1238010
1238010
مرايا

تجسيدا لفن المونو دراما - «هذه المدينة لا تحب الخضار» عرض مستوحى من الشرارة الأولى للربيع العربي

07 فبراير 2018
07 فبراير 2018

كتبت - تيمورة الغاوية -

غالبا ما يشتمل العرض المسرحي على عدة شخصيات، تجتمع لتجسد مشهدا، من خلاله يتم إيصال فكرة ما. إلا أن الأمر يختلف حين نتحدث عن فن المونودراما والذي يقتصر على ممثل واحد، لإيصال رسالة ما للجمهور.

حيث يعتبر المونودراما من أشكال المسرح التجريبي، الذي عرفه البعض على أنه خطبة أو مشهد مطول يتحدث خلاله شخص واحد، لإيصال رسالة المسرحية ودلالاتها باستخدام عناصر المسرحية المتوفرة.

وضمن ملتقى الممثل الواحد (المونودراما) الذي نظمه النادي الثقافي بالتعاون مع بلدية مسقط ضمن فعاليات مهرجان مسقط 2018م، قدمت فرقة مسرح الدن للثقافة والفن عرضًا مسرحيًا بعنوان «هذه المدينة لا تحب الخضار» من تأليف الكاتب محمد بن سيف الرحبي، وإخراج الفنان الدكتور طالب محمد البلوشي، وتمثيل الفنان محمد بن منصور السلماني، بمشاركة الفنان صلاح الرئيسي في هندسة الصوت، واليقظان البلوشي في تنفيذ الصوتيات، وكان في الإدارة والإشراف الفني الفنان إدريس بن خميس النبهاني.

اقتبست فكرة العرض من مشهد بائع الخضار التونسي محمد البوعزيزي، الذي أشعل النار في نفسه، بعد أن صادرت البلدية عربته، بالإضافة إلى رفض السلطة في قبول شكواه التي قدمها ضد الشرطية التي صفعته أمام الناس.

فخلال العرض، طلب منه مخرج مسرحي تمثيل مسرحية لا يعرف قواعدها، أو ماهيتها، وذلك مقابل مبلغ مادي، حاول الممثل إيصال رسالة العرض ألا وهي تهميش الفقير في العيش، واعتباره الضحية الوحيدة للثورات العربية والعالمية، متعجبا كيف له أن يعيش في مجتمع اليوم بعد أن أصبحت ظروف المعيشة صعبة. كما أنه يحاول أن يدافع عن حقه حين ذكر خلال العرض بأننا نعيش جميعا في نفس المجتمع، مطالبًا الجميع بأن يحرقوا أنفسهم، فكلنا ننادي بالعروبة وحب الأوطان، متسائلًا لماذا يكون الفقير هو الخشب الذي يجب أن يحرق، ليستمتع الآخرون بمشاهدة ذلك؟

الممثل فقط

وحول العرض، قال محمد السلماني -ممثل المسرحية-: «تعتبر مشاركتي في مسرحية هذه المدينة لا تحب الخضار هي التجربة الأولى، والتي ولله الحمد كانت مفيدة رغم أنها متعبه نوعا ما، وذلك لأن التركيز كله يعتمد على الممثل وحده، دون مساعدة أي فرد آخر، كما أن نجاح وفشل المسرحية يعتمد على نجاح وفشل أداء الممثل».

وفيما يخص فن المونودراما، ذكر السلماني بأن هذا الفن لا يعتمد على أي مكونات أخرى سوى الممثل نفسه، دون الحاجة لأي عناصر الديكور، أو الإضاءة والصوتيات.

وأخيرا ختم محمد حديثه قائلا بأن هذه التجربة علمته الكثير من الأشياء التي تخص جانب المسرح، والجوانب الأخرى، بالإضافة إلى أنها ساعدته على تطوير مستواه في التمثيل.

وشاركت الفرقة فيما سبق بالعرض في الدورة الثالثة لمهرجان الكويت الدولي للمونودراما عام 2016، بإخراج من الدكتور طالب محمد، وتمثيل الفنان محمد الضبعوني، بمشاركة من 12 عرضا من الدول العربية والأجنبية.

العلاقة العكسية

وخلال الندوة التطبيقية، علق علي طلحة -خريج قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية 2014- قائلا: «عنوان العرض ذكي لاستقطاب ذهن المتفرج، الذي بدوره يطرح عدة أسئلة في ذهنه، بداية من العنوان لماذا هذه المدينة لا تحب الخضار؟، وإن كانت لا تحبه فماذا تحب إذا؟، أثناء مجريات وأحداث المسرحية تجيبك إلى حد ما عن الأسئلة التي تشغل ذهنك، وستجد الإجابة الأولى عندما ترى الممثل يجسد علاقة الوالي ببائع الخضار، تلك العلاقة المضطربة العكسية، علاقة القوة بالضعف، والهيمنة بالخنوع، والسلطة بالفرد».

يذكر بأن ملتقى الممثل الواحد تضمن أربعة عروض للمونودراما، وهي عرض فرقة الدن لمسرحية هذه المدينة لا تحب الخضار، وعرض مؤسسة الإبداع للإنتاج الفني من دولة قطر الشقيقة والتي قدمت مسرحية «الكندري» من تأليف وإخراج صالح المناعي وتمثيل محمد الملا، وعرض (لا) لفرقة الفن الحديث تأليف محمد بن سيف الرحبي وإخراج خالد بن سيف العامري وتمثيل حنان المسقطي، وقدمت فرقة صلالة المسرحية عرض (أغنية التم) للمؤلف انطون تشيكوف و إخراج بدر المردوف وتمثيل عيسى عجزون.