yesra
yesra
أعمدة

ربما : بدون ذكر أسماء ( 2)

14 فبراير 2018
14 فبراير 2018

د. يسرية آل جميل -

مدخل:

(الكلمات قد تكذب.. التصرفات دائماً تقول الحقيقة)

• تأتيني كثيرا كمثلكم تماما عبر الجوّال، رسائل لطلب العون والمساعدة المعنوية والمادية وما شابه ذلك، إن استطعت أن أسهم بشيء.. فعلت، إن عجزت.. أحلت الموضوع إلى عدد من الأصدقاء والصديقات.

في الحقيقة فإن (أ. ع) لم يكن ليتردد أبداً بتقديم المساعدة، ولا أذكر أني أحلت إليه أمراً ما واعتذر بأي صورةٍ وبأي شكل من أشكال العون، على العكس من غيره تمامان ممن يكنزون الكثير والكثير، وإن سألتهم يترددون، وفي غالب الأحيان يأتي ردهم بالرفض، أو عبارة حفظتها عن ظهر قلب: (خلهم يروحون للجمعيات الخيرية).

الجمعيات الخيرية فالسلطنة لا تقصر، وتقوم بدورها بصورة أنيقة وكريمة، لكن الصدقة لوجه الله تعالى هي ثروة مكنوزة ليوم سنبحث فيه جميعا عن رُبع حسنة تأخذنا إلى الجنة، فإن جاءكم سائل، فلا تغلقوا الأبواب في وجهه، فلعلك تكون آخر أمل له في الحياة، ولن يضيع الله أجرك، لا في الدنيا أو حتى الآخرة.

• قررت أن أكون إيجابية، وأن أعيش حياتي بسعادة مطلقة، أبتعد عن كل ما يصيبني باليأس، كل ما يشعرني بالإحباط، ويحيل جمال الألوان في الدنيا في عيني إلى سواد، دائما ما تتردد على مكتبي بصورة مستمرة، وطبعي لا أتعمد إحراج أحد، أستقبل حتى من يكرهني بمنتهى الترحاب.

لكن.. مرّت علي فترة، بعد كثرة مجالستها، وبدأت أشعر بالاختناق، فعلاً بتُ أشعر بكُره كل ما حولي بسببها. تشعرني بأن الموت غدا، أو ربما الآن، ولا أمل في هذه الحياة، الدنيا تسير بالمقلوب، و...و...و...، قررتُ أن أبتعد عنها، وأن أضع حداً لزياراتها التي تصيبني بالغثيان، وسلبيتها التي لو كنت قد استمررت تحت سيطرتها لا أدري إلى أين كانت ستصل بي.

لا تدرون كمّ الراحة التي أشعر بها الآن بعد ابتعادي عن (ي)، التي كانت تمشي وحولها هالةٌ من السواد، تطغى علينا كثيراً. أنا اليوم إنسانةٌ أكثرُ إيجابية ونشاطاً ورغبة في الحياة، التي مهما كانت قساوتها، فهي نعمةٌ من الله، فابتعدوا عن مثل هؤلاء، وانعموا بما حولكم، مهما كلفكم الأمر.

• لا تخلطوا الحابل بالنابل، ولا تشخصنوا الأفعال أحياناً، اتفقوا على المصلحة العامة، مهما اختلفت مصالحكم، في النهاية جميعنا في قارب واحد، قارب الحياة، وهذه الحياة تحتاج إلى ذكاء في التعامل، وهدوء في النفس، وعيشٌ بسلام.

الأسبوع الفائت حدث أمامي موقفٌ (نُسوي) بدرجةٍ أولى سببه (رجل)، لا أرى أن سرده سيضيف لقارئي الكريم شيئاً، سأترّفع بكم عن ذكره.

الشاهد من هذا كلّه: إننا بحاجة إلى زراعة الحب بداخلنا حتى لا نكره أحد، وأن الفاسق إن جاء بنبأ علينا تبيّنه حتى لا نظلم أحدا، لا ترهقوا مسامعكم بالقيل والقال، تنفسوا الصعداء، وعيشوا الحياة بسلامٍ آمنين.

- إليه حيثما كان:

ماتعلمتُ الرحيل.. إلا إليك.