1254164
1254164
المنوعات

العامرات تحتفي بالشيخ سعيد بن ناصر الكندي.. كان فأل خير على الولاية

19 فبراير 2018
19 فبراير 2018

كشفت جوانب فقهية وسياسية واقتصادية من حياته من خلال 6 أوراق علمية -

معرض لمقتنياته وكتبه ووثائقه وأجوبته الفقهية وصور لمدرسته وبيته الأثري -

العامرات ـ عيسى بن عبدالله القصابي :-

نظمت ولاية العامرات أمس ندوة علمية عن حياة الشيخ سعيد بن ناصر الكندي بعنوان «الشيخ سعيد بن ناصر الكندي حياته وفكره» وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ احمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء وذلك بقاعة الشامخات بالولاية.

في بداية الندوة ألقى جابر بن علي الكندي كلمة أسرة الشيخ سعيد بن ناصر الكندي حيث أشاد بفكرة إقامة هذه الندوة والتي سيكون لها الأثر الكبير خصوصا وان المتحدثين سيغطون الكثير من الجوانب في حياة الشيخ سعيد الكندي وقال جابر الكندي ان أسرة الشيخ تعتز بفكرة هذه الندوة والتي بكل تأكيد ستلقى أوراق عملها الاهتمام الكبير من قبل الجميع

بعد ذلك ألقى سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي كلمة أكد خلالها أن تاريخ علماء عمان مليء بالكثير من الأمور والتي تتطلب منا البحث في أغوارها وصولا الى تحقيق الفائدة للمجتمع والأجيال القادمة، وقال الشيخ السيابي إن البحث في شخصية الشيخ سعيد بن ناصر الكندي من قبل أبناء ولاية العامرات له الكثير من المعاني الهادفة والنبيلة وتقديرا منهم للعلم والعلماء مؤكدا أن أوراق العمل التي تتناولها الندوة ستكون نافذة أخرى من نوافذ العلم للباحثين في سيرة أهل عمان.

بعد ذلك شاهد الحضور فيلما وثائقيا عن حياة الشيخ سعيد بن ناصر الكندي والذي شمل العديد من الجوانب في حياة الشيخ والتي تحدث عنها سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة.

دور سياسي للكندي

بعدها بدأت جلسات العمل التي أدارها الدكتور سليمان بن عمير المحذوري وتحدث فيها مصطفى بن هلال الكندي بورقة عمل عن «الشيخ سعيد الكندي حياته ونشأته « حيث تطرق المحاضر الى السيرة الذاتية للشيخ الكندي، من حيث نشأته ومكان ولادته، ومقر سكنه في نزوى وفي العامرات، وطريقة وأسباب انتقاله من نزوى إلى مسقط، وكذلك تحدث عن دراسته وأهم أساتذته وأهم تلامذته، وعن أعماله في الدولة، وعن دوره السياسي في عمان إضافة الى الحديث عن أجداده، وقدم سرد نسبه وأصله، وعن مناقب أجداده وعن أعمالهم، وتحدث عن بعض الأعلام من عائلته، من أولاده وأحفاده، وعن أولاد عمه وأولاد أخواته، وعن دورهم في مجتمعهم الخاص في سمد نزوى ومجتمعهم العام في عمان. وأخيرا تحدث عن وفاته، وقدم عرضا مرئيا لبعض الوثائق والصور، وعرض مشجرات نسبية لأجداده والتي تعرض لأول مرة.

وقدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي ورقة عمل بعنوان «المواطنة عند الشيخ سعيد بن ناصر الكندي 1268هـ/‏‏‏‏1851م - 1355هـ/‏‏‏‏1936م وقال ان الدراسة التي اعدها تهدف للتعريف مكانة الشيخ سعيد بن ناصر بن عبدالله الكندي الوطنية، وكيف استطاع ابراز هذه الوطنية في مجتمعه المنقسم بين الساحل والداخل، وكيف تمكن من محاولة التوفيق بين السلطان والإمام ولتحقيق هدف الدراسة استخدم الدكتور سعيد المنهج الوصفي التحليلي، حيث قسم دراسته بين تمهيد ومبحثين، تناول التمهيد الوضع السياسي في عصر الشيخ سعيد الكندي، بينما ركز المبحث الأول على المواطنة وعناصرها. وناقش المبحث الثاني دور الشيخ سعيد في المواطنة وكيف استطاع أن يؤثر في مجتمعه هذا الانتماء و استعان الباحث بمؤلفات عدة لتحقيق هذه الدراسة، في مفهوم المواطنة أو الهوية أو الانتماء، والمؤلفات الأخرى التي تناولت الشيخ سعيد ومجتمعه.

