salem
salem
أعمدة

نوافـذ: مسقط .. ترحب بالقاصي والداني

12 فبراير 2018
12 فبراير 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

يتقاطر بعض زعماء الدول الشقيقة والصديقة إلى السلطنة خلال هذه الأيام وقبلها، وقد يكون لاحقا، ولعل آخرها زيارتا الرئيس المصري ورئيس الوزراء الهندي التي اختتمت امس، الزيارات التي تبرز مكانة السلطنة في محيطها والعالم والتميز الجيوسياسي الذي منح عمان هذه الأفضلية إلى جانب ثبات التعاطي السياسي مع الأحداث والقراءة الواقعية للمجريات.

ورغم انزعاج البعض من ذلك الخط الثابت لتلك السياسة منذ قرابة 48 سنه إلا أنه سرعان ما تتغير تلك الرؤى وتسلم بالواقعية العمانية.

عمان اليوم ليست بعمان الأمس في رصيد رؤيتها السياسية فهي متخمة بالتجارب والتصويب للسياسات العربية بالذات والإقليمية بشكل عام، وما قدمته للعالم في نظرتها للقضايا التي أنهكت العديد من الشعوب. تعمل مسقط على ملفات عدة لحلحلتها وتقريب وجهات النظر، وتبذل جهودا جمة؛ من أجل نشر السلام والوئام على هذا الكوكب.

مجموعة من الأزمات التي تعاني منها المنطقة، وبقاء هذه الأزمات لسنوات يهدد السلم العالمي الذي تنعكس أضراره على سكان الكوكب، وتفرض الكثير من المخاطر على الإقليم وتهدر الإمكانيات وتحد من التقدم نحو المستقبل وتعقد الحلول السلمية وتضاعف من معاناة الإنسان الذي هو هدف التنمية.

الثوابت العمانية أدركت مبكرا أن هذا الإنسان أينما كان هو الرهان في ازدهار الأمم؛ لذلك فمن المهم أن يكون محور السلام. المرحلة الحالية تحتاج إلى تضافر الجهود التي هي تشترك فيها دول الإقليم والعالم، فلم يعد العمل الانفرادي للدول مجديا في القضاء على الظواهر الدخيلة، ولعل مكافحة الإرهاب وتعزيز السلم الأهلي أبرز هذه التحديات لأن هاتين الظاهرتين مع المتغيرات الجديدة وهما عابرتان للقارات.

تشاور العديد من رؤساء الدول مع المقام السامي يأتي من منطلقات متعددة لعل محاورها تشخيص الأوضاع الراهنة إقليميا ودوليا، التعاون بين البلدين، الاستفادة من الخبرات وإمكانيات البلدين، تعزيز التعاون الثنائي.

هذه الزيارات المرتقبة هي ضمن جهود تبذل لإعادة صياغة مستقبل المنطقة ومساعدة الدول التي تعاني من صعوبات سياسية وأمنية، وهذا يحتاج إلى تكاتف الدول في المنطقة التي تشكل مسقط نقطة ارتكاز فيها كونها تحظى بذلك القبول، وتحديد رؤية واضحه لمستقبل الأجيال، وبناء تحالفات في مجالات عدة لا سيما الاقتصادي الذي يمكن أن تفعله الدول بشكل كبير ودعم الاستثمار المتبادل لإيجاد المزيد من الفرص.

والنقاط المشتركة عديدة بين السلطنة وهذه الدول بدءا من المحيط الخليجي ومصر وتركيا وإيران والهند في الجوانب المشتركة، ولعل المحور الاقتصادي والأمني والسياسي أهمها. لذلك فالسلطنة تتشارك مع العديد من الدول في قواسم مشتركة من المؤكد أنها ستعود بنتائج إيجابيه كبيرة على الأجيال.