1255487
1255487
العرب والعالم

200 قتيل حصيلة غارات على الغوطة الشرقية والأمم المتحدة تدعو للتوقف «فورا»

20 فبراير 2018
20 فبراير 2018

أردوغان: أحبطنا تحركا سوريا صوب «عفرين» بعد محادثات مع بوتين -

دمشق -عمان - بسام جميدة - (أ ف ب):-

تسبب القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه قوات الحكومة السورية بكثافة على الغوطة الشرقية بمقتل نحو مائتي مدني وإصابة العشرات بجروح منذ الأحد، في تصعيد اعتبرت الأمم المتحدة أنه «يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة»، داعية الى وقف فوري له.

وتقصف قوات الحكومة منذ ليل الأحد بالطائرات والمدفعية والصواريخ مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تحاصرها بشكل محكم منذ عام 2013، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.

وغداة مقتل 17 مدنيا بينهم خمسة أطفال الأحد، شهدت المنطقة امس الأول يوما دمويا وثق فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 127 مدنيا على الأقل بينهم 39 طفلاً، في حصيلة قال إنها «أكبر حصيلة قتلى يومية في المنطقة منذ أربع سنوات».

وجددت قوات الحكومة امس غاراتها الجوية على الغوطة الشرقية، موقعة 50 قتيلاً مدنياً بينهم 13 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد.

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات في عددها امس أن الضربات التي تنفذها وحدات الجيش هي «تمهيد لعملية الغوطة الموسعة التي قد تبدأ بريا في أي لحظة».

وأمضت عائلات يومها امس الأول تحت الغارات والقذائف تبحث عن أفرادها تحت الركام وفي المستشفيات التي اكتظت بجثث القتلى وبالمصابين وبينهم عدد كبير من الأطفال. فيما تفتقر هذه المستشفيات الى الكثير من الأدوية والعلاجات والمستلزمات الطبية والتجهيزات.

وفي مستشفى بمدينة عربين، قال طبيب عرف عن نفسه باسم أبو اليسر لوكالة فرانس برس «19 فبراير كان من أسوأ الأيام التي مرت علينا في تاريخ الأزمة الحالية».

وتحدث عن حالة مؤثرة عاينها امس الأول قائلا: «وصلنا طفل يبلغ عاماً واحداً. كانت بشرته شديدة الزرقة وبالكاد قلبه ينبض. وبينما كنت أفتح فمه لأضع له أنبوباً (للتنفس)، وجدته محشواً بالتراب، بعدما تم سحبه من تحت الأنقاض».

ويضيف بتأثر شديد «أخرجت التراب سريعاً من فمه ووضعنا له الأنبوب لكنه لم يقو على التنفس جيداً لأن التراب كان قد وصل الى داخل رئتيه. عندها قمنا بسحب التراب من رئتيه وبدأ بعدها بالتنفس تدريجياً».

ويقول: «هذه قصة واحدة من بين مئات الإصابات».

وقال مراسلو وكالة فرانس برس في الغوطة الشرقية بعد جولة على عدد من المستشفيات امس الأول إن الأسرّة لم تعد تتسع للجرحى الذين افترشوا الأرض. ونقلوا عن أطباء إن غرف العمليات بقيت ممتلئة طيلة ساعات النهار.

ويفاقم التصعيد في القصف المستمر منذ ليل الأحد من معاناة نحو 400 ألف شخص محاصرين. وحذرت الأمم المتحدة امس الأول من أن «الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن السيطرة».

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس في بيان «لا بد من إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها، الآن»، مشدداً على أن «استهداف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية يجب أن يتوقف حالاً».

وفي بيان من جملة واحدة امس، اكتفى المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خيرت كابالار بالقول «ليس هنالك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم».

وتضمن البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه مساحة بيضاء فارغة تحمل عنوان «خسائر بشرية ضخمة»، للتأكيد على رفض المنظمة للأوضاع المأساوية في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ عام 2013.

وشهدت الغوطة الشرقية في الأسبوع الثاني من فبراير وطوال خمسة أيام تصعيداً عنيفاً مع استهدافها بعشرات الغارات، ما تسبب بمقتل نحو 250 مدنياً.

