العرب والعالم

الآلاف في قطاع غزة يطالبون برفع الحصار

08 فبراير 2018
08 فبراير 2018

تفاقم الوضع الصحي وتردي الأحوال المعيشية -

رام الله -عمان -

شارك الآلاف من الفلسطينيين، أمس في مسيرات عدة ووقفات، احتجاجا على تفاقم الوضع الصحي وتردي الأحوال المعيشية في قطاع غزة، مطالبين في الوقت ذاته العمل على رفع المعاناة وإلغاء العقوبات المفروضة عليه بشكل كامل، وتوفير حياة كريمة للمواطنين.

ويعاني قطاع غزة للعام الثالث عشر على التوالي من أوضاع اقتصادية وإنسانية، طالما وصفتها تقارير أممية ودولية بأنها الأسوأ في العالم.

وانطلق المئات من الطلبة الخريجين من مفرق «السرايا» وسط مدينة غزة باتجاه ساحة «الجندي المجهول» غرب مدينة غزة، مطالبين برفع الحصار وتوفير فرص عمل.

وفي مشفى «ناصر» بخان يونس (جنوب قطاع غزة)، شارك العشرات من الشبان في وقفة تضامنية مع المشفى المهدد بالتوقف عن العملي لقرب نفاد الوقود في مولده الرئيسي.

كما شارك المئات من المرضى في وقفة أمام معبر بيت حانون «ايرز» شمال قطاع غزة للمطالبة برفع الحصار والسماح لهم بالسفر للعلاج.

وفي مشفى «الدرة» للأطفال المتوقف عن العمل منذ أيام لنفاد الوقود في مولده الرئيسي، شارك العشرات من المواطنين والوجهاء في وقفة تضامنية مع المشفى الذي يتعرض لأزمة خطيرة بعد توقف خدماته نتيجة نقص الوقود والموارد الطبية الأساسية فيه. وطالب المشاركون في الوقفات والمسيرات بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وتحمل حكومة الوفاق مسؤولياتها تجاه القطاع لا سيما القطاع الصحي، الذي يتعرض لأزمة خطيرة بعد توقف خدمات 19 مرفقا صحيا نتيجة نقص الوقود.

وناشد المتظاهرون المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والأمم المتحدة، والصليب الأحمر التدخل للحيلولة دون وقوع الكارثة التي تهدد حياة نحو مليوني نسمة ومنع الانفجار المتوقع.

من جهته، وصف رئيس «اتحاد المبادرات الشبابية للعمل التطوعي الإغاثي» عادل زعرب، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها (الأصعب في ظل وصول معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة وكذلك أزمة الخريجين والقطاع الصحي). وأضاف زعرب في تصريح صحفي له (إن استمرار الوضع في غزة كما هو عليه ينذر بكارثة إنسانية كبيرة في ظل نفاد الأدوية في المشافي ونقص وقود مولدات المشافي وعدم توفر فرص عمل للعمال والخريجين). وأشار إلى أن «اتحاد المبادرات الشبابية للعمل التطوعي الإغاثي» يحاول إغاثة العائلات الفقيرة والمستورة من خلال تقديم المساعدات لهم بعدما وصل الفقر المدقع إلى مستويات عالية.

وطالب زعرب حكومة الوفاق الوطني القيام بواجباتها في قطاع غزة في ظل الوضع المأزوم، وتحمل مسؤولياتها تجاه قطاعات كبيرة من الشعب الفلسطيني أهمهم الباحثون عن العمل والخريجون والمرضى.

وتحتاج مرافق وزارة الصحة في غزة إلى 450 ألف لتر من السولار شهرياً وفقاً لانقطاع التيار الكهربائي من (8 الى 12) ساعة يومياً، ويصل احتياجها الى 950 ألف لتر شهريا إذا زادت ساعات الانقطاع عن 20 ساعة يومياً.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن حكومة الوفاق الوطني تمتنع عن دفع أي نفقات تشغيلية لها أو لأي من الوزارات الأخرى في القطاع؛ بما فيها رواتب الموظفين العاملين فيها وعددهم 40 ألف موظف.

وكان «تجمع المؤسسات الخيرية في غزة»، أطلق نهاية الأسبوع الماضي حملة لإنقاذ قطاع غزة بعدما وصلت إلى وضع مأساوي خطيرة وعلى حافة الانفجار، معلنا عن غزة منطقة منكوبة إنسانيا. وتفرض إسرائيل على قطاع غزة حصارًا مشددًا منذ 11 عامًا، حيث تغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين. كما وتواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح منذ صيف 2013 بشكل كامل، حيث أنه فتح عدة مرات منذ ذلك الحين بشكل استثنائي لسفر المرضى والطلاب والحالات الإنسانية، في حين أن هناك حوالي 30 ألف فلسطيني هم بحاجة للسفر جلهم من المرضى والطلاب وأثّر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 11 عاما، على الوضع الصحي للقطاع مما أدى إلى تراجع المنظومة الصحية في ظل نقص الدواء، ودخول أزمة الكهرباء والوقود على القطاع الصحي بصورة خطيرة.