1245418
1245418
الاقتصادية

الألعاب النارية تُبهج الناظرين.. وفي الكواليس حكايات أخرى!

08 فبراير 2018
08 فبراير 2018

تزين سماء «العامرات» و«النسيم» يوميا خلال أيام المهرجان -

كتب - عامر بن عبدالله الأنصاري -

الساعة الثامنة والنصف مساء، عندما تحل “الثانية” الأولى في الدقيقة 30، تنطلق فوهات الألعاب النارية من الأرض، معلنة تزين سماء مهرجان مسقط بألوان مضيئة مختلفة زاهية، وأشكال بين الدائرية والبيضاوية والمستقيمة وغيرها من الأشكال، عدد كبير يمسك هاتفه مسجلا تلك الأضواء، المصورون المحترفون يستغلون الفرصة لالتقاط صور كثيرة تكون خلفيتها أضواء الألعاب النارية.

وما خلف تلك الألعاب، حكايات أخرى، فالدور كبير مقسم بين مهندس الألعاب النارية، ورجال الأمن الذين يطوقون المكان حفاظا على سلامة الزوار، والدفاع المدني في حالة تأهب إذا ما حل أي طارئ غير متوقع.

وحول الألعاب النارية، حدثنا المهندس اللبناني حسن رستم، من شركة “فييستا” التي تعمل في الشرق الأوسط وأفريقيا، وقال في حديثه معنا: “بداية يجب أن يعرف الجمهور المتحمس للألعاب النارية، بأن الإعداد لساعة الانطلاق إعداد كبير ومجهد ووفق آليات محددة وخطوات مدروسة دقيقة، كل من لديه معرفة بسيطة يستطيع العمل على الألعاب النارية، ولكن ليس الجميع بإمكانه الإبداع في هندسة تلك الألعاب، أو رسمة الألعاب النارية، فتلك الرسمة التي تخرج أمام أعين الناس معدة مسبقا، وليست عشوائية كما يعتقد الكثيرون، ومن أولى الخطوات يتم رسم مشهد الألعاب النارية أولا على أوراق، ومن ثم يتم الاشتغال على التصميم ببرنامج حوسبي بتقنية ثلاثية الأبعاد (3D) لرسم الحفلة الضوئية ومحاكات المشاهد قبل انطلاقها فعليا، وتكمن أهمية البرنامج الحوسبي في مراعاة الوقت المحدد للألعاب النارية وأن لا تتجاوز الوقت المحدد، وهنا في مهرجان مسقط متوسط الوقت المحدد منذ انطلاق الألعاب النارية إلى نهايتها هو 5 دقائق في اليوم، قد تتجاوز ذلك الوقت بقليل”. وتابع حديثه: “رغم أن العمل الذي نقوم به متقن جدا، إلا أننا لا نغفل هامش الخطأ الوارد، فهناك تعاون كبير من الدفاع المدني وهو في حالة استعداد دائمة، والشرطة كذلك متعاونة وتشرف على الطوق الأمني حتى لا يدخل الناس إلى الموقع، وتعتبر الألعاب النارية خطرة على الموجود قرب فوهات الإطلاق، لذلك فإن أجهزة التحكم الحديثة، والتي نستعملها اليوم مصممة لتكون على بعد 60 مترا عن نقاط القذائف، وتعتبر هذه المسافة هي مسافة الأمان، كما لا أغفل عن نقطة مهمة، وهي مسافات الفوهات عن بعضها، يجب ان تدرس بعناية، لأن مجرد الشرار قد يشعل الفوهات القربية، لذلك فهناك إعداد مسبق، يبدأ منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا وينتهي في الساعة الواحدة ظهرا، استعدادا لساعة إطلاق الألعاب النارية مساءً”. وأضاف المهندس: “نحاول قدر الإمكان أن نقترب من نسبة خطأ معدومة، وهذا من أولويات الشركة، حيث نخضع لدورات تدريبية كثيرة في مجال الأمن والسلامة، ومن تلك الدورات في الصين وفي أوروبا، حتى مُنِحنا شهادات كفيلة بأن نبرزها ونكون محل ثقة أمام الزبون”.

وحول بلد صنع الألعاب النارية قال: “بلد صنع الألعاب النارية هي الصين، وتعتبر الصين هي الأولى عالميا في مجال تصنيع تلك المواد، وقد يراود البعض القلق بجودة المنتج الصيني، ولكن هناك أنواع كثيرة تختلف من ناحية الجودة، بالنسبة لشركتنا لا تتعامل إلا مع المنتجات ذات الدرجة الأولى، لكثير من الأسباب أهمها الجودة ودرجة الأمان وثقة الزبون الممتد في الشرق الأوسط وأفريقيا”.

وتحديث المهندس حسن عن الجهاز المشغل للألعاب النارية: “نستعمل أحد أجهزة التحكم بالألعاب النارية، والجهاز الذي نستعمله في مهرجان مسقط يوجد به 3 (كابلات)، لثلاث نقاط، كل نقطة تحتوي على عدد من الفوهات، وفي كل (كابل) يمكنه إطلاق 90 طلقة، بمجموعة 270 طلقة مقسمة على ثلاثة (كابلات)”.

واختتم حديثه قائلا: “لا أعتقد بأن مستقبل الألعاب النارية هو الانقراض، فطالما هناك ابتكار وتجديد سيتواصل الأمر، لذلك نحرص على مواكبة التطور، فقد استخدمنا في دبي تقنيات مختلفة في حفلة ألعاب نارية في بوارج بحرية، وفي لبنان كذلك”.