كلمة عمان

تعزيز سبل ومجالات التواصل مع المجتمع

16 فبراير 2018
16 فبراير 2018

في ظل التطورات العديدة، والمتسارعة، على نحو غير مسبوق، التي تجري من حولنا، وبامتداد العالم، وفي ظل الأهمية المتزايدة للدور الذي تقوم به مختلف أجهزة ومؤسسات الإعلام، بتنوعها وإمكاناتها التي تتطور باستمرار، فإنه بات من المهم والضروري أن تسعى مختلف مؤسسات الدولة إلى الاهتمام بتحقيق أوسع قدر من التواصل والتفاعل مع المجتمع، ليس فقط للتعريف بها وبما تقدمه من خدمات في مجالها، ومساعدة المواطنين على الاستفادة الكبرى مما تقدمه لهم، ولكن أيضا للتعرف على رؤية الجمهور وتوقعاته وما ينتظره من هذه المؤسسات، والعمل، بقدر الإمكان، على الاستفادة من ذلك في البرامج والخطط التي تتبعها تلك المؤسسات في تحقيق أهدافها، وهو ما يضمن في النهاية درجة عالية من التفاعل بين المجتمع والمؤسسات المختلفة، بكل ما يعنيه ذلك من نتائج إيجابية للفرد والمجتمع على السواء، مع إغلاق الطريق أمام وجود أو انتشار أية شائعات، أو تصورات خاطئة، بما يصاحبها أو يترتب عليها من سلبيات.

وفي هذا الإطار فإنه في الوقت الذي تقوم فيه جامعة السلطان قابوس بدور حيوي وملموس على الصعيد الأكاديمي، بتعليم أبنائنا وبناتنا وإعدادهم، على أفضل المستويات ليكونوا قادرين على الإسهام في جهود التنمية الوطنية بقوة ووعي وتفان، وهو دور يتصل بحاضر المجتمع ومستقبله، فإن عناية جامعة السلطان قابوس بتبني الأدوات الحديثة في مفهوم التواصل المؤسسي والعمل الإعلامي وفق تقنيات وأدوات العصر، من خلال تدشين الهوية الإعلامية الجديدة لها، وذلك برعاية معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية. هو في الواقع خطوة على جانب كبير من الأهمية، ليس فقط من أجل إيجاد محتوى إعلامي إيجابي وتفاعلي يتوافق مع رؤية ورسالة وأهداف وقيم جامعة السلطان قابوس، ولكن أيضا من أجل إعطاء نموذج ومثل رائع وملموس لمؤسسات المجتمع الأخرى للعناية بالتواصل مع المجتمع المحيط بها، والمتلقي لخدماتها والمتعامل معها، لأن ذلك ببساطة يخدم المؤسسة والمواطن والمقيم في الوقت نفسه، ويسمح بتيسير الكثير من الخدمات وفهم الدور والرسالة التي تسعى مختلف المؤسسات إلى القيام بها، ومن ذلك كله وإلى جانبه يقوم الإعلام بدوره الوطني المسؤول، الدائم والمتجدد والمواكب لحركة المجتمع، والمعبر أيضا عن آمال وتطلعات المواطن العماني، وتوسيع جسور التواصل والتفاعل معه دوما وفي كل الظروف.

وبالنظر إلى أننا نعول دائما على أبنائنا وبناتنا وعلى جهودهم وقدراتهم، فإن دعم جهودهم، ومساندة أفكارهم الابتكارية المفيدة للمجتمع، وإتاحة الفرص أمامهم للمشاركة على أوسع نطاق ممكن في جهود التنمية الوطنية هو ما أكد عليه دوما حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وهو ما تعمل مختلف المؤسسات على تنفيذه وتحقيقه عمليا.