العرب والعالم

الجبوري يتوقع حكومة أغلبية سياسية في العراق

12 فبراير 2018
12 فبراير 2018

بغداد - الأناضول - توقع رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري تشكيل حكومة قائمة على الأغلبية السياسية غير الطائفية بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 مايو المقبل، وذلك خلافا لما هو سائد على مدى السنوات الماضية.

ومنذ إسقاط النظام العراقي السابق على يد قوات دولية قادتها الولايات المتحدة الأمريكية في 2003، يجري تشكيل الحكومات وتوزيع الوزارات بالتوافق بين الكتل الرئيسية من الشيعة والسنة وأحزاب إقليم الشمال، ما يصطلح على تسميته بنظام «المحاصصة»، القائم على تقسيم السلطات حسب نسب المكونات الطائفية والأثنية للشعب العراقي.

لكن الجبوري يقول في مقابلة خاصة مع الأناضول من مكتبه بالعاصمة العراقية بغداد: إن المرحلة السياسية المقبلة قد تشهد تغييرا لأول مرة. ويضيف «المزاج العام السياسي يذهب باتجاه أن تشهد المرحلة القادمة حالة أغلبية سياسية».

وترتبط مفردة «الأغلبية السياسية» غالبا بالكتل الشيعية التي تتحالف ضمن ائتلاف واحد وتستحوذ على غالبية مقاعد البرلمان، وهو مفهوم يتمنى الجبوري (سني) أن يتغير بعد الانتخابات المقبلة، ليصبح أغلبية سياسية غير طائفية.

ويقول إن «الأغلبية السياسية لا تتجاهل المكونات»، مضيفا «لكن ما نتمناه بشكل واضح أن لا نعود مجددا إلى المفهوم السائد بأن الأغلبية السياسية لا تتجسد إلا ضمن الكيانات السياسية الشيعية فقط».

ويعتقد الجبوري أن نموذج الأغلبية السياسية قد ينجح حتى وإن كان بين قوى سياسية مختلفة الأطياف المذهبية والعرقية في حال كانت تتوافق موضوعيا بشأن البرنامج الحكومي.

وعادة ما تتوافق الأطراف السياسية العراقية لاختيار رئيس الوزراء بمباركة من قوى إقليمية وغربية على رأسها الولايات المتحدة وإيران. ويرى الجبوري أن التوافقات الداخلية ستلعب دورا حاسما في المرحلة المقبلة، متابعا «الكل يتجه في الفترة المقبلة نحو توافقات سياسية داخلية لا تتجاهل مساندة الأطراف الدولية والإقليمية، لكن المرتكز هي التفاهمات الداخلية».

وقد دأب الشيعة على مدى السنوات الماضية على تشكيل ائتلاف موحد داخل البرلمان ضمن لهم لعب دور محوري في قيادة البلاد على عكس السنة الذين توزعوا على عدة كتل سياسية.

ويستحوذ التحالف الشيعي الحاكم في العراق على 180 مقعدًا في البرلمان العراقي (من أصل 328 مقعدًا)، ويضم معظم التيارات الشيعية في العراق. ويرى الجبوري أن «واحدة من الأمور التي جعلت الأطراف السنية لا تتوحد هي الخشية من أن توحدهم قد يفضي إلى وجود تشكيلات مقابلة ذات طابع قومي أو طائفي، وهذا يخلق حالة من الاصطفاف». ومضى رئيس البرلمان العراقي موضحا «أيضا الأطراف السياسية السنية لديها تصورات تختلف عن بعضها، بالتالي كل واحد يرغب أن يخوض غمار الحملة الانتخابية بمفرده».

وفي إشارة إلى الزعماء السنة الآخرين، لفت الجبوري إلى أنه «ضمن إطار الحملة الانتخابية هم منافسون ولكن هناك مشتركات تجمعنا معهم ولا أدري قد يتم التفاهم معهم أو مع غيرهم وفق طبيعة الحوارات».

وتحالف الجبوري مع السياسي الشيعي العلماني إياد علاوي (رئيس الحكومة العراقية 28 يونيو 2004 إلى 6 أبريل 2005) لخوض الانتخابات المقبلة، حيث سيتنافس تحالفهما مع التحالف الذي يقوده رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي (تحالف القرار العراقي) للحصول على أصوات الناخبين السنة في شمالي وغربي العراق.