1245905
1245905
الاقتصادية

الغاز العمانية تنبه إلى مخاطر عدم الالتزام بإجراءات سلامة إحرامات خطوط الغاز

09 فبراير 2018
09 فبراير 2018

أهمية الغاز الطبيعي في دعم تنمية الصناعات وتلبية احتياجات الطاقة -

كتب – سيف بن زاهر العبري -

أكد عدد من المختصين بشركة الغاز العمانية على أهمية مرافق الغاز باعتبارها ممتلكات وطنية يجب على الجميع التعاون في المحافظة عليها، لما للغاز الطبيعي من أهمية قصوى في دعم تنمية الصناعات وتلبية احتياجات السلطنة من الطاقة، منوهين إلى التحديات التي تواجه الشركة في عدم التزام البعض بإجراءات سلامة إحرامات خطوط الغاز الطبيعي، وتجاوزات شركات المقاولات والاتصالات والكهرباء و المياه عند تخطيط وإقامة المشروعات دون أخذ التصاريح اللازمة، ومؤكدين على أهمية دور المجتمع لمنع هذه التجاوزات وحماية الجميع من المخاطر المحتمل وقوعها في أي لحظة. جاء ذلك في ندوة سلامة مرافق الغاز التي نظمتها شركة الغاز العمانية بفرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الداخلية، تحت رعاية سعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد بن هلال السعدي محافظ الداخلية بحضور عدد من أصحاب السعادة ولاة الداخلية ومديري المؤسسات الحكومية والأهلية. حيث رتل سيف بن محمد الشعيلي آيات عطرة من الذكر الحكيم، ثم ألقى سلطان بن أحمد البرطماني القائم بأعمال المدير العام التنفيذي كلمة قال فيها: تأسست شركة الغاز العمانية في عام 2000م بموجب المرسوم السلطاني رقم 78/‏‏2000م الذي منحها حق الامتياز لامتلاك وإنشاء وصيانة وتشغيل مرافق الغاز الطبيعي في السلطنة.

وتفتخر الشركة بسجلها الحافل في السلامة والأداء البيئي، من خلال بناء ثقافة عامة في مجال السلامة وإدارة أصول الشركة التي تضمن الدقة والانضباط في كافة العمليات، حيث إن ثقافة السلامة تستمد من مفهوم أن كافة الحوادث يمكن الوقاية منها حيث يتم تحديد أولويات الشركة بوضوح ومواءمة مع الأولويات الفردية والأهداف المرسومة للشركة، وأن كل موظف يتخذ القرارات القائمة على أسس السلامة الصحيحة. وتأتي أهمية الندوة والتي تحمل عنوان « طاقة آمنة لغد مزدهر» كون قطاع الغاز هو الركيزة الأساسية والرافد الرئيس للاقتصاد في السلطنة، وخصوصا أننا مقبلون على عدة مشروعات حيوية واستراتيجية تهدف إلى النهوض بالصناعة في مختلف المجالات. وفي هذا الشأن تبذل شركة الغاز العمانية جهودا حثيثة بالتعاون مع الجهات المعنية في سبيل ضمان وفرة الغاز واستدامته للمنشآت الاقتصادية والمرافق الصناعية في السلطنة. ومن منطلق الأهمية الاقتصادية لهذه المرافق الحيوية يتوجب علينا جميعا كمشغلين ومؤسسات حكومية وخاصة ومجتمع محلي العمل يدا بيد والتعاون من أجل سلامة هذه المرافق فهي الوقود المستدام لازدهار وطننا العزيز.