منزلة علمية وفقهية

ثم قدم الدكتور أحمد بن يحيى الكندي ورقة عمل بعنوان «الشيخ الكندي فقيها وقاضيا» حيث قال ان العلامة سعيد بن ناصر الكندي رحمه الله يعد أحد أفذاذ العلماء العمانيين في عصره، تلقى العلم عن أكابر العلماء كالمحقق الخليلي رحمه الله وغيره وكان من جهابذة العلماء ومراجعهم؛ تنوع دوره بين محطات العلم والإصلاح من فتوى، وحكم، وإرشاد، وقضاء وإصلاح اجتماعي وسياسي وتناول الباحث في هذه الورقة شخصية الشيخ العلامة سعيد بن ناصر الكندي كفقيه علامة قاض ومرجعية علمية مشهود لها بين أعلام عصره من خلال المصادر التي أوردت ذكره ونقلت فتاواه وأجوبته وأقواله أو من خلال الوثاىق المخطوطة التي حاول الباحث الوقوف عليها؛ وتسعى إلى إبراز دوره الفقهي والعلمي وأهم سمات منهجه ومتانة تكوينه العلمي. واتبع الباحث في ورقة عمله الجمع بين المنهج الاستقرائي والتحليلي حيث تطرق في المبحث الأول عن المكانة والمنزلة العلمية والفقهية للشيخ سعيد. وفيه تتجلى هذه المكانة من خلال توجه علماء عصره له بالسؤال أو شهادات ثنائهم وتقديرهم لعلمه أو باعتبارهم لأقواله وفتاويه.

وفي المبحث الثاني تحدث عن سمات وخصائص المنهج الفقهي والعلمي للشيخ سعيد وركز هذا المبحث على استخراج هذه السمات والخصائص من خلال ما نقل عن الشيخ ومن أهم هذه الخصائص: الاستدلال بأدلة التشريع وحسن الاستنباط وفهم النص واستعمال القواعد الفقهية والمقاصد الشرعية، ومعرفة وعمق إدراك الواقع وحرصه على الدين واجتهاده في إصابة الحق وتنوع المعارف والعلوم لديه، وروايته الآثار الفقهية عن شيوخه وتعقبه على بعض أجوبة العلماء الكبار في عصره مع إظهار التواضع والتكريم لهم.

وقدم الباحث في المبحث الثالث نماذج من أجوبته الفقهية والتي انقسمت إلى أجوبته الفقهية في الطهارات والعبادات وأجوبته الفقهية في المعاملات.وأجوبته الفقهية في الأحكام ؛ حيث قام بعرض بعض هذه الأجوبة وهي متناثرة في المصادر والكتب المتأخرة.

وبعد الانتهاء من الجلسة الأولى شاهد الحضور المعرض المصاحب للندوة يشمل على بعض المقتنيات والكتب الخاصة والوثائق التي كتبها الشيخ الكندي من فتاوى وأجوبة فقهية وصور لمدرسة الشيخ وبيته الأثري.

بعد ذلك بدأت الجلسة الثانية والتي أدارها الدكتور إبراهيم بن خلفان الهادي حيث تحدث في بداية الجلسة الدكتور ناصر بن علي الندابي «عن الحياة التربوية عند الشيخ الكندي» واستعرض الدكتور الندابي في ورقته طلاب الشيخ الكندي وما نقلوه عنه من فتاوى، وما أخذوه منه من سمات شخصية وجوانب أخلاقية، وحيث ان كثرة عدد الطلاب الذين تتلمذوا على يديه يفتح الباب للتعرف على شخصية الشيخ الكندي ولعل تلميذه الذي يوصف بأنه داهية العلماء - الشيخ القاضي حمد بن عبيد السليمي- هو أحد النماذج التي تأثرت بالفكر السياسي للشيخ الكندي.

وتطرق الدكتور ناصر الندابي الى الدور الريادي الذي قام به العلامة الكندي في تدريس طلبة العلم بمسجد الخور والمواد التي كان يدرسها والتلاميذ الذين درسوا على يديه، وأقرانه الذين كانوا معه من أساتذة وعلماء ومشايخ.

واتبع الندابي اثناء تقديم ورقته منهجية البحث التحليلي والقراءة لما بين السطور في كل ما ذكر عن الشيخ، وذلك لندرة المصادر التي تحدثت عن هذا الجانب بصورة خاصة وحياة الشيخ على وجه العموم.

وفق بين مساري الامامة والسلطنة

وفي الورقة الثالثة من الجلسة الثانية قدم ناصر بن سيف السعدي ورقة عمل عن «الشيخ الكندي بين مسارين: الإمامة والسلطنة».

وتحدث الباحث عن مواقف الشيخ سعيد بن ناصر الكندي من الازدواجية السياسية التي عرفتها عمان منذ مطلع العقد الثاني من القرن العشرين، وإلى أي مدى أثر وجود الكندي في مسقط واستقراره فيها، وقربه من السلاطين في مواقفه من الإمامة.

واختتم حبيب بن مرهون الهادي تقديم أوراق العمل من خلال ورقته البحثية عن «دور الشيخ الكندي في العناية بالاقتصاد في العامرات وبوشر خلال الفترة (1888-1936م)» حيث اكد أن الدراسة التي اعدها من خلال هذه الورقة تهدف إلى الكشف عن الجانب الاقتصادي في حياة الشيخ سعيد بن ناصر الكندي والأدوار التي قام بها في سبيل تنشيط الحركة الاقتصادية في منطقتي بوشر والعامرات خلال الفترة ( 1888 -1936م ) وإسهامه الكبير في الاهتمام بالوقف في المنطقتين وقسم الهادي بحثه إلى مدخلين أحدهما جغرافي والآخر تاريخي، إضافة لمبحثين تطرق المبحث الأول للوضع الاقتصادي لعمان في فترة الدراسة وخاصة لمنطقتي العامرات وبوشر، بينما ناقش المبحث الثاني الأدوار الاقتصادية التي قام بها الشيخ الكندي في منطقتي العامرات وبوشر في مجالي الزراعة والوقف، وقال الهادي إن نزول الشيخ سعيد بن ناصر الكندي منطقة حطاط يعد نعمة على أهلها، فقد اعتنى بالجانب الاقتصادي للمنطقة بعد أن كانت الأوضاع الاقتصادية بها بسيطة فانتعشت بمجيئه الحياة المعيشية بشكل لافت؛ وذلك راجع لخلفيته البيئية حيث نشأ في بيئة زراعية منتجة، ومنطقة حضرية ينتشر فيها الوقف بجميع أشكاله، لذلك عندما استقر به المقام في مسقط وذلك بعد خروجه وابن عمه من سمد نزوى تاقت نفسه إلى أرض ليزرعها ويعمرها بعد أن ضاق ذرعا بالسكنى في مدينة مسقط التي تقبع بين جبال تفصلها عن السهول الخصبة وأمامه البحر.

وأشار الهادي إلى أن الشيخ الطيواني وهو رفيق الشيخ الكندي أشار الى أن حطاط بشكل عام منطقة تتعرض للمحل والآفات الزراعية في حين أن بوشر في منأى عن هذه المؤثرات لذلك اتجه الشيخ الكندي لشراء أموال لأوقاف السيدة خولة بنت حمود البوسعيدية من منطقة بوشر وما حولها من البلدات حتى يكون مردودها الاقتصادي وعوائدها المالية وفيرة وتستطيع من خلالها تلبية احتياجات الموقوف لهم، وهذا مؤشر على حصافة الشيخ الكندي وعنايته بالجانب الاقتصادي ومراعاته للإنتاجية.

الجدير بالذكر أن الشيخ سعيد بن ناصر الكندي استطاع أن يؤسس خلال فترة حياته منبرا للعلم في الولاية وكان مصلحا اجتماعيا، وقد سميت باسمه أول مدرسة في الحاجر بولاية العامرات والتي تعد من أوائل المدارس بعد المدرسة السعيدية.