1244052
1244052
الاقتصادية

البحوث الزراعية توفر 40% من المياه باستخدام الري تحت السطحي للنخيل

07 فبراير 2018
07 فبراير 2018

التجارب أثبتت نجاح النظام الجديد دون انخفاض في الإنتاجية -

تركيب أنظمة ري بالتنقيط على عمق 50 سم وعلى بعد 120 سم من جذع النخلة -

كتب - زكريا فكري -

نجحت المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية التابعة لوزارة الزراعة والثروة السمكية في توفير 40% من المياه المستخدمة في ري النخيل عن طريق استخدام نظام التنقيط تحت السطحي بدلا من الري بالغمر أو بنظام النافورة . وأجرت المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية العديد من البحوث والدراسات من أجل تقييم هذا النوع من أنظمة الري في ري أشجار النخيل، حيث تشير الإحصاءات الزراعية إلى أن 88% من المساحات المزروعة بأشجار النخيل في السلطنة لا تزال تروى بأنظمة الري بالغمر ذات الكفاءة المتدنية والتي تتراوح بين 40-60% ، في حين أن 12% من مساحات أشجار النخيل تروى بنظام الري بالنافورة.

وتم تنفيذ تجربة بحثية بمحطة البحوث الزراعية بالكامل والوافي لتقييم نظام الري بالتنقيط تحت السطحي، ودراسة أثر الري بكميات مختلفة من المياه على إنتاجية النخيل (صنف خلاص)، وكفاءة استخدام المياه ومقارنة الإنتاجية بنظام الري بالنافورة، كما تم اختبار عدد من مستويات مياه الري بناء على الاحتياجات المائية لشجرة النخيل والتي تم حسابها بناء على بيانات المناخ ، حيث تم تركيب أنظمة ري بالتنقيط على عمق (50 سم) وعلى بعد (120 سم) من جذع النخلة.

عدم وجود فروقات في الإنتاجية

أظهرت نتائج التجربة عدم وجود فروقات في الإنتاج بين النخيل المروية بنظام النافورة بنسبة (100%) من الاحتياجات المائية، والنخيل المروية بالتنقيط تحت السطحي بنسبة (60%) من الاحتياجات المائية ، حيث بلغ متوسط إنتاجية النخيل حوالي (78.7) كجم للنخلة. عليه تبين من خلال النتائج أن استخدام نظام الري بالتنقيط تحت السطحي ساهم في توفير المياه بنسبة (40%) بدون انخفاض في إنتاجية النخيل مقارنة بالري بنظام النافورة. كما أشارت النتائج أيضا إلى أن إنتاجية المتر المكعب من المياه ارتفعت إلى (2 كجم) عند الري بالتنقيط تحت السطحي مقارنة بالري بالنافورة.

كما تم تنفيذ تجربة أخرى لتقييم استخدام نظام الري تحت السطحي لري أشجار النخيل لمواجهة مشكلة نقص مياه الري في محطة بحوث النخيل بوادي قريات بولاية بهلا وتم تركيب نظام الري تحت السطحي على عمق 40 سم وبالقرب من منطقة الجذور مع استخدام 30% فقط من الاحتياجات المائية الموصى بها من قبل البحوث الزراعية.

توفير أكثر من نصف المياه

تؤكد نتائج التجربة والتي نفذت لثلاثة مواسم متتالية نجاح طريقة الري تحت السطحي في توفير كمية مياه الري إلى أكثر من نصف الكمية. كما أثبتت التجربة بأن ري أشجار النخيل بكميات قليلة وعلى فترات متقاربة هي الملائمة خصوصا للأراضي الرملية وتحت ظروف ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة وتيارات الهواء الساخن التي تعمل على تبخير كمية كبيرة من مياه الري السطحي.

أهمية توفير مياه الري

هذه التجارب الناجحة جاءت من منطلق حرص الوزارة على توفير المياه في ظل ندرة الموارد المائية التي تواجهها السلطنة من جهة والحاجة الى زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي من ناحية أخرى . كذلك هنالك ضرورة ملحة للاستفادة المثلى من المياه المتاحة في السلطنة من خلال إدخال أنظمة الري الحديثة في الزراعة نظرا لما تمثله من أهمية كبرى في تحسين إنتاجية وكفاءة استخدام مياه الري من خلال تقليل الفواقد المائية سواءً عبر سطح التربة أو من خلال التسرب العميق للمياه تحت منطقة جذور النبات.

وفي هذا الإطار تبنت وزارة الزراعة والثروة السمكية إدخال وتركيب نظم الري الحديث في حقول المزارعين؛ من أجل مواكبة التقدم الحاصل في مجال أنظمة الري وظهور أنظمة ري جديدة ذات كفاءه عالية في حفظ المياه كنظام الري بالتنقيط تحت السطحي (Subsurface irrigation)، والذي يعتبر أحد الأنظمة التي تساهم في تحسين كفاءة استخدام المياه وكفاءة إضافة الأسمدة وذلك من خلال تقليل نسبة البخر المباشر من سطح التربة وإضافة المياه والأسمدة مباشرة في منطقة جذور النبات.