yesra
yesra
أعمدة

ربما: بألمي

21 فبراير 2018
21 فبراير 2018

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

مدخل:

(الأسوأ من الألم.. هو ألا تتألم لشيء!)

• أنا أؤمن حد الاعتقاد، بأنه ما من شيء يجعلنا عظماء مثل ألمٍ عظيم، السعادة لا تصنع منا شيئاً، ولا تأتي بالجديد، كثير من الأصدقاء لا يعجبهم كلامي هذا، وأكثرهم لا يقرأون لي، لي صديق حظر مقالاتي من الوصول إليه من كمية الحزن الذي تحتويه.

لماذا؟ وللحزن هيبةٌ عظيمة

قدسية راقية لا يدركها سوى العظماء

فأنت حين تكون في حالة حزن

تكون في أصدق حالاتك مع نفسك والآخرين

حالة الحزن تصنع بداخلنا وجعاً مختلفا

استعباداً بنكهة الحُرية

وكيف لا يستعبدني الحزن

والدنيا قد سرقت مني ظهراً كنت أستندُ إليه

كلما انكسرت روحي!

قد سرقت ثلاثة أرباع شبابي

وعكّازاً كنت أدخره لقادم أيامي

وثالثاً.. بيني وبينه مسافات

ومسافات.. ومسافات

ولا يشعر بألمي إلا الله

كيف لا أحزن وأنا تيقنت أخيراً

بأن الليل لا لون له

وأن الحياة لا طعم فيها!

أوَبعدَ علي بن أمان آل جميل.. فرح؟

أوبعد هيثم بن علي بن أمان آل جميل.. سعادة؟

أم أن وحدتي دون شريكٍ في الحياة.. حياة؟

الحزن صديق وفيٌ جداً

غير مقبول تركه أو التنازل عنه

فأحسنوا نُزله

وأكرموا مثواه

فقُربه أمانٌ

وفراقه غُربة أليمة.

• اليوم يفتتح معرض مسقط للكتاب دورته الثالثة والعشرين في مسقط، في تظاهرة ثقافية جليلة تجمع شمل الأسرة النخبوية القارئة، في زمن أخشى أن يندثر فيه مفهوم القراءة، اليوم أهديكم بعضاً من وجعي الممزوج بالحزن، أهديكم إصداري الثالث الموسوم بـ (ألمي).

حيث يضيء الحزنُ في نصوص هذا الكتاب، فتبدو اللوحةُ الإبداعيةُ مشرقةً وحقُّها الإعتام، وناطقةً وواقعها الصمت، ومتفائلةً في زمن الإحباط، وتتجلى المقالات في هذا الكتاب ببهاء اللحظة، باحثةً في الزوايا عن مسافات الانعتاق، من سوداويةِ الموقف إلى بياض التوقف، فلا دموعَ دائمةٌ كما لا سرور متصل، تنضح الذاتُ في هذا الكتاب بمشاعرها المختلطة، دون أن تضع نقطةً في نهاية السطر، أو ردمًا في آخر النفق، وتسعى لاستشراف السطر الآتي والضوء المختفي، والأمل الموصول بتبدلٍ يحمله الإيمان بالحياة مسارًا يتسع للقائمين كما القانطين.

فقد يطغى اليأس ويسيطر البؤس، ثم تنفرج الزاوية فيتبدى الرضا واليقين، وقد اعتمدتُ في كتابي هذا على المقطوعات الصغيرة المتناثرة، والطويلة الأنيقة، عبر جملٍ مركزة مختصرةٍ، قد يصوغ منها شاعر نصًا.. أو قاصٌ روايةً، أو نلمح منها شخصًا.

عبر كتابي (بألمي) ستقرأوني كما أراني، وتروني مثلما عهدتموني، مملوءةً بالإشراق الداخلي، تنير كلماتي.. ركعة ودعاء، وتسامح ووفاء، ولغة هادئة هانئة مهادنة تستثمر القصور انتشارًا، والصحراء أنهارًا والأسوار أسرارا، ومنها كما فيها معابر ومصائر، وبثٌ وعبث وإعياءٌ وانتماء، وكما سعت إلى التركيز.

يجيء هذا المقال الوجيز معبرًا عن (بألمي)، عن فاصلةٍ أولى في ملامح الصورة المركبة، التي نفهمها دون عناء، لكننا نعود إليها، فنظن أننا لم نكمل القراءة بعد.

• أنا أحبّ أن أتقدّم بجزيل الشُكر

لكل الذين أوجعوني

وتسببوا في إيذائي

لكل الذين تركوا بي جرحاً غائرا

دمعة مكتومة

الذين سببوا لي انطواء الموقف

وانعزال الأمكنة

ورفض العالم المحيط بي

الذين نافقوني بمشاعرهم الزائفة

الذين طعنوني

خذلوني

قتلوا عواطفي

الذين فارقوني دون مبرر

دمروا حاسة الحُب لديّ

تركوني وحيدة

أحترق حنيناً

أفقدوني كل الأشياء الجميلة

وأولها (أنا)

شُكراً لأنكم صنعتم معي هذا الكتاب

دون قصد.

- إليهم حيثما كانوا:

القراءة حياة

جديرةٌ بالحياة

فاقرأوا ما خطّه قلمي بـ(أ) (ل) (م).