العرب والعالم

الحزب الاشتراكي الألماني يصوت على التحالف مع ميركل

20 فبراير 2018
20 فبراير 2018

برلين - (أ ف ب) - بدأ الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني أمس استشارة قاعدته بشأن تشكيل ائتلاف حكومي مع المستشارة أنجيلا ميركل، في وقت يشهد الحزب أزمة غير مسبوقة بعدما سبقه اليمين المتطرف في استطلاعات الرأي.

ويصوت المنتسبون الـ464 ألفا الى أقدم الأحزاب الألمانية بالبريد أو عبر الإنترنت على قرار منح الضوء الأخضر أو حجبه بشأن تجديد المشاركة في الحكم الى جانب محافظي المستشارة بعد إبرام اتفاق الائتلاف بين المعسكرين.

وتعتبر النتيجة التي تعلن في 4 مارس حيوية لمستقبل ميركل التي اضعفتها انتخابات 24 سبتمبر 2017 التشريعية رغم فوزها، إثر تسجيل حزبها الديمقراطي المسيحي نتيجة مخيبة.

وقد يؤدي التصويت بـ«لا» إلى زعزعة استقرار الاقتصاد الأوروبي الأول مع الدعوة الى انتخابات جديدة ترجح الاستطلاعات ان تصب خصوصا في صالح حزب اليمين المتطرف «البديل لألمانيا».

ولا تعتبر نتيجة تصويت منتسبي الحزب مفروغا منها، ولو أن قيادته حصلت على تنازلات مهمة من المحافظين مقابل التحالف، بدءا بوزارة المالية.

لكن القاعدة شديدة الانقسام بشأن مبدأ مواصلة الحكم مع ميركل، مع اعتبار الكثيرين أن الحزب شهد خسارة تدريجية لجذوره اليسارية مع كل تحالف شارك فيه إلى جانبها (2005-1999، 2013-2017)، وأنه لم يعد يقدم بديلا حقيقيا للناخبين. وتقود حركة الشباب في الحزب الاشتراكي الديمقراطي التيار الاحتجاجي مطالبة بانعطاف الى اليسار على ما فعل حزب العمال البريطاني لتجديد صفوفه، بعدما أضعفته انتخابات تشريعية سجل فيها أسوأ نتائجه ما بعد الحرب العالمية الثانية (20,5%). ويجري تصويت المنتسبين في أسوأ مرحلة للحزب.

فسلسلة الإرجاءات والتوتر الداخلي التي شهدها في الأشهر الأخيرة تسببت بصراع داخلي على مستوى القيادة أدى إلى مغادرة رئيس الحزب مارتن شولتز منصبه قبل موعده، بعد أقل من عام على توليه.

كما تلقى الحزب المتهالك ضربة قاسية أخرى بعدما أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة بيلد هذا الاسبوع تراجعه امام اليمين المتطرف، مع حصول «البديل لألمانيا» على 16% من نوايا التصويت مقابل 15,5% للاشتراكي الديمقراطي.

وواجه الحزب أمس تهكم الصحافة الشعبية بعد الكشف عن تمكن بعض منفذي المقالب من تسجيل كلب في لوائح الناشطين الجدد الساعين الى المشاركة في التصويت، واعدا بـ«إلغاء» التسجيل.

وصرح نائب رئيس الحزب ثورستن شايفر-غومبل أن «الوضع خطير» في صفوفه.

وبعد نشر استطلاع بيلد صرحت المسؤولة البارزة في «البديل لألمانيا» أليس فايدل «نحن حزب كبير!».

كما صرح النائب عن الحزب اليميني المتطرف بيرند باومان «الآن نوجه اهتمامنا نحو الحزب المسيحي الديمقراطي» الذي ترأسه ميركل، الذي احتفظ في الاستطلاعات بالمستوى، المتدني تاريخيا، الذي أحرزه في الانتخابات بمحيط 32%.

وأدى صعود اليمين المتطرف على الساحة الوطنية بعد كسبه حوالي 100 نائب منذ ‏سبتمبر إلى بدء تضعضع النظام السياسي في البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، مع تأخير مقارنة بأغلبية الدول الأوروبية وأولها فرنسا.

وعنون العدد الأخير لأسبوعية در شبيغل على الصفحة الأولى «الأزمة»، ما رددته مجلة دي تسايت مؤخرا عبر عنوان «الجمهورية على حافة أزمة عصبية».

وبات جليا استنزاف الأحزاب التقليدية الكبرى الضامنة لاستقرار البلاد الذي اثار حسد الخارج، وطال أولا الاشتراكية الديمقراطية على غرار سائر دول أوروبا.

بالتالي لم يعد الاستثناء الألماني قائما.

وشهد الاشتراكيون الديمقراطيون تراجعا من 40% أحرزوها في انتخابات 1998 التشريعية إلى دون 20% اليوم، مع تضييق مساحتهم السياسية نتيجة سياسة ميركل الشديدة الوسطية من جهة، ووجود يسار متشدد قوي.

لكن المحافظين أيضا يواجهون صعوبات.

وكتبت دير شبيغل «ألمانيا واحة الاستقرار في أوروبا تشهد زعزعة سياسية».