1251658
1251658
عمان اليوم

د. كهلان: ما يحول بين الإنسان وتدبر القرآن .. حاجز متوهم غير صحيح

17 فبراير 2018
17 فبراير 2018

في محاضرته لطلبة كلية الهندسة والتكنولوجيا -

كتب - سالم الحسيني -

نظمت الكلية العالمية للهندسة والتكنولوجيا ببوشر محاضرة لفضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة تحت عنوان: «مع خليل الرحمن عليه السلام» بيّن من خلالها أن ميراث إبراهيم الخليل عليه السلام شديد الصلة، وثيق العرى بما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. موجها بعض التساؤلات للحاضرين من طلبة وطالبات الكلية: هل فكرتم يوما في نوع هذه الصلة بين ما جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وما تركه إبراهيم الخليل مما نجده في كتاب الله عز وجل في المقام الأول أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل وجدتم وأنتم تقرأون آيات الكتاب العزيز وجوها من التشابه والتناظر أو التماثل أو التقارب أو حتى التباعد بين ما جاء به إبراهيم الخليل، وما جاء في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟ وما الذي يمكن أن نستفيده في واقعنا من تبيّن هذه الصلة؟.

وبيّن فضيلته: أن الإجابة على ذلك التساؤل نجده في قول الحق سبحانه وتعالى: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) حيث إننا معاشر المسلمين أولى الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام وهذا يحدد لنا إطار الصلة بيننا وبين إبراهيم عليه السلام، وأن استحقاقنا كمسلمين بأن نكون أولى الناس بإبراهيم تترتب عليه نتيجة وهي أن نكون من أولياء الله تبارك وتعالى وذلك بدليل قوله سبحانه: (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ). لذلك فإننا بحاجة إلى أن نتعرف على ميراث سيدنا إبراهيم الخليل وعلى ما اشتملت عليه دعوته وعلى مواقفه عليه السلام حتى نتمثلها لأننا أولى به حتى تكون العاقبة (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).. مشيرا إلى أن ما نجده في ديننا من اليسر والسعة والاعتدال وهو الصراط المستقيم يؤكد الصلة القوية بملة سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي رفع عنه العنت والعسر والمشقة بنص القرآن الكريم: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).

وأضاف: علينا أن نعلم أن هذا الكتاب العزيز لنا جميعا وليس صحيحا أنه خاص بجيل تقدم ومضى وانقرض أو أن الذين يستطيعون أن يتدبروا في معانيه أو يستلهموا منه الآيات والعظات والعبر والدروس إنما هم أولئك الراسخون في العلم وأما نحن فحسبنا منه أن نتبرك بقراءته وأن نطرب لسماع صوته.. لذلك فإن هذا المفهوم يجب أن يصحح وأن يعلم كل واحد منا أن هذا خطاب الله تبارك وتعالى موجه له وهو جدير بأن يستلهم منه المعاني وأن يتدبر فيه: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)، وقد يظن ظان أن هناك حاجزا بينه وبين القرآن الكريم لا يسمح له أن يحقق هذه الغاية وأن يستلهم المعاني، لكن هذا الحاجز متوهّم غير صحيح. حضر المحاضرة الدكتور عبدالله بن عباس بن أحمد رئيس مجلس إدارة الكلية، وعميد الكلية وجمع غفير من الحضور ومن الطلبة والطالبات.