Untitled-3
Untitled-3
مرايا

شاهد على جمال السياحة في السلطنة .. سوق مطرح قبلة السياح الأجانب

14 فبراير 2018
14 فبراير 2018

كتبت- رحاب الهندي -

التجول في سوق مطرح (القديم الحديث) الذي يحمل على كاهليه أكثر من خمسين عاما يعتبر بهجة خاصة لكل زائر من كل دول العالم، ليكون التجوال في أرجائه متعة خاصة لا يشعر بها إلا متذوقو الجمال، كما لو أن هناك أجنحة ترفرف من عبق الماضي وروح المعاصرة، وهو يشبه أسواقا عربية كثيرة كسوق الحميدية في دمشق، وسوق الشورجة في بغداد، وسوق السيدة زينب في مصر، وأسواق تونس وسوق حمد في الإمارات، وأسواق في الجزائر والمغرب، وتعتبر أسواقا شعبية عتيقة تتشابه من حيث التصميم البنائي والشوارع الضيقة وتزاحم المحلات وتلاصقها وتنوع المعروضات، ولا بد أن تجد زبائن في أي وقت في هذا السوق، مواطنين ومقيمين عرب وأجانب، كما لابد من أي سائح أن يزور هذا المكان ضمن قافلته السياحية لأنه أحد المعالم المهمة في مدينة مسقط ومدينته الصغرى مطرح.

بائعون وزبائن

التجول في سوق مطرح متعة للفرجة والتأمل أكثر من كونه متعة للشراء، ورغم كثرة معروضاته وتنوعها فالطلب عليها لا ينتهي. لفت انتباهنا بائع البخور أمين بن سعد المهري الذي كان يشهد دكانه ازدحاما من الزبائن، فتولى زميله عملية البيع وتوقف ليتحدث إلينا مفتخرا بما يبيع من البخور العماني الأصلي، ويؤكد أن بضاعته عمانية التصنيع والمواد الأولية، فلديه كل أنواع البخور وهي تستخلص من خشب أشجار الجبال، إضافة إلى اللبان الذي هو عنصر رئيسي في صناعة البخور، ويستخدم للبخور والأكل والشرب كعلاج، ويشرح لنا أمين عن صناعته بقوله: إنها صناعة يدوية من البيئة العمانية كأعواد الشجر وتخلط بالمسك والمطيبات بروائح مختلفة، كما أن المواد التي تستخدم في البخور أيضا عمانية، و(المجمر) أو المبخرة تصنع في صلالة، ويفتخر أمين بكل بضاعته العمانية، باستثناء الفحم فهو من الصين.

وعن مدى إقبال الزبائن أجاب: كما ترون هناك إقبال واضح من الزبائن بكل جنسياتهم، لكن هناك أيام تكون أكثر زخما كشهر رمضان والأعياد، وخاصة بالنسبة للعمانيين وأهل الخليج، لأن البخور من أساسيات الحياة لديهم، وهناك دوما طلبات متزايدة على اللبان كعلاج، وخاصة من الأمهات اللاتي يشترينه من أجل أطفالهن، فهو يريح الأعصاب ويخفف الانتفاخ والمغص، ويساعد الطفل على النوم الهادئ.

ويتابع قوله: رغم انتشار صناعة البخور في أماكن مختلفة من السلطنة وتزايد الطلب عليه، إلا أن دكانه في سوق مطرح لم يتأثر، فما زال لديه زبائن منذ سنوات ويزداد زبائنه الجدد سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين أو سياحا.

