صحافة

البريطانيون الأوائل بشرتهم سوداء وعيونهم زرقاء

11 فبراير 2018
11 فبراير 2018

شغلت الاكتشافات العلمية الحديثة حول البريطانيين الأوائل الذين عاشوا في العصر الحجري الوسيط الصحف البريطانية خلال الأسبوع الماضي، التي ذكرت أن أسلاف البريطانيين الذين عاشوا في العصر الحجري كانوا من ذوي بشرة داكنة أو سوداء وعيونهم كانت زرقاء.

ونشرت بعض الصحف ومنها «الجارديان» و«ديلي تلجراف» صورة تخيلية على صفحتها الأولى لوجه إنسان من البشر الأوائل في بريطانيا بناء على تحليل جمجمة أقدم هيكل عظمي عُثر عليه عام 1903 في كهف بمنطقة شيدر جورج بمقاطعة سومرست، وهو لرجل من العصر الحجري الأوسط كان صيادا وجامعا للطعام، هاجر أسلافه إلى أوروبا في نهاية آخر عصر جليدي. ويقول العلماء إنه يمكن الآن، وبعد مرور 300 جيل، الربط بين نحو 10% من أصول البريطانيين الأصليين بـ«إنسان شيدر».

صحيفة «ديلي تلجراف» نشرت تقريرا بعنوان «أوائل البريطانيين كانت بشرتهم سوداء وحمضهم النووي باق في أجساد معظمنا»، قالت فيه إن العلماء في متحف التاريخ الطبيعي استخدموا تقنية تحليل جيني رائدة وتقنيات إعادة بناء صورة وجه إنسان شيدر، كشفت فيه عن أنه كان ذا بشرة داكنة بشكل أكثر مما كان يعتقد سابقا.

وتضيف الصحيفة أن هذا الكشف تحقق بعد عثور علماء الآثار في بريطانيا على بقايا الحمض النووي (DNA) لأقدم هيكل عظمي كامل من العصر الحجري الوسيط. وأن هذا الكشف اعتمد على مقارنة الخريطة الجينية لإنسان شيدر الذي عُثر عليه عام 1903 في كهف بمنطقة سومرست، مع متحجرات أخرى من عموم أوروبا.

وتقول الصحيفة أن النتائج التي توصل إليها العلماء تظهر، على عكس الاعتقاد الشائع، أن الأجيال الأولى لسكان بريطانيا تشترك بالكثير في مظهرها مع إنسان العصر الحجري القديم الذي ظهر في أفريقيا.

ومن جانبها نشرت صحيفة «التايمز» تقريرا على صفحتها الأولى بعنوان «أول إنسان حديث في بريطانيا له عينان زرقاوان ... وبشرة سوداء»، أوضحت فيه أن إنسان شيدر، الذي توفي في العشرينيات من العمر قبل أكثر من 9000 عام، يوصف بأنه أول إنسان حديث في بريطانيا، ويؤشر بداية الاستيطان في هذه الجزيرة.

وتشير الصحيفة إلى أن الرؤية السابقة لإنسان شيدر كانت تصوره أبيض البشرة، بيد أن الدراسة التي أجراها متحف التاريخ الطبيعي بالتعاون مع جامعة «لندن كوليج»، والتي تعد أول محاولة لتحديد لون بشرة سكان بريطانيا في العصر الحجري الوسيط باستخدام تحليل الحمض النووي، خلصت إلى أن صبغة الجلد الفاتحة لم تتطور لدى سكان أوروبا الشمالية إلا في فترة متأخرة أكثر مما كان يعتقد بكثير.

وتشرح الصحيفة أن البحث استند على كشوف علمية سابقة أشارت إلى أن سكان جنوب أوروبا كانت صبغة بشرتهم داكنة إلى ما قبل 7000 سنة، وأن العلماء يعتقدون أن صبغة الجلد الفاتحة قد تطورت لدى البشر الذين عاشوا في المناطق التي تتميز بمستوى منخفض من شعاع الشمس كي تسمح لجلودهم بتكوين المزيد من فيتامين دي المعتمد على شعاع الشمس.