وترد الفصائل المعارضة باستهداف أحياء في دمشق بالقذائف. وأفاد التلفزيون الرسمي السوري امس عن «ارتقاء 4 شهداء وإصابة 15 بسقوط قذائف عدة على إحياء متفرقة في دمشق». من جهة أخرى، ارتكب طيران «التحالف الدولي» مجزرة جديدة بحق السوريين راح ضحيتها 16 مدنيا جراء قصفه الأحياء السكنية في قرية البحرة بريف دير الزور الشرقي.

وأفادت مصادر أهلية بأن طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن نفذت الليلة قبل الماضية عدة غارات على منازل المواطنين في قرية البحرة نحو 45 كم شمال غرب مدينة البوكمال بريف دير الزور ما تسبب باستشهاد 16 مدنيا بينهم 9 نساء.

ولفتت المصادر إلى وقوع عدد من الجرحى حالات بعضهم خطرة ما يجعل عدد الضحايا مرشحا للزيادة نتيجة الغارات التي تسببت بأضرار مادية ودمار كبير بمنازل المواطنين وممتلكاتهم.

ومع اقتراب النزاع السوري من إتمام عامه السابع، تشهد جبهات عدة في سوريا معارك مستمرة، أبرزها في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال محافظة حلب.

وبدأت تركيا قبل شهر مع فصائل سورية موالية لها هجوماً على عفرين تقول إنه يستهدف المقاتلين الأكراد الذين تعدهم أنقرة «إرهابيين».

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان امس إن تركيا أحبطت نشرا محتملا لقوات سورية في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف: إن قوات تركية وحلفاءها السوريين سيبدأون حصار عفرين في الأيام المقبلة في إطار العملية التركية التي بدأت قبل شهر لإبعاد وحدات حماية الشعب السورية الكردية عن حدودها الجنوبية.

وقال أردوغان للصحفيين بعد كلمة ألقاها في البرلمان «تم إيقاف (الانتشار السوري) بشكل جاد أمس... لقد تم إيقافه».

وردا على سؤال عما إذا كان نشر القوات توقف بعد محادثات مع بوتين قال اردوغان «نعم لقد توقف بعد هذه المحادثات».

وتضاربت الانباء حول دخول قوات موالية للحكومة السورية الى عفرين، ففي حين قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية امس إن دمشق أرسلت مقاتلين إلى منطقة عفرين للمساعدة في التصدي لهجوم تركي.

وقال نوري محمود المتحدث باسم الوحدات في بيان «لبت الحكومة السورية الدعوة واستجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات عسكرية... للتمركز على الحدود والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها».

بينما قال الاعلام الرسمي التركي، ان القوات الموالية للحكومة السورية تراجعت قبل الوصول إلى عفرين بعد قصف مدفعي تركي.

وقال متحدث باسم الحكومة التركية: إن اردوغان أجرى محادثات أمس الأول مع كل من بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني عن سوريا. واتفقت الدول الثلاث أيضا على أن يلتقي وزراء خارجيتها في موسكو 14 مارس.

وتعهد اردوغان في كلمة أمام أعضاء حزبه الحاكم العدالة والتنمية بأن يبدأ حصار عفرين قريبا، وقال «سيبدأ حصار وسط مدينة عفرين بسرعة خلال الأيام المقبلة. بهذه الطريق سيتم قطع المساعدات الخارجية للمنطقة والمدينة ولن تتوفر للتنظيم الإرهابي سبل التفاوض مع أحد». وكان اردوغان قال مرارا إن تركيا لن تتراجع عن عمليتها في عفرين.

وبحسب المرصد السوري، تسبب الهجوم منذ انطلاقه قبل شهر بمقتل 112 مدنياً سورياً. لكن أنقرة أصرت مراراً على عدم وجود مدنيين بين الضحايا. وسيطرت القوات التركية، وفق المرصد، حتى الآن على 45 قرية في منطقة عفرين وعلى شريط حدودي يمتد على طول خمسين كيلومترا.