العرب والعالم

كيم جونغ أون يدعو نظيره الجنوبي إلى قمة في بيونج يانج

10 فبراير 2018
10 فبراير 2018

مسيرة مناهضة لكوريا الشمالية في سول  -

سول - (أ ف ب - د ب أ): دعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أمس رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان الى قمة في بيونج يانج في وقت حذرت فيه واشنطن من التقارب الذي تقوم به كوريا الشمالية مع سول بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية.

ونقلت الدعوة كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي التي تزور سول بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية التي افتتحت الجمعة بحسب متحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية.

وكيم مستعد للقاء مون «في أقرب فرصة» لكن الأخير لم يرد على الفور على هذه الدعوة.

ومثل هذه القمة، في حال حدوثها، ستكون الثالثة من نوعها بعد لقاءين بين كيم جونغ ايل والد كيم والكوريين الجنوبيين كيم داي-جونغ وروه مو-هيون في عام 2000 و2007 في بيونج يانج.

لكن ذلك قد يؤثر على العلاقات بين مون المؤيد للحوار مع الشمال والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان يتبادل الشتائم الشخصية والتهديدات مع كيم حتى فترة ليست ببعيدة.

وتصر واشنطن على انه يتعين على بيونج يانج أن تثبت قبل أي مفاوضات أنها مستعدة لنزع الأسلحة النووية في وقت يعلن فيه كيم جونغ أون أن بلاده باتت «دولة نووية».

وبعد صمت دام لأشهر حول مشاركة الشمال في الألعاب الأولمبية في بيونج تشانج، تبين أن هذه الدورة كانت مناسبة للتقارب بين الكوريتين.

وفي إطار هذا التقارب أرسلت بيونج يانج إلى الجنوب رياضيين وفنانين ومشجعات ووفدا رفيع المستوى.

واستقبل رئيس كوريا الجنوبية على الغداء كيم يونغ نام الرئيس الفخري لكوريا الشمالية ويعد أكبر مسؤول من هذا البلد يزور الجنوب.

حوار مع واشنطن؟

شاركت في الغداء أيضا كيم يو جونغ أول فرد من الأسرة الحاكمة في الشمال يزور الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية.

وقالت لرئيس كوريا الجنوبية بعد أن سلمته رسالة شخصية من شقيقها «نأمل في أن نراكم سريعا في بيونج يانج» بحسب السلطات الكورية الجنوبية.

وأضافت «نود أن يصبح الرئيس مون طرفا في فصل جديد لتحقيق التوحيد ليصبح هذا الحدث تاريخيا».

وشبه الجزيرة الكورية مقسمة منذ نهاية الحرب في 1953.

وباتت كوريا الجنوبية الاقتصاد الـ11 في العالم في حين لا تزال كوريا الشمالية تعيش في فقر.

ويأتي الاقتراح بعد عامين من التوتر الشديد في شبه الجزيرة.

ونفذ الشمال في سبتمبر تجربته النووية السادسة وأطلق صواريخ باليستية قادرة على إصابة الأراضي الأمريكية.

وقد يجد مون نفسه في وضع دبلوماسي دقيق بسبب العرض الكوري الشمالي.

لكنه لم يعط ردا فوريا بحسب المتحدث باسمه وطلب أن تتوفر «الشروط المناسبة» لذلك.

ودعا الشمال إلى البحث عن فتح «حوار يعد ضروريا» مع واشنطن.

دبلوماسية الأطباق التقليدية

وبحسب المحللين يسعى الشمال، الذي استعرض صواريخه الباليستية العابرة للقارات الخميس خلال عرض عسكري، من خلال حملته بمناسبة الألعاب الأولمبية الشتوية إلى الحصول على خفض للعقوبات الدولية.

كما يريد أن يضرب العلاقة بين سول وواشنطن.

ويشككون في انعقاد القمة وهو أمر مستبعد «في المستقبل القريب» كما قال كوه يو-هوان الأستاذ في جامعة دونغوك.

