مرايا

تعرض حاليا في متحف بألمانيا - «عشتار» بوابة حضارة بابل العريقة

07 فبراير 2018
07 فبراير 2018

بوابة عشتار هي البوابة الثامنة لمدينة بابل الداخلية، والتي بناها نبوخذ نصر عام 575 ق.م. في شمالي المدينة إهداء لعشتار آلهة البابليين، وقيل أن نبوخذ نصر الثاني بناها حبا لزوجته، وكانت تعتبر واحدة من إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم، وتم نقل البوابة إلى ألمانيا ووضعت في متحف بيرغامون في برلين، وبنيت نسخة منها في العراق.

والبوابة مكسوة بكاملها بالمرمر الأزرق والرخام الأبيض والقرميد الملون، وكانت مزينة بـ575 شكلا حيوانيا بارزا منها التنين المعروف بالسيروش والثيران، وعلى جدرانها تماثيل جدارية تمثل الأسد والثور والحيوان الخرافي المسمى (مشخشو) وهو يمثل رمز الآلهة مردوك، ويبلغ ارتفاع باب عشتار مع الأبراج خمسين مترًا وعرضها ثمانية أمتار والباب محاط بالأبراج الجميلة والعجيبة، وكانت المواكب تدخل من بوابة عشتار إلى المدينة الداخلية.

ويعود تاريخ بناء بوابة عشتار إلى حقبة زمنية سابقة لعهد نبوخذ نصر البابلي، لكنه أعاد بناءها وتعميرها وتجميلها في القرن السادس قبل الميلاد بحيث غدت أكثر جمالا وتميزا وهو من قام بتزيينها بالتنين والثيران، وبالطابوق المصقول المطلي، وهو الذي وضع الأبواب بعد أن قام بتغطيتها بالنحاس وثبت فيها مغاليق ومفاصل من مادة البرونز.

ولقد كشف المنقب الألماني روبرت كولدواي في عام 1899م عن أول معالم هذه المدينة، وكان من المدهش أن هذه الروائع التي تعود إلى آلاف السنين، محجوبة عن الأنظار، بما في ذلك البوابة. ففي يونيو عام 1887 وبالقرب من قلعة بابل، كتب كولدوي أنه عثر مصادفة على (شظايا ذات ألوان زاهية) من الأحجار المصقولة التي يُعتقد أن جدار المدينة كان يتشكل منها. وبعد عامين من ذلك التاريخ، بدأت عمليات الحفر، لتبدأ المدينة القديمة في الكشف عن أسرارها.

وفي عام 1902، كشف علماء الآثار العاملون تحت إمرة كولدوي النقاب عن بوابة عشتار، وقد عُثر على هذه البوابة، في الموقع ذاته الذي كان يتوقع الباحثون وجودها فيه، إذ كانت تؤشر على مدخل المدينة في بداية طريق الموكب، وهو الطريق الرئيسي الذي كان يُستخدم خلال الاحتفالات باستقبال العام الجديد.

ولتبديد أي شكوك حول التاريخ المعماري لهذه البوابة، وُجدت سطور منقوشة على الحجر الجيري، في صورة عبارات ترد على لسان نبوخذ نصر يقول فيها: (لقد وضعت الثيران البرية والتنانين الشرسة على البوابات، ثم قمت بزخرفتها على نحو فخم ومترف، لربما يحدق فيها الناس في ذهول وعجب).

وبعد اكتشاف البوابة، أعيد جمع أجزائها لتصبح كتلة واحدة من جديد، وقام علماء الآثار الألمان بأقصى ما استطاعوا من أعمال حفر بحثا عن تلك الأجزاء، لكن هذه العمليات توقفت بمجرد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914.

وبعد انتهاء الحرب قام الألمان بالتفاوض مع القوات البريطانية المحتلة للمنطقة، لشحن بعض ما عثروا عليه من آثار إلى برلين، بما في ذلك بوابة عشتار، ولكن ما يعرض للعامة في المتحف ليس البوابة بكاملها لأن حجمها الكامل ضخم للغاية.