صحافة

القدس: إغلاق الأبواب السياسية يؤدي الى التصعيد والانفجار

09 فبراير 2018
09 فبراير 2018

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: إغلاق الأبواب السياسية يؤدي الى التصعيد والانفجار، جاء فيه: لم تترك حكومة نتانياهو وإدارة الرئيس ترامب أية فرصة حقيقية للانفراج وتحقيق السلام المنشود.

إسرائيل تمعن في الاستيطان ومصادرة الأرض والتوسع والتأكيد بكل الوسائل أنها لن تسمح بأية سيادة على الأغوار والحدود الفلسطينية مع أية جهة وأنها ستكون هي صاحبة «هذه السيادة». إدارة الرئيس ترامب تدعم إسرائيل قولاً وفعلاً سواء فيما يتعلق بالقدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل، أو بالضغوط التي لا تتوقف على السلطة الفلسطينية، سواء بقطع المساعدات أو القول بأننا لا نريد السلام ولا المفاوضات، والأحاديث المتكررة عن «صفقة القرن» التي يتحدثون عنها.

على المستوى العربي لا شيء سوى البيانات والإدانات العلنية وخلف الأبواب المغلقة هناك تقارير متعددة وإن كانت غير رسمية، تؤكد توافق بعض الدول العربية مع المواقف الأمريكية وحتى الإسرائيلية لمواجهة ما يسمونه الخطر «الشيعي الإيراني». وعلى المستوى الدولي نجد تعاطفا كثيرا معنا بدون أية خطوات عملية نحو التسوية أو الحل السياسي وكان حديث الرئيس أبو مازن في مؤتمر القدس عاصمة الشباب الإسلامي واضحا، حيث قال ان الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت حتى الآن 750 قرارا كما ان مجلس الأمن اتخذ 86 قرارا حول القضية دون ان تلتزم إسرائيل بأي قرار منها.

إزاء هذه الأوضاع نجد المستوى السياسي وبلسان الرئيس نفسه يؤكد ثبات المواقف ورفض أية تنازلات أو استسلام للضغوط.

ونجد الشعب الفلسطيني ينتفض دفاعاً عن حقوقه ورفضا لكل ممارسات الاحتلال.

بالأمس كانت الجماهير الفلسطينية تشيِّع جثامين الشهداء من جنين شمالا مرورا بنابلس وانتهاء بالخليل جنوبا..وقد ارتقى منذ قرار ترامب المشؤوم حول القدس عشرات الشهداء واعتقلت القوات الإسرائيلية المئات من المواطنين.

ومعظم هؤلاء الذين ضحوا من أجل الوطن هم من الشباب الذين ولدوا حتى بعد أوسلو وتحت نير الاحتلال... وفي هذا عظة كبيرة لمن يريد ان يفهم ويدرك الحقائق، ان شعبنا الذي يقدم التضحيات منذ عقود كثيرة لن يستسلم ولن يرضخ وسيظل يدافع عن حقوقه وتطلعاته وأرضه ووطنه، وأمام هذه الأبواب المغلقة سياسيا وهذه الغطرسة الإسرائيلية والانحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل، وأمام أصالة شعبنا واستعداد أجياله المتلاحقة للدفاع عن النفس، فإن القادم ينذر بانفجار كبير سواء بالضفة التي ينتفض أبناؤها أو بغزة التي هي الأخرى تواجه حالة من الاختناق السياسي والمعيشي... وأية توقعات أخرى تبدو باهتة... ومن واجب المجتمع الدولي ومن مسؤولية أمريكا أولا، البحث بجدية عن حلول مقبولة ومعقولة..بدل السير في ركاب الأسوأ المحتمل.