1255414
1255414
المنوعات

عبدالله الحراصي: اهتمام منهجي بالوثيقة والمخطوطة العمانية وتوثيق ما يعكسه الإرث العماني

20 فبراير 2018
20 فبراير 2018

أثنى على دور هيئة الوثائق والمحفوظات في حفظ ذاكرة الوطن -

أشاد معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بدور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في جمع ذاكرة الوطن وحفظ الإرث والمكنون التاريخي للسلطنة بأشكالها وفق أفضل الطرق والممارسات العلمية والعالمية ونقلها إلى الأجيال القادمة وتوفيرها للباحثين والأكاديميين بطرق وتقنيات متطورة ويسهم في التنشئة الوطنية للأجيال ويعزز الولاء والانتماء للوطن.

جاء ذلك خلال زيارة قام بها معاليه إلى مقر هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية صباح أمس حيث التقى سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة الذي تحدث عن أهمية دور الهيئة في حفظ الذاكرة الوطنية التي تزخر بها السلطنة عبر الحقب الزمنية المختلفة، إضافة إلى دورها في بناء نظم حديثة لإدارة الوثائق والمحفوظات وفق أحدث المواصفات العالمية، والعمل على التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لعمان.

وقال معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي «سعيد وفخور بزيارة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وسعدت بما وجدته من اهتمام ضخم ومنهجي وشامل للوثيقة والمخطوطة العمانية، وتوثيق ما يعكسه الإرث العماني، وأضاف معاليه إننا لا ننظر إلى التاريخ والوثيقة والمخطوط لأهميتها بأنها تعكس ما مضى، وإنما دورها في تعزيز الهوية العمانية، وتعزيز جهد الإنسان العماني ومواصلة ما وصل إليه الأجداد ومد جسور التواصل مع الحضارات الأخرى لامتداد الحضارة العمانية، وأضاف معاليه: علينا أن ننطلق من هذا الإرث الحضاري وننقله لأجيالنا الشابة، ونبني به مستقبل عمان، كما قال معاليه: إن ما وجدته خلال زيارتي هو اهتمام منهجي بالوثيقة وطريقة التعامل معها، وهذا ما تعكسه منهجية العمل والرؤية العميقة لأهمية الوثيقة ودورها في بناء الدولة الحديثة، وما شاهدته في الهيئة هو وجه مهم وأساسي وجوهري من وجوه الدولة العمانية الحديثة والعصرية القائمة على مناهج وتقنيات العصر الحديث بما يحفظ الهوية العريقة المستمدة من التاريخ والمنطلقة للمستقبل، ومن هوية عمان التاريخية، كما قدم معاليه شكره الجزيل للقائمين على أعمال وأنشطة الهيئة المختلفة التي تقوم بسواعد أبناء هذا الوطن العزيز.

وحول أنشطة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وفعالياتها المتمثلة في إقامة المؤتمرات والندوات والمعارض المختلفة، قال معالي الدكتور بأنه حريص كل الحرص على الحضور والمشاركة في مختلف أنشطة الهيئة وخاصة الداخلية منها، وأضاف: إن الاهتمام نابع من رؤيته للتاريخ العماني، فجلالته -حفظه الله- يتحدث عن تاريخ عمان والحفاظ على الهوية الحضارية للوطن وللإنسان العماني، فاستمرار إقامة مثل هذه المؤتمرات والمعارض هو تجذير وتعميق وترسيخ للذاكرة الوطنية ولذاكرة العالم بحكم علاقات السلطنة بدول العالم المختلفة، لما للمؤتمرات من أهمية كبيرة فيما يخص تاريخ السلطنة، وأضاف: إن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ضمن اهتماماتها والتزاماتها الوطنية تقوم بتوثيق وتغطية جميع الأنشطة داخل السلطنة أو خارجها، من خلال التغطية والبث الحي أو البرامج المختلفة، فالمنظومة الوطنية العمانية تقوم بشكل متناغم ومتعاون، فما تقوم به هيئة الوثائق ندعمه إعلاميا، فرسالة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية هي ذاتها الرسالة التي نقوم بها في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون فيما يخص الهوية العمانية وتاريخ السلطنة وإبرازها على خارطة العالم، فالكل مكمل الآخر. واختتم معاليه حديثه بأن الزيارة فتحت الكثير من أوجه التعاون المستقبلي، إضافة إلى أوجه تطوير المحتوى بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وبرامجها المرئية منها والمسموعة، بما يتناسب مع تطلعات الهيئة.

تم خلال اللقاء تقديم عرض حول منظومة إدارة الوثائق والمراسلات الإلكترونية، وإدارة المحفوظات بالهيئة. وشملت زيارة معاليه جولة استطلاعية بمختلف تقسيمات الهيئة التخصصية والفنية، منها زيارة المديرية العامة لتنظيم الوثائق وإعطاء نبذة حول نظام التصنيف المتبع بالهيئة، كما شمل البرنامج زيارة قسم الميكروفيلم إلى جانب زيارة المختبر البيولوجي وقسم التعقيم والتعرف على آلية العمل في كل قسم، إضافة إلى زيارة قسم الوثائق الخاصة والاطلاع على أعمال القسم والدور الكبير الذي يقوم به الكادر الوظيفي في سبيل حفظ الوثائق المختلفة إلى جانب الدور الكبير في نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية المبادرة بتسجيل وتوثيق وثائقهم المختلفة لدى الهيئة، وتعريف المجتمع بالهيئة وأهدافها ورسالتها ورؤيتها في حفظ وصيانة الوثائق والمحفوظات. بعد ذلك توجه الوفد إلى المديرية العامة للبحث وتداول الوثائق للاطلاع على أهم أنشطة وأعمال وفعاليات المديرية، حيث اطلع الوفد على مراحل إعداد المعارض الوثائقية وكيفية إخراج الوثائق المخصصة للعرض والأجهزة المستخدمة في طباعة الوثائق المعدة لذلك، إضافة إلى الاطلاع على مشروع التاريخ الشفوي الذي تسعى الهيئة من خلاله إلى توثيق وحفظ التاريخ المروي الذي يمثل جزءًا من الذاكرة الوطنية إلى جانب الوثيقة المكتوبة، كما اطلع معاليه والوفد المرافق له على نظام العمل في دائرة الاطلاع على الوثائق، والآلية المتبعة في سبيل الاستفادة من الدائرة من قبل الباحثين والمستفيدين من خدمات دائرة الاطلاع على الوثائق. وقام معاليه بجولة استطلاعية في المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية تعرف من خلالها على المكنون التاريخي والموروث الحضاري الذي تزخر به السلطنة. كما زار معاليه معمل الإتلاف الآمن للوثائق التابع للهيئة، حيث اطلع على آلية العمل بالمعمل من حيث تقديم كافة الحلول وخدمات الإتلاف الآمن للوثائق الورقية والأوعية الإلكترونية وما يشابهها لكافة الجهات والمؤسسات الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة والأفراد حسب الإجراءات القانونية والإدارية المتبعة في ذلك باستخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيا العصرية في مجال عمليات الإتلاف الآمن مع مراعاة كافة معايير الدقة والسرية وذلك تماشيًا مع توجهات الحكومة في مجال تعزيز أمن المعلومات والمحافظة على البيئة العمانية. ويعتبر معمل الإتلاف الأول من نوعه في الشرق الأوسط، كما أنه حاصل على شهادتي الأيزو في مجال الجودة والصحة وأمن السلامة.