sharifa
sharifa
أعمدة

وتر : للجميــلات جـدا

14 فبراير 2018
14 فبراير 2018

شريفة بنت علي التوبية -

قد يرى البعض أن أوبرا وينفر ليست جميلة وفق مقاييس الجمال المرئي لديهم، لكنها جميلة جداً بالنسبة لي، أنه ذلك الجمال الذكي الذي لا يراه سوى من يدرك هذا النوع من الجمال، والذي يجعل من يدركه مشدوداً إليه دون أن يحدد ملامحه أو ماهيته، وربما هذا ما جعل الجميع يحب أوبرا وينفر ومن بينهم أنا، وفي ذلك كسر للقاعدة التي تعرفها أغلبية النساء أن الوجوه الجميلة فقط هي جواز سفر المرأة للنجاح والتفوق أو حتى الحصول على الحب، والحقيقة أن تلك الأقنعة بكامل أناقتها ليست كافية لتكون محبوباً أو تحصل على حب حقيقي، فلن يحبك من يحبك لأنك جميل الشكل أو متأنقاً، فهذا حب مشروط ينتهي بانتهاء الشرط ويختفي متى ما اختفت المصلحة، فلا تتجملي لأجل عين لا ترى سوى وجهك أو جسدك ولا تستطيع الإحساس بروحك، لأن العيون الفارغة لا تمتلئ والقلوب الميتة لا تُبعث من موتها، ليكن جمالك ذكياً فالفتنة والسحر في الجمال الذكي، فكوني الفاتنة الذكية الحاضرة الساحرة قبل أن تكوني دمية أو مانيكان. يقال إن النساء الجميلات هنّ الأقل حظاً في الحياة، والجمال هنا كما يرى صنّاع الجمال هو الجمال الجسدي فقط، لكن في الحقيقة؛ المرأة الجميلة هي محظوظة جداً وناجحة ومتفوقة، ولعلّ هذه المقولة تعود بي إلى فاتنة الشاشة العالمية أو بطلة الإغراء مارلين مونرو التي ماتت منتحرة لأنها امرأة تعيسة في حياتها، رغم كل المعجبين وعشّاق الجسد المحيطين بها، لكنها في الحقيقة لم تكن سعيدة، لأنهم جميعاً كانوا يبحثون عن إشباع رغبة جسدية دون الانتباه لتعاسة روحها ودون معرفة كم كانت روحها منكسرة وكم كان قلبها مشوّهاً وكم كانت وحيدة لأن الحب الحقيقي كان مفقوداً في حياتها منذ الطفولة، كذلك أميرة القلوب ديانا التي يراها الكثيرون رمزاً للجمال الأنثوي لكنها كانت تعيسة أيضاً، كانت تبحث عن عاطفة صادقة بعد خيانة زوجها لها وبعد طلاقها، فلم تكن ديانا سعيدة ولم يستطع ذلك الجمال الذي تحسدها عليه ملايين النساء أن يمنحها السعادة التي تريد، لذلك كثير من النساء تعيسات إلا أولئك اللواتي يعشن مؤمنات بأنفسهن وقادرات على التصالح مع ذواتهن، أولئك النساء الجميلات جداً كتفاحة مشتهاة محرّمة، واللواتي يستطعن أن يثبتن للعالم أن الروح الجميلة هي الأقدر على الحياة، وأن تلك الروح لن تأتلف معها سوى روح جميلة مثلها لتمنحها أجنحة للتحليق بفضاء الإبداع الحر.