المنوعات

مستقبل صواريخ «فالكون هافي» بعد نجاح أول رحلة

08 فبراير 2018
08 فبراير 2018

واشنطن ـ (أ ف ب) : أثارت شركة «سبايس إكس» الأمريكية الخاصة حماسة كبيرة بعد نجاحها في إطلاق سيارة مديرها إلون ماسك إلى الفضاء باتجاه المريخ على متن أقوى صاروخ في العالم.

وإثر هذا النجاح في إطلاق «فالكون هافي» أقوى صاروخ عرفه تاريخ غزو الفضاء منذ رحلات أبولو إلى القمر، تدور التساؤلات حول الفوائد التي يمكن أن يجلبها هذا الصاروخ.

ما هو أكيد أن «فالكون هافي» سيُستخدم في إطلاق الأقمار الاصطناعية الثقيلة جدا، فهو قادر على حمل 64 طنا إلى مدار الأرض، أي ضعف ما يحمله أقوى صاروخ منافس، وهو الصاروخ «دلتا 4 هافي».

ووضع الصاروخ «فالكون هافي» سيارة مدير الشركة ومؤسسها إلون ماسك في الفضاء.

وكان الهدف من ذلك أن يظهر لزبائنه أنه قادر على وضع أي شيء يريدونه في أي مكان.

وبفضل قدرة «سبايس إكس» على استرجاع صواريخها القاذفة لاستخدامها مجددا، صارت رحلاتها أرخص كلفة من المنافسين.

وتبلغ تكاليف عملية الإطلاق 90 مليون دولار، وهي أقل بثلاثة أضعاف من أقرب المنافسين لها.

وتقول إيزابيل فيرجيه الباحثة في وكالة الفضاء الفرنسية والمتخصصة في السياسات الفضائية «مع استعادة الصواريخ القاذفة، ستنخفض التكاليف أكثر فأكثر كلما ازداد عدد عمليات الإطلاق».

وقد نجح «فالكون هافي» حتى الآن في إثارة اهتمام الزبائن، مثل مجموعة «عربسات» للاتصالات في البلدان العربية، وسلاح الجو الأمريكي.

في البدء، كانت «سبايس إكس» تعتزم أن يكون عدد صواريخ «فالكون هافي» المطلَقة موازيا تقريبا لعدد صواريخ «فالكون 9»، لكن يبدو أن ذلك لن يتمّ وأن عدد الصواريخ الكبيرة المطلقة سيكون أقل من الصغيرة بمرتين إلى ثلاث مرات.

والشركة على ثقة أن صاروخها الثقيل يسدّ حاجة في السوق، لكنها تقرّ أن توقعاتها كانت أكبر من ذلك.

وتقول مديرتها العامة جوين شوتويل «هناك جزء من السوق التجاري يحتاج لصواريخ فالكون هافي.

السوق موجود ومستقر لكنه أصغر بكثير مما كنا نعتقد». قبل سنة تماما، أعلنت «سبايس إكس» أنها وقّعت عقدا مع مسافرَين لتنفيذ رحلة إلى مدار القمر والعودة إلى الأرض، في نوع من المهمات الفضائية لم يُنفّذ منذ زمن مهمات أبولو التي كان آخرها في السابع عشر ديسمبر من عام 1972. وستنفذ هذه الرحلة على متن مركبة من طراز «دراغون 2» من تصميم «سبايس أكس». و(دراغون 2) المأهولة هي طراز محدّث من مركبات «دراغون» التي يقتصر دورها على نقل المؤن والمعدات إلى محطة الفضاء الدولية في مدار الأرض، وستنطلق المركبة المأهولة مدفوعة بالصاروخ الثقيل «فالكون هافي». وتتجه الأنظار إلى قطاع السياحة الفضائية، وهو سوق ناشئ يرى البعض أنه سيكون واعدا وخصوصا بسبب تخفيض تكاليف الإطلاق.

لكنه سيكون لوقت طويل مقتصرا على أثرى الأثرياء.

وحُدد موعد لرحلة القمر في أواخر عام 2018، لكن «سبايس إكس» ما زالت متكتمة حول تفاصيله والمراحل التي بلغتها الاستعدادات له.

و(سبايس إكس) ليست الجهة الوحيدة الراغبة في الوصول إلى القمر، ففي ديسمبر من عام 2017 طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) العمل على إنشاء قاعدة على سطح القمر تمهيدا لرحلة إلى المريخ في الثلاثينات من القرن الحالي.

يقول إلون ماسك إن استيطان المريخ هو الهدف الحقيقي له، وإن «فالكون هافي» ليس سوى خطوة في هذا المسار الكبير.