كلمة عمان

تقدير دولي لجهود السلطنة ومصداقيتها

10 فبراير 2018
10 فبراير 2018

إذا كان من المعروف أن مهام المبعوثين الدوليين، ومبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة للعمل على حل هذا النزاع أو ذاك، بوجه خاص، تتيح لهؤلاء المبعوثين فرصة كبيرة للتعرف والعمل والتفاعل مع مواقف ورؤى الأطراف المختلفة، سواء الضالعة مباشرة في النزاع، أو تلك المعنية به والمهتمة بالعمل على إنهائه بالطرق السلمية، فإن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، والذي تنتهي مهمته التي امتدت نحو ثلاث سنوات، أتاحت له فرصة التعرف والعمل والتفاعل عن قرب، مع رؤية السلطنة ومواقفها، ومع مساعيها الحميدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - من أجل وضع حد للحرب في اليمن والتوصل إلى حل سلمي، يوقف معاناة الشعب اليمني الشقيق، ويفتح الطريق أمامه، لإعادة بناء حاضره ومستقبله على النحو الذي يحقق مصالحه ومصالح أجياله المتتابعة. ومع انتهاء مهمة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ليحل محله المبعوث الجديد، فإن كلمات وآراء إسماعيل ولد الشيخ تظل على جانب كبير من الأهمية، خاصة بالنسبة لجهود وفرص الحل السلمي في اليمن.

وفي هذا الإطار فان إشادة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، بدور حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - شخصيا من أجل إنهاء الحرب في اليمن الشقيق والتوصل إلى تحقيق تسوية سلمية شاملة للصراع، تنطوي على دلالات عديدة، سواء حيال ما يجري في الجمهورية اليمنية الشقيقة من أحداث وتطورات، أو حيال الجهود والمساعي المبذولة للتوصل إلى حل سلمي، أصبح يمثل ضرورة ملحة على كل المستويات، وفي مقدمتها الشعب اليمني الشقيق، وأمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية.

وعندما يؤكد المبعوث الدولي أنه لمس خلال فترة عمله «دور السلطنة المهم والمعتدل في المنطقة، واحتفاظ السلطنة بمصداقيتها مع الجميع، ودورها الحيادي والإيجابي» فإن ذلك يعزز في الواقع ما تحظى به السلطنة وقيادتها الحكيمة من تقدير دولي رفيع ، تكوّن وترسخ وامتد على مدى العقود والسنوات الماضية، بفضل بعد نظر سياسات السلطنة ومواقفها، والمبادئ الثابتة التي تستند إليها، وهي معروفة على كافة المستويات رسمية وشعبية أيضا. وبينما أشار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إلى ما قدمته وتقدمه السلطنة للشعب اليمني الشقيق في مجالات وعلى مستويات عدة، فإنه حذر أيضا من تفاقم الأزمة والمعاناة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء الشعب اليمني الشقيق، والتي وصفها بالوضع «المأساوي والكارثي»، ومن ثم ضرورة التوصل إلى حل سلمي والعودة إلى مائدة المفاوضات، وتقديم التنازلات الضرورية من جانب الأطراف اليمنية وكافة الأطراف المعنية، حتى يمكن التوصل إلى حل سلمي، حيث يواصل المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن تلك الجهود، ولعله يجد مزيدا من التجاوب الصادق معه، من جانب الأطراف المختلفة.