الأهمية الاقتصادية لمرافق الغاز

بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة، حيث قدم منصور بن علي العبدلي مدير عام العمليات عرضا مرئيا حول الشركة والأهمية الاقتصادية لمرافق وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي، فقال: تأسست شركة الغاز العمانية في عام 2000 م بين حكومة السلطنة ممثلة بوزارة النفط والغاز بنسبة 80% وشركة النفط العمانية بنسبة20%، بهدف نقل وإمداد الغاز الطبيعي إلى القطاعات الاقتصادية المختلفة في السلطنة. وبموجب المرسوم السلطاني رقم 78/‏‏‏2000 تم منحها حق الامتياز لامتلاك وإنشاء وصيانة وتشغيل مرافق الغاز الطبيعي في السلطنة. وفي عام 2013 تم امتلاكها من قبل شركة النفط العمانية بنسبة 100% ، ويجري حاليا إعادة هيكلة الشركة لتصبح شركة محورية تعنى بتطوير المنشآت والبنى التحتية في مجال الطاقة. وتتمثل أنشطة الشركة في خدمة إدارة المشروعات ونقل وتوزيع الغاز الطبيعي، وتتمثل الأهمية الاقتصادية للغاز الطبيعي في دعم تنمية الصناعات، وتلبية احتياجات السلطنة من الطاقة من خلال توفير الوقود الذي يساهم في تشغيل محطات الكهرباء والمصانع، والمساهمة في تعزيز نمو إجمالي الناتج المحلي وفي إيجاد فرص عمل للكوادر العمانية. وقد نمت إمدادات الغاز من 3 مليارات متر مكعب عام 2000م إلى 18 مليار متر مكعب عام 2016م. ويشكل قطاع الطاقة وتحلية المياه 54% من نسبة استهلاك الغاز الطبيعي وقطاع عمليات النفط 18% والقطاعات الصناعية والتجارية 28%. وتحديث المواقع الجغرافية لمشروعات الشركة واستثماراتها، ففي صحار يتم نقل أكثر من ٥٫٩ مليار متر مكعب قياسي من الغاز الطبيعي، مع وجود٤ محطات لإمداد الغاز للقطاع الصناعي 50% ومحطات الكهرباء 50%. وفي مسقط يتم نقل أكثر من 4٫6 مليار متر مكعب قياسي من الغاز الطبيعي، وهناك 6 محطات لإمداد الغاز للقطاع الصناعي 12% ولمحطات الكهرباء %88، وفي صور يتم نقل أكثر من 0٫9 مليار متر مكعب قياسي من الغاز الطبيعي، مع وجود محطة واحدة لإمداد الغاز لقطاع الكهرباء، وفي فهود يتم نقل أكثر من 0٫8 مليار متر مكعب قياسي من الغاز الطبيعي، مع 4 محطات لإمداد الغاز للقطاع الصناعي 5% ولمحطات الكهرباء 50%، ولدعم عمليات استخراج النفط 45%- ، إلى جانب مد خط أنابيب الغاز لمشروع استخلاص سوائل الغاز الطبيعي التابع لشركة أوربك. وفي محافظة مسندم توجد محطة مسندم للطاقة المستقلة ، وكذلك في صلالة يتم نقل أكثر من 2٫2 مليار متر مكعب قياسي من الغاز الطبيعي، مع 4 محطات لإمداد الغاز للقطاع الصناعي 62%، ولمحطات الكهرباء 8٪، كذلك مشروع صلالة للغاز البترولي المسال. وفي الدقم هناك مشروع إمداد الغاز إلى منطقة الدقم الاقتصادية، إلى جانب أعمال الشركة العمانية للصهاريج، وشركة مرافق المركزية، كذلك في نمر يتم نقل أكثر من 2٫8 مليار متر مكعب قياسي من الغاز لدعم عمليات استخراج النفط، ومحطة واحدة لإمداد الغاز لقطاع النفط.

سلامة مرافق وخطوط الغاز

ثم قدم سعيد بن ناصر الشعيلي مشرف إحرامات خطوط الغاز عرضا مرئيا حول سلامة مرافق وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي، فقال: بناء على المرسوم السلطاني رقم 8/‏‏‏2011م تم تحديد منطقة إحرامات خطوط أنابيب النفط والغاز بعرض 25 مترا على جانبي خط الأنابيب وتستخدم من أجل توفير حاجز وقائي لخطوط الأنابيب والمعدات المرتبطة به وذلك لمواجهة أي ضرر خارجي، تتيح الدخول لطواقم ومعدات صيانة خط الأنابيب، وتمكين العامة من التعرف على مسار خطوط الأنابيب للحد من تعرضهم للمخاطر المحتملة المرتبطة بالأنابيب ذات الضغط. فغير مصرح إقامة أي أعمال في منطقة الإحرامات إلا بتصريح من قبل شركة الغاز العمانية، ويصرح للجهات الحكومية شق الطرق وإقامة الجسور وقنوات المياه والصرف الصحي وأسلاك الكهرباء وغيرها بعد موافقة وزارة النفط والغاز واستلام المواصفات الفنية من شركة الغاز العمانية ويتم الإشراف على هذه الأعمال من قبل المختصين بالشركة. وتحدث حول لوائح ومؤشرات خطوط الأنابيب حيث جرى تركيب مؤشرات وأنظمة خطوط الأنابيب، واللوائح الإرشادية، واللوائح التحذيرية، وحواجز السلامة على طول خط الأنابيب للفت الانتباه و تحذير الناس. وتشير اللائحة الأولى إلى حجم و مسار خط الأنابيب، كما توضح اللائحة الثانية أرقام هواتف الطوارئ للإبلاغ عن أية حادثة قد تلاحظها، وتحتوي اللائحة الثالثة على معلومات متعلقة بموقع كل لائحة، واللوائح مرمزة بعدة ألوان فالنفط الخام بلون أحمر والغاز الطبيعي بلون أزرق والماء بلون أخضر.

