1253251
1253251
المنوعات

جمعة البوسعيدي يسرد امتداد سيادة الإمبراطورية العمانية في المحيط الهندي

18 فبراير 2018
18 فبراير 2018

رفد المكتبة العمانية والعربية بإصدار يؤرخ الإرث الحضاري لعمان -

أصدرت مكتبة بيروت للنشر والتوزيع، كتابا يدرس بناء الإمبراطورية العمانية وامتداد سيادتها في المحيط الهندي وما وراء البحار، للباحث الدكتور جمعة بن خليفة بن منصور البوسعيدي مؤرخ وأستاذ تاريخ، حيث أبرز مجموعة من الحقائق التاريخية ذات الصلة بالتاريخ العماني الممتد في المحيط الهندي وما وراء البحار، ويُطلع القارئ العربي بصورة عامة والعماني على وجه الخصوص بالحضارة العمانية المترامية الأطراف، والذي شهد لها التاريخ بالتفوق والتقدم الحضاري والقوة البحرية على مستوياتها العسكرية والتجارية والعلمية.

يسرد هذا الإصدار العلمي ما شهده تاريخ الأمة العربية والإسلامية من شموخ ومجد للعمانيين وما وصلوا إليه من تطور و ازدهار جعل منهم دولة محورية في القارتين الآسيوية والإفريقية وتمكّن العمانيين من امتداد دولتهم، لتتجسد بذلك حدود إمبراطورية عمانية عربية إسلامية مترامية الأطراف عرفها تاريخ العرب و المسلمين المعاصر، وصلت إلى بلوتشستان وبعض أجزاء من إيران في الشق الآسيوي وبراوه وكسماي بالصومال وجزر القمر والبحيرات العظمى في الشق الإفريقي لتبقى حدود هذه الإمبراطورية مفتوحة بتزايد وجود العمانيين في كل مكان ليكوّنوا تاريخا ناصعا بماء الذهب، والذي يرى فيه الباحث أن هذا التاريخ لا يمكن أن يندثر وأن حق معرفته والإيمان به جزاء مهما من ذاكرة هذا الوطن وتعظيما لمحبته في نفوس العمانيين والعرب والمسلمين عموما، فقد بصمت هذه الإمبراطورية في الذاكرة آثارا حميدة في كل المناطق التي وصلتها مقرونة بالخير وعموم الأمن والسلام .

كما يثبت الباحث أن ما جاء في متن الدراسة يؤكد بأن الإمبراطورية العمانية منذ أقدم العصور عرفت بتقدمها في إتقان صناعة الملاحة البحرية ومهد انطلاقها نحو العالم حتى أصبح البحارة العمانيون يضرب بهم المثل في المغامرة والأسفار، لذلك جاء هذا الكتاب باسم «بناء الإمبراطورية العمانية وامتداد سيادتها في المحيط الهندي وما وراء البحار. فهذا الإصدار يميط اللثام عن العديد من جوانب تاريخ عمان، واعتمد فيه العمل العلمي الأكاديمي من المعطيات الأرشيفية التي تضمنتها مجموعة من الدفاتر إلى جانب عدد من الملفات المتوفرة في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وأرشيفات خارجية. ويشير الدكتور جمعة البوسعيدي بأن فكرة تأليف هذا الكتاب، جاءت من قناعته بالأهمية البالغة لهذا الموضوع، لكونه يؤرخ لعهد الامبراطورية العمانية باعتبارها أساسا ثابتا للتاريخ العماني في جميع عصوره بالإضافة إلى وقوف القارئ العربي على الممارسة الحضارية العمانية العريقة باعتبارها أرشيفا هاما يعبر عن مكنون تراثي مكتوب وعن سيادة العمانيين في حقب غابرة من التاريخ، و مدى القيم والمبادئ والمرتكزات التي خلدت الوجود العماني في عدد كبير من المناطق من خلال سلوك التكافل والبناء السياسي والاقتصادي والحضاري الهادف، وإلى إبراز قوة العمانيين في تدبير السلطة وسمو الفكر لديهم الذي يرقى بكل منطقة تواجدوا بها وبانسجامهم و تآلفهم مع كل الظروف مما أدى إلى ازدهار المكانة الحضارية، حتى أصبحوا مثالا عالميا يحتذى به في المعاملات.