محلات التراث والتحف

تتوزع محلات التحف في سوق مطرح بأدواتها الجميلة المزخرفة والقطع الفنية في بداية السوق، وتستقبل كثيرا من الزبائن خاصة الأجانب، حيث يرى البعض أن القطع التراثية الجميلة تعتبر رخيصة الثمن بالنسبة له، بينما يعتبرها البعض غالية نوعا ما، ويهتم السياح بشراء بعض المنتجات للذكرى وتزيين بيوتهم وكأنهم يحملون كنزا، ويهتم العمانيون بشراء بعض القطع التي تذكرهم بإرثهم القديم لما تحمله من عبق التاريخ وصورة الماضي. وتعتبر التحف ذات خاصية لا تشاركها بها أي سلعة، فكلما قدمت القطعة ازداد سعرها وازداد الإقبال عليها من الزبائن، هذا ما أكده لنا أحد البائعين الذي كان يقف في المحل حيث يوفر له صاحب المحل العماني هذه القطع الجميلة قائلا: معظم الزبائن وخاصة الأجانب ينبهرون بهذه القطع ويشترونها بفرح، ومعظمهم لا يناقش بالسعر، وكثير من العمانيين يحبون شراءها كتحفه فنية لذاكرة الإرث القديم في بيوتهم الحديثة.

الأجانب والسياحة

قبل فترة كان سوق مطرح يشهد ازدحاما وتكتلا بشريا هائلا، إذ أن قوافل السياح لا تنتهي وكلهم أجانب من دول متعددة (إيطاليا وأسبانيا، الدنمارك وألمانيا والصين واليابان، ومن إنجلترا) كانوا يصلون في مجموعات ليتركوا الحافلات ويتجولوا في السوق يلتقطون الصور التذكارية، أو يتبضعون كل ما يخص التراث والتحف، بعضهم يأخذ متنفسا لحياته بعد إحالته للتقاعد، والبعض لا يزال في بداية حياته الزوجية يخطط كل عام لزيارة أحد البلدان.

وفي حديث سريع مع دليل للسياح محمد البلوشي أخبرنا أن هذا الموسم شهد تزايدا ملحوظا للسياح اللذين يأتون للسلطنة، تحديدا لزيارة الأماكن التاريخية والقلاع المتعددة في مسقط ونزوى، وبالطبع يزورون الأسواق القديمة مثل مطرح وسوق نزوى، ومعظمهم يحمل انطباعا رائعا عن بلادنا والحمد لله. ونجد أن السياح الذين يزورون السلطنة من كل دول أوروبا وأمريكا وكندا، ونحن نرافقهم ضمن جدول لزياراتهم المتعددة، ونترجم لهم ما يودون التعرف عليه.

وهم غالبا أناس بسطاء لطيفون، وأكثر ما يسعدني كعماني شدة انبهارهم وإعجابهم بكل مكان يزورونه، وهم يشعرون أن السلطنة هي المكان الدافئ الممتع في هذا الوقت، فأنا أشبههم بطائر النورس الذي يبحث عن الدفء، وكما تلاحظين شاطئ مطرح يستقبل آلاف الطيور المهاجرة،... وتركنا محمد ليلحق بمجموعة السياح الذين ينتظرونه في الباص ليأخذهم في جولة أخرى.

مجموعة من الطلبة كانوا يزورون مطرح ضمن خطة ترسمها لهم مدارسهم في إيطاليا لزيارة بعض البلدان كل عام، وكان الطلاب أكثر من فريق، يرافقهم مدرس ومدرسة ويشرحون لهم عن المكان وبعض ما يعرفونه عن تاريخ مطرح وسوقها.

النساء والإكسسوارات

تشهد محلات الإكسسوارات في السوق رواجا وإقبال على الشراء من قبل النساء بمختلف الجنسيات وتحديدا السائحات، وذلك لتنوع زخرفتها ورقتها كزينة للنساء، وقد أخبرتنا جولييت من إنجلترا أنها اشترت مجموعة من القلائد والخواتم لدقة صنعها وألوانها الزاهية، وهي تعطي جمالا إضافيا للمرأة.

وأكد زاهد المهري (بائع) على إقبال النساء لشراء الإكسسوارات قائلا: أرى دهشة الجمال في عيون السائحات وهن في حيرة ماذا يخترن من إكسسوارات، وبعضهن يشتري أكثر من نوع وأكثر من لون ويأخذن الأكسسوارات هدايا لمعارفهم في بلادهم، ولا أبالغ إذا قلت لك أنهن من كل البلاد الأجنبية.