1253096
1253096
المنوعات

«صفحات من الشورى.. ذكريات ثلاثة عقود» جديد لسعود الحارثي

18 فبراير 2018
18 فبراير 2018

صدر عن الآن (ناشرون وموزعون في العاصمة الأردنية عمّان) كتاب للعماني سعود الحارثي بعنوان «صفحات من الشورى.. ذكريات ثلاثة عقود». وحسب الناشر فإن ما يميز الكتاب هو أن صاحبه يعدّ مؤهلاً بحق بحكم المعايشة والاطلاع بالخوض في هذا البحر الزاخر من تجربة الشورى الحديثة في عُمان.

يقول الخبير القانوني السابق بالمجلس إبراهيم محمد: «ما سطّره سعود واجتهد فيه كان نتاج المثابرة الوثيقة والصبر والتعب المضني؛ على جمع المواد الرسمية منها والانطباعية، وتتبع رصد الأحداث بمصداقية متجردة، لتخرج في هذا الثوب القشيب، وتصبح منهلاً للباحثين وأصحاب الدراسات العليا من أبناء هذا الجيل في عُمان والأجيال القادمة، تساعدهم في التوصل إلى النتائج التي ينشدونها لتُبنى عليها مخرجات أعمالهم عن تجربة الشورى في عُمان بصورة مطمئنة تحوي الإنجازات والإخفاقات على أسس موضوعية وحقائق بينة، إرساءً لمبدأ التدوين والتوثيق لجزئية هامة من تاريخ عُمان ستذكرها له الأجيال القادمة».

ورصد الأميـــن العـــام المساعـــد للجلسات والدعم البرلماني، مجلــــس الشــــورى راشد بن حمد الغافري الذي في مقدمة الكتاب تطور نظام الشورى تاريخيا في عُمان، فيقدّم شهادته عن المؤلف والكتاب: «الكاتب أصيل في رسالته، عميق في توثيقه لأفكاره، عذب في أسلوبه السردي للأحداث والوقائع مع قوة حجته، ومنطقه في الطرح الذي لا أجده يبعد كثيراً في منهجه التأصيلي الذي يسير عليه كثير من المؤرخين السياسيين الكبار في توثيقهم للأحداث والمواقف وقدرتهم على تذكرها. اتسم الكاتب بالمهارة العالية في عرضه للأحداث، والمواقف، وتأطيره لموضوعاتها، وإيقاعاتها الزمنية. ويضيف: (إقدام الكاتب وتجاسره وعلو منطقه وقدرته على الإقناع والدفاع عن رؤيته ومواقفه في كثير من الأمور السياسية والاقتصادية والقضايا المجتمعية وعلى المستويين المحلي والخارجي. صلابة موقف الكاتب ورباطة جأشه. إن الكتاب في حقيقته إسهام وإثراء حقيقي للمكتبة العُمانية، سوف ينهل من معينه الباحثون، والمتخصصون بالقدر الذي يجد فيه بقية القراء ضالتهم. وفصوله الجامعة الشاملة لكثير من محطات مسيرة الشورى ومراحل تطورها، وخاتمته المضيئة البالغة.

أما الخبير ومدير لجنة الشباب بالمجلس سابقا خلفان بن علي الرشيدي .. فقد وجد الكتاب متميزا من عدة نواح، أوجزها في أن معظم الكتابات والمقالات والتحليلات السابقة يمكن أن نطلق عليها (قراءة من الخارج)، بينما هذا الكتاب يقدم قراءة وتحليلا من الداخل، وفي شموليته في التناول والطرح والتحليل، وتناوله للكثير من الشخصيات التي كان لها دور وتأثير في مراحل تطور ممارسة الشورى بشكلها المؤسسي الحديث في السلطنة، أو التي أثرت من خلال موقعها في الحكومة على هذه الممارسة سلبا أو إيجابا، سواء أكانت هذه الشخصيات من أعضاء المجلس وموظفيه أم من أعضاء الحكومة، ولأنه يقدّم صورة لواقع التنمية بمختلف مجالاتها في السلطنة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، كما أن الكاتب اعتمد في كتابه على الكثير من المستندات والوثائق، متمثلة في محاضر اجتماعات المجلس واللجان، الدراسات والتقارير التي ينجزها المجلس، الرسائل الرسمية والتعميمات الإدارية، مما يجعل هذه القراءة مستندة إلى الدليل والبرهان والتوثيق، وليست مجرد ذكريات فحسب. ويشير إلى أن الأهمية القصوى لهذا الكتاب تكمن في كشفه، وربما لأول مرة بهذا التفصيل، للدور (المؤثر) لمجلس الشورى فيما يعرف بأحداث عام 2011م، ووقفته واصطفافه الى جانب المطالب الأساسية التي طالب بها المعتصمون أمام بوابة المجلس وغيرها من المواقع، ووجدت استجابة من لدن سلطان البلاد. كما يقدّم الكتاب تحليلا للتطور القانوني للتشريعات ذات العلاقة بعمل المجلس، والتطور والتدرج في منح الصلاحيات الرقابية والتشريعية، ومدى تجاوب المجلس وممارسته لهذه الصلاحيات.

أما الكاتب نفسه فيتحدث عن كتابه، ويقول: (إن هذا الكتاب ليس بحثا أو دراسة متخصصة تسعى إلى قراءة وتقييم مسيرة الشورى وصلاحياتها وأدائها وإنجازاتها خلال مرحلة من المراحل التاريخية، وإنما يتضمن ذكريات متناثرة ومتباعدة وغير مرتبة زمنيا أو موضوعيا؛ عن أحداث ومواقف ومحطات وشخصيات عايشتها خلال تلك الفترة وأثرت بشكل أو آخر في حياته العملية أو في دور المؤسسة وما تركته من انطباعات ورؤى شخصية ومبادرات فكرية للإصلاح، قد تسهم في القراءة المتعمقة لماضي مسيرة الشورى وربما للإسهام في رسم صورة مستقبلها».