1251630
1251630
العرب والعالم

برلمان جنوب إفريقيا يعين رامافوزا رئيسا جديدا

15 فبراير 2018
15 فبراير 2018

زوما يتنحى بعد ضغوط حزبه -

الكاب - (أ ف ب): تولى النقابي السابق ورجل الأعمال سيريل رامافوزا امس مقاليد الرئاسة في جنوب إفريقيا ووعد بجعل مكافحة الفساد الذي لطخ عهد سلفه جاكوب زوما، إحدى «أولوياته».

وانتخب سيريل رامافوزا (65 عاما) رئيس المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم والمرشح الوحيد، رئيسا من البرلمان بدون مفاجآت وبدون حتى حاجة لتصويت شكلي.

ووسط عاصفة من التصفيق والأهازيج قال رئيس المحكمة الدستورية موغوينغ موغوينغ «اعلن ان سيريل رامافوزا انتخب رسميا رئيسا لجمهورية جنوب افريقيا».

وفور انتخابه تعهد رامافوزا أمام النواب باجتثاث الفساد، وتعهد بالعمل «بكل جهد لمحاولة عدم تخييب آمال شعب جنوب إفريقيا».

وكان زوما تنحى مساء امس الأول بعد صراع مع رامافوزا، وذلك بعد تهديده بتصويت وشيك في البرلمان على مذكرة حجب ثقة.

وقال زوما في كلمة مباشرة امس الأول عبر التلفزيون «قررت الاستقالة من منصب رئيس الجمهورية بمفعول فوري، وإن كنت غير متفق مع قيادة حزبي».

ومنذ توليه مقاليد الحزب الحاكم في ديسمبر 2017، حاول رامافوزا دفع زوما الى الرحيل بهدوء لاقتناعه بأن بقاءه في السلطة سيؤدي الى هزيمة مدوية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي في الانتخابات العامة لعام 2019.

لكنه اصطدم برفض زوما الذي تنتهي ولايته العام المقبل، فقرر الحزب الحاكم الثلاثاء ان يصدر أمرا لزوما بالتنحي.

وقال زوما امس الأول «لست موافقا لأنه لا يوجد اي دليل على اني فعلت اي شيء سيء». لكن تنحيه استقبل بارتياح شبه عام في جنوب افريقيا المنهكة بنهاية عهد شهد عدم استقرار سياسي وفسادا معمما وصعوبات اقتصادية مستمرة.

وعلقت مؤسسة نلسون مانديلا «انها نهاية فترة تم الانحراف فيها بأعلى وظيفة في جنوب افريقيا بغرض نهب معمم لخزائنها».

وتفاعلت الأسواق امس ايجابا مع رحيل زوما مع ارتفاع مؤشر بورصة جوهانسبورغ حتى 2,7%. كما ارتفعت العملة الوطنية الراند الى أعلى مستوى منذ ثلاث سنوات امام الدولار.

وقال الخبير الاقتصادي ريموند بارسنز ان انتخاب رامافوزا «يمثل نهاية فترة عدم استقرار سياسي واقتصادي اثر بشكل كبير على نمو جنوب إفريقيا»، وأشادت المعارضة بقوة بإعلان رحيل زوما.

وقال يوليوس ماليما زعيم «المكافحين من اجل الحرية الاقتصادية» (يسار متشدد) «لقد كانت الأمة بأسرها طوال عشر سنوات ضحية منحرف ومحتال»، لكنه نبه الى ان حزبه سيراقب «من كثب» القادة الجدد للبلاد وقال «زوما رحل، الان سنهتم بهم».

من جانبه، قال ممسي ماينمان رئيس التحالف الديمقراطي امام البرلمان «ليست لدينا مشكلة مع جاكوب زوما، لدينا مشكلة مع المؤتمر الوطني الإفريقي»، داعيا مجددا الى حل البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة «من اجل تجديد حقيقي» في جنوب افريقيا.

وكان الحزبان المعارضان عرضا الحزب الحاكم لنكسة جدية في الانتخابات المحلية في 2016 ويأملان بأن يحرماه في 2019 الأغلبية المطلقة التي يملكها منذ 1994.

ووعد رامافوزا في الأسابيع الأخيرة بطي سريع لصفحة زوما، مؤكدا أن جنوب افريقيا دخلت «عهدا جديدا». بيد ان طريقه يبدو طويلا وصعبا.

وقالت مؤسسة الرئيس الأسبق فريدريك دو كليرك «تنتظره مهمة ضخمة تتمثل في جعل (الشعب) ينسى حصيلة سلفه وإعادة جنوب افريقيا الى طريق الوحدة والتجديد»، مضيفة «سقط القيصر، والمجال بات مفتوحا أمام رامافوزا».

وفي ما يشبه الإشارة للتغيير الموعود بدأت الشرطة امس الأول أول عملية لها ضد اسرة غوبتا التي يشتبه بأنها في صلب فضائح الفساد التي تشمل زوما. وكان متعذرا المساس بهذه الأسرة.

وتم توقيف ثمانية اشخاص ومداهمة المنزل الفخم للأشقاء غوبتا في جوهانسبرغ في اطار تحقيق في الاستيلاء على اموال عامة، بحسب ما ما أفادت وحدة النخبة في شرطة جنوب افريقيا. ويمثل الموقوفون امام محكمة بلومفونتين (وسط).