صحافة

الحياة الجديدة: قلم الرئيس أبومازن

09 فبراير 2018
09 فبراير 2018

في زاوية مقالات وآراء كتب موفق مطر، مقالاً بعنوان: سؤال عالماشي- قلم الرئيس أبو مازن، جاء فيه: (الله الغني)..(نحن أصحاب القرار وهذا القلم هو الذي يوقع، لا أحد يوقع نيابة عنا). الفلسطينيون أغنياء بأرضهم المقدسة، وبقدسهم، أغنياء بإرثهم وماضيهم وحاضرهم النضالي، وأغنياء بوحدتهم الوطنية وتعاضدهم وتماسكهم وثباتهم وصمودهم، أغنياء برغيف خبز يتقاسمونه حتى لا يذل ضعيف أو جائع، وحتى لا تهان كرامة مواطن في وطنه.

الله الغني..أما دونالد ترامب رئيس امبراطورية المال والدولار في العالم فإنه فقير حتى لو تحولت جبال بلاده وصارت ذهبا.

الغني هو الذي يجسد ويكرس قيم العدل والحرية والسلام، أما المستكبر المنحاز للظالمين فإنه فقير حتى لو امتلك أشد الأسلحة فتكا، فالتاريخ يكتب بقلم الأخلاق والفضيلة، والمعدوم هو الذي يعتقد بقدرة شيطانه الكامن في نفسه على أخذ ما يريد من العالم بالشيطنة والغدر والإرهاب.

الله الغني، يمد عباده بصبر عظيم لا يدركه القاصرون المتمترسون في خنادق الاستعباد، المتخلفون عن قطار تقدم الفكر الإنساني وتطوره، حتى لو بدا انهم عند الديمقراطية والحرية عاكفون، فهؤلاء جاهليون يعبدون أصناما، قدموها على الإنسان وكيانه المقدس، انهم كذلك لأنهم ما زالوا يعتقدون بقدرتهم على شراء وبيع أبناء آدم، من مجتمعات وشعوب ودول ومنظومة أممية.

الله الغني قالها الرئيس أبو مازن الثلاثاء الماضي في احتفالية القدس عاصمة الشباب الإسلامي 2018، ونعتقد أن الرسالة قد بلغت دونالد ترامب في البيت الأبيض بواشنطن، ومندوبته في مجلس الأمن نيكي هيلي اللذين يهددان بقطع أموال المساعدات، كانت حكومات واشنطن السابقة قد تطوعت لتقديمها لنا في إطار تعزيز العملية السياسية، ودفع الاتفاقات للانطلاق من بوابات السلام.

لا يستطيع أحد منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من التراجع عما قرره رؤساء سابقون للولايات المتحدة الأمريكية، لكن واحدا في العالم لا يستطيع اخضاعنا، أو إذلالنا، أو مجرد التفكير بمساومتنا على حريتنا واستقلالنا، أو على قدسنا، فالقدس عاصمة فلسطين التاريخية والأبدية، هي روح هويتنا، وشخصيتنا الوطنية، كما ان واشنطن وباريس ولندن وموسكو وطوكيو وبرلين وكل عاصمة في دول العالم هي قدس أقداس الكيانية السياسية لأي شعب في هذا العالم. إذا قبل دونالد ترامب ببيع واشنطن، فإننا نحن الفلسطينيين سنعرض عليه ثمن قدسنا، وان كنا نعتقد انه لا يستطيع تأمين الثمن، فهو يحتاج الى إبادتنا نحن الصامدين هنا، وإبادة اكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في دول العالم، وإبادة ثلاثمائة مليون عربي، وألف مليون مسلم وتحديدا من فئة الشباب، وآلاف المسيحيين الذين يحجون الى بقاعها المقدسة، واقتلاع مهد المسيح ومغارة قيامته والمسجد الأقصى، وشحنهم في مركبة أبولو الى كوكب نيوتن، حينها سيتمكن من الاستيلاء على القدس وتقديمها للمستوطنين المستخدمين جنودا في حملته الاستعمارية.

ما بين قلم رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس، وقلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فارق عظيم، بواقع مائة وثمانين درجة، فهنا قلم الرئيس الإنسان، رئيس السلام، رئيس الشعب المناضل من أجل الحرية، رئيس شعب حضاري، وابن أرض مقدسة يعرف ويعتقد كل المؤمنين في العالم أنه كذلك، أما قلم ترامب، فهو قلم الرئيس الذي وقع (بخطه المسخم) على واقعة اغتصاب تاريخية، فصار وبمنطق القانون قلم رئيس أعداء الإنسان، قلم رئيس الحرب، وقلم رئيس منظومة الاستكبار والاستعباد.

قلم الرئيس محمود عباس لا يوقع إلا وثيقة الحرية والاستقلال، ومن يعتقد بغير ذلك فليس عليه إلا كسر كل أضلاع الشعب الفلسطيني، التي هي كل ضلع في صدر فلسطيني أو فلسطينية سيتحول الى قلم للإمضاء على سجلات الكفاح حتى يوقع الشعب كله وثيقة الحرية والاستقلال.