وتناول الكتاب أربعة أبواب رئيسية جاء الباب الأول: تحت مسمى سيادة الإمبراطورية العمانية: وفصل تحت عدة نقاط يسهل البحث والرجوع إليها وهي: الأسس والمنطلقات ومفهوم السيادة ونظرية السيادة وأسس قيامها، وكذلك السيادة في المفهوم الدولي و الدستوري وفكرة السيادة العمانية ونشأة فكرة السيادة العمانية ونشأة تشكيل الأقاليم وتطور حدود الإمبراطورية العمانية ومرتكزات السيادة العمانية وقوتها في المحيط الهندي وساحل بنادر الصومال وفي بوشهر و جواذر (Gwaadur) والسيادة العمانية ازدهارها ونموها، والحضور اليعربي ضمن دائرة التأثير السياسي والاقتصادي ووجودهم في شرق إفريقيا.

كما تناول الباب الثاني دور الهجرات العمانية في تأسيس الدولة في محيطها الإفريقي، وركز على عدد من النقاط أبرزها، الموقع الجغرافي والهجرات العمانية القديمة في ساحل شرق إفريقيا، وكذلك تحدث حول الوجود العماني والنخب والقبائل الوافدة من عمان إلى شرق إفريقيا، كما بين دور النباهنة في الهجرات، وكذلك التأثير والتأثر للهجرات العمانية في جزر القمر التي واكبت السيد سعيد بن سلطان.

وفي الباب الثالث تناولت الدراسة تركيز السيادة العمانية على محيطها الإفريقي وما وراء البحار، وتطرقت لمجال الحكم والأمن والاستقرار وكذلك حول تسليح الجيش والأسطول الحربي، كما تناول الباب المجال الزراعي والاقتصادي والتجاري، ودور الموانئ في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية للإمبراطورية العمانية، كما تحدث حول مركزية الأسواق وتعزيز إمكانية البلاد اقتصاديا وحول التجارة الداخلية والخارجية مع الدول الأوروبية والدول الإسلامية، وأشار الكاتب في هذا الباب إلى الدور العماني في البحيرات العظمى وكيفية انتشار الإسلام، وكذلك دفاع العمانيين في تثبيت السيادة على المحيط الأفريقي وما وراء البحار ونجدة مسلمي شرق إفريقيا وحصار ممباسا وبته وموزمبيق، وبينت الدراسة معالم نهاية الاحتلال الصليبي وأثره على انتشار الإسلام في ساحل شرق إفريقيا.

ودرس الباب الرابع مظاهر السيادة العمانية وعلاقاتها الخارجية، فركز هذا الباب على علاقات عمان في عهد الدول اليعربية، والتجارة الداخلية والخارجية في عهدهم، وكذلك علاقات عمان في عهد الدولة البوسعيدية، ونظام الإدارة في شطري الدولة الآسيوية والإفريقية، كما تناول موضوع القضاء في عهد السيد سعيد بن سلطان، وكذلك الآثار السياسية والاقتصادية في عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، والحركة العلمية في عهده، والدور الذي قام به للتصدي للقراصنة في المحيط الهندي، كما تناولت الدراسة في هذا الباب سياسة السيد سعيد بن سلطان التجارية في الداخل والخارج، وتجارة الأسلحة وموقف السيادة العمانية منها في عهد الدولة البوسعيدية، كما بيّن الباب دور النخب العمانية في البحيرات الكبرى وفي انتشار الإسلام في عهد الدولة البوسعيدية، ودور الأسطول العماني في ساحل شرق إفريقيا في عهد اليعاربة، وعلاقة عمان الدولية مع محيطها الأوروبي والآسيوي في العهدين اليعربي والبوسعيدي.