وفق مخرجات الحوار الوطني التي كانت بلادها شريكا أساسيا في دعم رؤى الحكومة اليمنية والمتحاورين لإيجاد الحلول المناسبة لكل اليمنيين.

من جهة أخرى، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس من أن المعارك بين القوات الحكومية اليمنية ومقاتلي أنصار الله في غرب اليمن تهدد معالم مدينة زبيد التاريخية المدرجة على قائمة منظمة «اليونسكو» للتراث العالمي.

ودعت اللجنة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الأطراف المتقاتلة إلى حماية معالم المدينة التي تضم أكبر عدد من المساجد في اليمن.

وتقع زبيد على بعد نحو 75 كلم جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة أنصار الله.

وتحاول القوات الحكومية منذ بداية ديسمبر الماضي التقدم من المناطق التي تسيطر عليها في جنوب ساحل البحر الأحمر باتجاه الحديدة شمالًا، ونجحت في استعادة عدد من البلدات على طول الشريط الساحلي.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيانها أن «كيلومترات معدودة تفصل جبهة القتال عن زبيد».

وزبيد كانت عاصمة لليمن بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، واعتبرت في السابق مركزًا للعلوم الإسلامية. وتعد المدينة التي تضم 86 مسجدًا من بينها خامس أقدم مسجد، من أبرز المعالم العمرانية في بداية الإسلام.

وأُدرجت زبيد على قائمة منظمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في عام 1993.

ومع استمرار القتال بالقرب من المدينة، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن أي تدمير «للممتلكات الثقافية في المدينة سيعني خسارة فادحة يتكبدها الأفراد والمجتمعات المحلية والإنسانية جمعاء»، داعية «جميع أطراف النزاع إلى حماية مدينة زبيد واحترام معالمها».

وتابعت «لا شك أن القتال يشكل خطرًا يحدق بالمدنيين والطابع المعماري الفريد لمدينة زبيد، ويهدد الروابط الثقافية للمدينة بأحد الأديان الرئيسية في العالم».

وأكد ألكسندر فيت، رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، أن القانون الدولي الإنساني ينص «بوضوح على ضرورة إيلاء اهتمام خاص في العمليات العسكرية لتجنب الإضرار بمثل هذا الموقع الأثري والتاريخي البارز». ويشهد اليمن، الغني بالأبنية التاريخية، منذ سنوات نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية.