salem
salem
أعمدة

نوافـذ: الكتاب .. حيا نابضا

19 فبراير 2018
19 فبراير 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

تحتفل الأسرة الثقافية في السلطنة والوطن العربي غدا بانطلاق معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يقع بين 20 معرضا عربيا للكتاب تنظم خلال هذا العام، متوزعة على شهوره، ليحتل الفترة الزمنية من الأربعاء 21 فبراير إلى 3 مارس القادم، ويأتي ثالثا بعد كل من معرض القاهرة الدولي، والمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء الذي يختتم اليوم، ثم تتابع معارض الرياض والبحرين وتونس واربيل بالعراق وأبوظبي وفلسطين وعمّان بالمملكة الأردنية وليبيا والخرطوم والصالون الدولي للكتاب بالجزائر ومعرض عدن والشارقة والكويت والدوحة وبيروت وجدة.

معرض مسقط الذي يسجل الدورة الـ 23 له هذا العام يواصل تسجيل معدلات جيدة عاما بعد آخر في استقطاب المزيد من العناوين ودور النشر وكذلك الدول المشاركة، فهذا العام سيعرض فيه نصف مليون كتاب، بمشاركة 783 دار نشر من 28 دولة عربية وإسلامية وصديقة، وستنفذ فيه 150 فعالية، كما سيتم تدشين العشرات من الكتب لأدباء عمانيين ومن الأشقاء العرب.

هذه القائمة من المعارض العربية المزدحمة، تسجل كل عام زيادة في أعداد روادها، وهذا يعكس حقيقة واعدة وهي أن الكتاب ما زال حيا ينبض بالحياة رغم آلة التقنية الضخمة التي حاولت التقليل من أهميته، وإمكانية استدعائه بلمسة زر من أي مكان في العالم، وتثبت أيضا أن المثقف مرتبط برائحة ورق الكتاب وحبرة حتى وأن توارى خلف شاشات لا رائحة لها، وان العلاقة ما زالت صحية بين الكتاب والقارئ، وهذا يدحض الكثير من المفاهيم السائدة.

الكتاب له طعم لا يعوض والتجمع مع كوكبة الأدباء في مثل هذه المناسبات لا تقدر بثمن فمن يجالس مثل هذه النخب يمكنه التزود بالكثير من معارف ومفاهيم الحياة، ومجالسة الكتاب هي المتعة في حد ذاتها خلال النهل منه.

ومع هذه النجاحات التي استطاع معرض الكتاب أن يحققها في السنوات الـ 22 الماضية، فإن التحدي لاستمرار هذه التظاهرة العربية وتفوقها والتي تضاف إلى واحدة من مميزات فعاليات مسقط، تتمثل في تقديم المزيد من التسهيلات للمشاركين وللزوار من خارج السلطنة كالإقامة والمواصلات والأسعار والشحن من أجل أن يكون واحدة من المحطات الثقافية المهمة في المنطقة وتسهيل الاجراءات وتعزيز دور المكتبات الوطنية ودور النشر ودعم المنتجين من الشبان.

لأن تنظيم المعارض أصبحت صناعة تمثل القدرة التنافسية على استقطاب المزيد من العناوين، كون المرتادون يبحثون عن الجديد من الإصدارات المتميزة والمتنوعة أو التي لا تتوفر لها الفرصة في بعض المعارض العربية، لذلك فإن المجالات التنافسية تتوسع من عام إلى آخر، والإبداع في وسائل الجذب تساهم في تميز كل معرض دولي عن الآخر.

ولكي تستطيع هذه التظاهرة أن تجذب المزيد من من شرائح المجتمع، فإنه من الضرورة أن تتم مراعاة بعضها في عدم قدرتها على اقتناء الجليس مع الظروف المعيشية التي يعاني منها البعض، كونها ترى أن الكتاب لم يعد في هذا الوقت أولوية قصوى لها أمام الاحتياجات والالتزامات اليومية، فمن المهم أن تكون هناك رؤية لسعر الكتاب، وأهمية المواءمة بين التكلفة والقدرة على الشراء.