أبرز التحديات

كما تحدث الشعيلي حول أبرز التحديات التي تواجهها الشركة في الإحرامات، حيث تتمثل التحديات في عدم التزام البعض بإجراءات سلامة إحرامات خطوط الغاز الطبيعي. كذلك تجاوزات المجتمع المحلي مثل الإزالة المتعمدة للغطاء الترابي لإقامة بعض الطرق غير المصرحة، وفقدان اللوائح الإرشادية وبعض ممتلكات الشركة، ووقوف السيارات بداخل إحرامات الغاز، ورمي أو حرق المخلفات وحفر آبار المياه، والبناء المؤقت كإقامة عزب للمواشي، وتنظيم الرحلات وما يصحبها من القيام بالشيّ، واستخدام طرق تفتيش إحرامات خطوط الغاز من عامة الناس مما يعيق فرق الصيانة. كما تواجه الشركة تجاوزات شركات المقاولات وشركات الاتصالات والكهرباء و المياه منها تخطيط وإقامة المشروعات دون أخذ التصاريح اللازمة من قبل شركة الغاز العمانية، واستخدام طرق تفتيش إحرامات خطوط الغاز ورمي مخلفات المباني ومخلفات المشروعات داخل إحرامات الأنابيب، وعبور المعدات والشاحنات في مسار إحرامات أنابيب الغاز وعدم استخدام المخارج الخاصة بها، ونقل الغطاء الترابي لأنابيب الغاز، وشق طرق للعبور فوق الأنابيب للمشروعات من غير تصريح ودون اتخاذ إجراءات الحماية اللازمة لها. إلى جانب

تجاوزات بعض الجهات الحكومية، منها تخطيط وإقامة المشاريع دون أخذ التصاريح اللازمة من قبل شركة الغاز العمانية، وتوزيع المخططات السكنية بالقرب من أنابيب الغاز وتداخل بعض الأراضي مع إحرامات خطوط الغاز، وعدم وجود تنسيق بين الجهات الحكومية بعد توزيع المخططات من أجل إيجاد طرق للمداخل والمخارج لهذه المخططات، مما يؤدي إلى استخدام المواطنين لإحرامات أنابيب الغاز والعبور من فوقها، وعدم متابعة المخالفين في رمي مخلفات المباني ومخلفات المشاريع داخل إحرامات الأنابيب.

حماية أنابيب الغاز

بعد ذلك تناول دور الشركة لمنع هذه التجاوزات وحماية أنابيب الغاز من المخاطر من خلال إقامة برامج و ندوات توعوية للجهات و المؤسسات الحكومية والخاصة وللقاطنين في الولايات الواقعة على مسار خطوط الغاز، ووضع خطط الإخلاء والإنقاذ المناسبة ومعالجة الأضرار البيئية والأمنية الناتجة من أيّ حادث في منشآت خط الأنابيب، والإشراف التام على المشروعات بداخل إحرامات خطوط الغاز وذلك لضمان سلامة مواقع العم، وعمل زيارات ميدانية للمشروعات الحديثة على خطوط الغاز وذلك من أجل وضع دراسة فنية، وإجراء الصيانة الدورية لأنابيب الغاز الدعم الميداني في حالات الطوارئ، ودراسة دورية لتأثير مسار خط الأنابيب على أنشطة المجتمع، وتحديد الإجراءات الضرورية لمنع حدوث أيةّ أعمال تخريبية تعرض القاطنين للخطر، وتسيير دوريات يومية تقوم بعمليات تفتيش منتظمة على إحرامات خطوط الغاز والمرافق التابعة للشركة. مؤكدا على أهمية دور المجتمع لمنع هذه التجاوزات وحماية أنفسهم و أنابيب الغاز من المخاطر بمعرفة مواقع مرور أنابيب الغاز والابتعاد عنها، وعدم إقامة أية حفريات أو أعمال إنشائية بدون تصريح، والإبلاغ عن أية أعمال أو حفريات غير مصرحة داخل الإحرامات، وعدم إقامة الرحلات والشي في إحرامات خطوط الغاز. وفي ختام فعاليات الندوة أقيم معرض مصاحب حيث تعرف راعي الندوة والحضور على محتوياته وما يتضمنه من معلومات مفيدة.