وقال لفرانس برس «إن اقتراح كيم يقوم على أن يحتفظ الشمال بأسلحته النووية مع إجراء تقارب مع الجنوب». وأضاف «الشمال غير مهتم بحوار حول نزع الأسلحة».

وخلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية لم يحصل أي تفاعل بين نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس والوفد الكوري الشمالي بحسب السلطات الأمريكية.

وكتب بنس في تغريدة «ان الولايات المتحدة لن تسمح بأن تبقى مهزلة الدعاية الكورية الشمالية دون رد على الساحة الدولية».

وأضاف «لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي أمام قمع نظام كيم وتهديداته».

وكرر نائب الرئيس انه سينقل رسالة في غاية الحزم في حال التقى مسؤولا كوريا شماليا.

وقال «قبل أي حوار على بيونج يانج أن تتفاوض بشأن ترسانتها النووية».

لكن الأجواء كانت اكثر حرارة حول مأدبة الغداء حيث تم تقديم الطبق الكوري التقليدي بطريقتي التحضير الكورية الشمالية والجنوبية.

في الأثناء نظم نحو 800 متظاهر مناهضين لكوريا الشمالية مسيرة وسط سول أمس حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، حيث قاموا بتمزيق صور الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، وعلم بلاده الأحمر فيما قاموا بمسيرة ضد مشاركة بيونج يانج في الأولمبياد الشتوية. وذكرت وكالة أنباء يونهاب أن بعض المتظاهرين رفعوا علما ممزقا للوحدة الكورية -الذي استخدمه الرياضيون الكوريون الشماليون والجنوبيون خلال دخولهم المشترك مراسم الافتتاح لدورة الألعاب- وحملوا أيضا لافتات تقول «(الرئيس) مون جاي إن اخرج».

وأضافت وكالة يونهاب: إن الشرطة تمكنت من منع متظاهرين حاولوا حرق علم كوريا الشمالية الوطني.

ونقلت يونهاب عن منظمي المظاهرة: «هناك فصيل يحاول تحويل ذلك البلد لشيوعي. إذا لم نوقف هذا، فسوف يتم تجوعينا وتعذيبنا حتى الموت تحت حكم كيم جونج أون».

في سياق مختلف أعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي، عن أمله في إقامة ما وصفه بـ«الصداقة الحقيقية» مع اليابان، بيد انه قال: إنه يتعين على اليابان أن تنظر أولا إلى التاريخ المشترك للدول. وفى قمة ثنائية مع رئيس الوزراء اليابانى شينزو ابي، دعا مون إلى بذل جهود للمساعدة على إقامة علاقات تتطلع للمستقبل بين البلدين،بحسب وكالة يونهاب للأنباء الكورية الجنوبية.

وقال مون «إنني اعتزم العمل مع رئيس الوزراء من اجل إقامة تعاون موجه نحو المستقبل بينما ننظر إلى التاريخ بشكل دقيق».

وتأتي القمة الثنائية التي تعد الثالثة من نوعها منذ تولى مون منصبه في مايو من العام الماضي.

من جهته أعرب الرئيس الكوري الجنوبي عن استعداده لاستئناف ما يعرف عادة بالدبلوماسية المكوكية التي يقوم فيها زعماء كوريا الجنوبية واليابان بزيارات متكررة لبعضهم البعض لإجراء محادثات ثنائية.

وكان قد تم تعليق هذه الزيارات منذ أواخر عام 2015 عندما وقع البلدان اتفاقا مثيرا للجدل لتسوية قضية الاسترقاق من جانب اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.

واتفقت الإدارة المحافظة السابقة في سول في عهد الرئيسة السابقة المخلوعة باك كون هيه على تسوية القضية «في النهاية وبشكل لا رجعة فيه» مقابل 10 مليارات ين ياباني - 9.16 مليون دولار أمريكي.

وقال مون: إن إدارته لا تستطيع قبول الاتفاق، على الرغم من أنها لن تسعى إلى إعادة التفاوض.