1244756
1244756
المنوعات

مناقشة دور المهرجانات في صناعة الثقافة والترويج للسياحة بالنادي الثقافي

07 فبراير 2018
07 فبراير 2018

تغطية: خلود الفزارية -

أقام النادي الثقافي مساء أمس الأول في مقره بالقرم ندوة‬ المهرجانات السياحية والاقتصادية ضمن برنامج فعاليات مهرجان مسقط 2018، استضاف فيها عددا من أصحاب الرأي والخبرات الاستراتيجية في مجالات الاقتصاد والسياحة، وأدار الندوة الدكتور سعيد السيابي.

وقدم الدكتور زهير المزيدي من الكويت ورقة عمل أوضح فيها أن التسويق لم يعد محصورا في الترويج للسلع والخدمات التجارية، بل تطور كي يتعامل مع الانسان كصورة قابلة للتسويق بما يجعل لصورة نجوميته ثمنا يروج له في الأسواق.

مشيرا إلى أن الأمر نفسه يمكن أن يقاس على المدن، إلا أن التسويق كصناعة يختلف مزيجها التسويقي واستراتيجيته البنائية عن صورة السلعة كما تختلف عنها حال كان المروج له نجما من المشاهير، وتختلف عنها حال كان فيه لمدينة.

منوها أن بناء صورة المدينة تحكمه معايير حيال الاختيار والتفضيل لدى السياح مستعرضا تجارب ونماذج في نيوزيلاندا، وكوبنهاجن وما حققته تلك المدن من عوائد عبر استراتيجيات الترويج التي اعتمدتها على مدى سنوات.

من جانبه أشار الدكتور محمد الحبسي في ورقته التي حملت عنوان «المهرجانات السياحية والتسويق الثقافي والاقتصادي» أن المهرجانات بشتى أنواعها أصبحت صناعة أولتها العديد من الدول اهتماما كبيرا ضمن خططها التنموية وبرامجها للاهتمام بموروثاتها الثقافية والطبيعية وجهودها لتنشيط الحركة السياحية.

مبينا أن المهرجانات أصبحت صناعة تنوعت أنماطها، حيث نجد بعض الدول اهتمت بالمهرجانات الدينية والأدبية والموسيقية والرياضية والمهرجات التي تعنى بالتسوق وأخرى بالغذاء والمشروبات، كما طورت دول عدة مهرجانات تعنى بالحصاد واهتم بعضها بمهرجات الجمال والأزياء وغيرها الكثير.

وأوضح الحبسي أن للمهرجانات أبعادا وآثارا ثقافية واجتماعية واقتصادية وبيئية أيضا لذلك اهتمت العديد من الدول بهذا الجانب محاولة تعظيم الآثار الإيجابية من تطويرها لصناعة المهرجانات، مركزا على تطور فكر المهرجانات في السلطنة مكوناتها وأنواعها خاصة السياحية والثقافية منها، وآثارها، وموقع صناعة المهرجانات ضمن خارطة التنمية في السلطنة بشكل عام والتنمية السياحية بشكل خاص.

كما أعطى لمحة عن موقع صناعة المهرجانات ضمن استراتيجية السياحة في السلطنة التي أعلنت عنها الحكومة ممثلة في وزارة السياحة والعوائد المتوقعة من هذه الصناعة مع ذكر لبعض المهرجانات السياحية والثقافية والمجتمعية في عمان القائمة والممكن استهدافها مستقبلا.

واستهل الدكتور سعيد الصقري ورقته بتسليط الضوء على السياحة الثقافية حيث يعرفها المتخصصون بأنها «السفر الى جهة ما بهدف تجربة الفنون والتراث والطابع الخاص للمكان». مضيفا أن من أهم أسباب زيارة الدول والأماكن السياحية في العالم هو الثراء الثقافي المادي وغير المادي الذي تزخر به.

وبسبب التنوع الثقافي أصبحت كثير من دول العالم أماكن جذب سياحية.

مبينا أن المهرجانات فرصة للترويج ولتطوير السياحة الثقافية، فضلا عن ذلك، تتيح المهرجانات للسائح فرصة لمعرفة طرق احتفاء الدول بثقافتها وللتفاعل مع المجتمع المضيف، كما يتم إقامة الفعاليات والمهرجانات لأنها تزيد من الفرص السياحية والاقتصادية التي تعود بالنفع على الدول.

واختتم الدكتور يوسف البلوشي أوراق الندوة متناولا في ورقته التي حملت عنوان «الاقتصاد العماني في ظل بيئة متغيرة»، مسيرة تطور الاقتصاد العماني، والتحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني ومسبباتها، فضلا عن استشراف وصناعة المستقبل.

وقد بيّن أن السلطنة استطاعت خلال الحقبة الماضية تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة نسبيًّا، كما تمكنت من الارتقاء بمستوى البنية الأساسية المتوفرة في الدولة من خلال العديد من المشروعات الحيوية.

وذلك في ضوء التغيرات المتسارعة التي تفرضها العولمة والتحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد العماني على مختلف الأصعدة

ورغبة في السعي للبحث عن حلول ناجعة تؤمن انتقال الاقتصاد العماني الى نموذج جديد من النمو والتنمية يتوافق مع المقومات والمزايا النسبية للسلطنة. وأضاف البلوشي أنه إذا كان الانتقال بعمان من حالة الكفاف إلى حالة الرخاء والازدهار أمراً صعباً فإن المحافظة على مستوى المعيشة نفسه ومواصلة النمو سيكون أمرا أصعب، ويتطلب الكثير من الجهد وتغيير الكثير من أساليب العمل الحالية بما يتماشى مع تغير المعطيات وضرورة الاستعداد إلى طور جديد النمو يتطلب مشاركة أوسع من المجتمع والقطاع الخاص لتحمل أعباء التنمية.