عمان اليوم

نورة الكمزارية تطمح للدراسة في جامعة السلطان قابوس تخصص الترجمة

18 فبراير 2018
18 فبراير 2018

إرادتها القوية ساعدتها في التغلّب على فقدان بصرها -

بخاء - أحمد خليفة الشحي -

يولد الإنسان مفعما بطاقة جبارة للعطاء يسانده في ذلك كل ما سخره الله له من دعم وأهله وبيئته وأقرانه، ولكن حين يفقد المرء أساس اعتماده على ذاته وهي حاسة من الحواس فكيف تكون حياته ؟

الإجابة على ذلك مع نورة بنت حسن الكمزارية من محافظة مسندم التي كانت قمة في الهمم والإصرار و(عمان) معها لاستشراف ما قد يغيب عن المبصرين.

إصرار

حول مشوارها التعليمي تقول نورة الكمزارية بدأت مشواري التعليمي في مركز الوفاء الاجتماعي منذ كنت في سن السادسة من عمري وذلك بإصرار من المركز على انضمامي اليهم حيث كنت أستفيد كثيرا من الحصص تعلمت لغة البرايل وهي لغة المكفوفين إلى أن وصلت الحادية عشرة من عمري التحقت بمدرسة خولة بنت الأزور للتعليم الأساسي بولاية خصب بمحافظة مسندم ودرست في الفترة المسائية لعدة أشهر ثم انتقلت للفترة الصباحية في المدرسة نفسها حيث وجدت نفسي مع زميلاتي ومعلماتي كنت في سعادة كبيرة لأنني بدأت أحقق نجاحات كثيرة وتفوقت دراسيا منذ الصف السابع وحتى الآن في الصف الثاني عشر وشاركت أيضا في العديد من المسابقات والفعاليات التي تقام في المدرسة وخارجها كما حصلت على العديد من الشهادات على مستوى المحافظة وكذلك على مستوى السلطنة في الصف الحادي عشر انتقلت الى مدرسة جوهرة عمان وها أنا الآن وصلت الى نهاية الطريق بعد مشوار طويل جدا في سبيل التعليم والتفوق وتحقيق النجاحات.

مثابرة

وحول الإرادة القوية للجد والمثابرة تقول نورة الكمزارية: كنت دائما صاحبة إرادة قوية وهذه الإرادة اكتسبها من تشجيع أهلي ومعلماتي وثقتي بنفسي وإنني سوف أكون كما حلمت دائما أنا مقتنعة تماما بأنه لا إعاقة مع الإرادة ولا يأس مع الحياة وعندما عرفت نتيجتي فرحت كثيرا لأنني حققت جزءا من طموحاتي وهي البداية التي سأنطلق منها الى ما هو أعلى بإذن الله.

وحول مذاكرة الدروس تضيف نورة الكمزارية: لم تكن طريقتي في المذاكرة سهلة حيث كنت أستخدم الهاتف واستمع الى الدروس وأحاول بقدر الإمكان أن احفظ دروسي بشكل جيد رغم أن قراءة الهاتف كانت سريعة جدا وغير واضحة وأحيانا هناك مسائل كثيرة لا يتم قراءتها في هذا البرنامج، وحول اختبارات الوزارة تقول نورة بشأن هذه الطريقة الإجابة سهلة والحمد لله ومناسبة وجاءت الاختبارات مكيفة ولله الحمد وكانت خاصة للمكفوفين وأتمنى أن يتم تقديم كافة التسهيلات لهؤلاء الطلبة والطالبات وعونهم ومساندتهم منذ الصغر ليكونوا بصمة نجاح في عمان الحبيبة.

وحول طموحاتها المستقبلية والتخصص المستقبلي تقول نورة الكمزارية: أطمح للدراسة في جامعة السلطان قابوس تخصص الترجمة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ولأنني أحب اللغة الانجليزية كثيرا وأحاول دائما التحدث بها وأحفظ الكثير من المصطلحات الإنجليزية.

وفي ختام حديثها تقول نورة الكمزارية: أولا الشكر لله تعالى ثم والدي وأهلي وجميع من وقف معي وساندني وكذلك أيضا معلماتي أقدم لهن الشكر الجزيل لوقوفهن معي وحرصهن على تعليمي ونجاحي وأتمنى المزيد لي من النجاحات وكذلك لزملائي الطلبة والطالبات وأتمنى التوفيق للجميع.

وأخيرا ستظل نورة مثالا يحتذى بها للإصرار والصمود والتغلب على التحديات حين فقدت نورة حاسة البصر عوضها الله حاسة البصيرة وها هي تقف شامخة كجبال مسندم مثالا عمانيا يحتذى به ألا مستحيل مع الإرادة.