المنوعات

التويجري يصدر كتاب «الإيسيسكو وصناعة مستقبل العالم الإسلامي»

12 فبراير 2018
12 فبراير 2018

القاهرة «العمانية»: يؤكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) د.عبد العزيز التويجري أن تنمية دول العالم الإسلامي في الميادين التي تدخل ضمن اختصاصات «إيسيسكو»، هي الأساس القوي في بناء المستقبل الذي تنتقل فيه المجموعة الإسلامية إلى المرحلة الأكثر نموًا، والأوفر ازدهارًا، والأوسع استقرارًا وأمنًا وسلامًا.

ويضيف التويجري في كتابه «الإيسيسكو وصناعة مستقبل العالم الإسلامي» الذي صدر بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية في طبعة واحدة، أن صناعة المستقبل تبدأ من بناء العقول التي تبدع وتبتكر، ومن بناء القدرات العالية التي توفر أمام المجتمعات الوسائل للعمل وللإنتاج وللحركة في الاتجاه الصحيح، من أجل التقدم إلى الأمام في المجالات كافة.

وبذلك، بحسب التويجري، تكون «إيسيسكو» قد أحدثت تطورًا في المفهوم العلمي للتنمية الشاملة المستدامة، وأبدعت منهجًا يعتمد في الواقع العملي معًا، من خلال العمل الدؤوب والمتواصل الذي تقوم به، في إطار رؤيتها المستقبلية، وطبقًا للتخطيط الاستراتيجي الذي تعتمده منهاجًا للعمل، ووفـقًا لخطط العمل الثلاثية المتعاقبة، التي تساهم من خلالها في صناعة مستقبل العالم الإسلامي.

ويشير إلى أن العمل لتحقيق التنمية التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية في العالم الإسلامي من أجل إنجاز الأهداف التي يتضمنها ميثاق «إيسيسكو»، يتطلب تضافر الجهود، وحشد الإمكانات، وتوفير الموارد، وأن المنظمة تسير في هذا الاتجاه وأمامها هدفٌ استراتيجي شديد الأهمية، وهو صناعة مستقبل العالم الإسلامي الذي يواجه تحديات سياسية واقتصادية وتنموية وأمنية.

ويؤكد أن «إيسيسكو» طرف فاعل في الجهود الدولية المبذولة على أكثر من صعيد، لإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية يندمج فيها العالم الإسلامي اندماجًا كليًا، بما يتوافر له من موارد متنوعة، وقدرات متعددة، وإمكانات كثيرة، وهي تشارك في تنفيذ

«برنامج العمل العشري لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين» الذي اعتمده مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي المنعقد في مكة المكرمة سنة 2005، في حدود اختصاصاتها وبحسب إمكاناتها، وبذلك تكون هذه المنظمة مساهمة بشكل فعليّ، وعلى مستويات عدة، في صناعة مستقبل العالم الإسلامي.

ويضيف أن بناء مستقبل العالم الإسلامي تنطلق الطريق إليه من القضاء على الأمية بكل أشكالها، وتطوير التعليم وتجويده، وتحديث المناهج وتجديد المنظومة التعليمية، وإصلاح التعليم الجامعي وتحديثه، ومحاربة الفساد بصورة عامة، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي، ونشر ثـقافة العمل والإنتاج والتـفكير العلمي النقدي، والتنافس في العطاء والإنتاج.

وبالنظر إلى أن الأعباء أكبر من قدرات «إيسيسكو»، فإن دورها الرئيسي، كما يرى التويجري، هو المشاركة بالتفكير العلمي، وبالمنهج العملي، وبالتنظير الواقعي، وبالتخطيط المستقبلي، وبالتوجيه العام من خلال تنفيذ خطط العمل المتتالية.

وهو الأمـر الذي جعل من هذه المنظمة بيتَ خبرة عالـي المستوى واسعَ الأفـق. ويبين المؤلف أن «إيسيسكو» تنظر إلى تنمية العالم الإسلامي لمواجهة تحدّيات الألفية، على أنها رسالة حضارية، ومهمة مشتركة، ومسؤولية جماعية، لا يمكن أن ينهض بها طرف دون الأطراف الأخرى المنضوية في العمل الإسلامي المشترك، وأنّ التحدّيات الكبرى التي تواجه الأمة الإسلامية في حاضرها ومستقبلها، تستدعي تضافر الجهود على شتى المستويات، وتوظيف الطاقات والكفاءات في المجتمعات الإسلامية، لمواجهتها بالقدر اللازم من الحكمة والشجاعة والحزم والعزم والتضامن الإسلامي القوي.

ويقول إن مستقبل العالم الإسلامي يُصنَع في قاعات الجامعات ومراكز الدراسات والبحث والاستشراف، وتصوغه العقول المفكرة المبدعة، وتبنيه الإرادات الحية المسؤولة أمام الله سبحانه، ثم أمام ضمائرها وأمام مجتمعاتها، مضيفًا أن هذا هو المستقبل الذي تساهم «إيسيسكو» في صناعته انطلاقًا من اختصاصاتها ومن المهام الحضارية الموكلة إليها وتنفيذًا للأهداف التي يتضمنها ميثاقها.