1239052
1239052
مرايا

بعضهم يجهز وجبات خفيفة أو يفعلون شيئا يفضلونه - المذاكرة للدروس .. طرق وطقوس مختلفة يمارسها الطلاب

07 فبراير 2018
07 فبراير 2018

استطلاع: نهال بنت علي العريمية -

عندما يقترب وقت الاختبارات يبدأ توتر الطلاب وذويهم بالتفكير بالطرق الجيدة والمناسبة للمذاكرة، وما هي الأوقات المناسبة لذلك، فهناك من يستعين بالملاحق الإضافية، وهناك من يستعين بالمعلمين الخصوصيين، وهناك من يفضل الانعزال والاكتفاء بمقرراته وعمل ملخصاته الخاصة، وبعض الأهالي يركزون على الأطعمة الجيدة التي تمد أبناءهم بالطاقة والتركيز الذي يحتاجونه في هذه الفترة المهمة والحرجة للبعض الآخر.

لذلك قمنا بسؤال الدكتور فاضل محسن عن الطرق المناسبة للمذاكرة؟ حيث قال: ما إن يحل موعد الامتحانات المدرسية حتى يبدأ الطلاب وذووهم بالبحث عن أنجح السبل وأفضل الوسائل لتحقيق الفائدة المرجوة من إعادة مذاكرة المناهج الدراسية والغوص في بحار الكتب المقررة والكتب المساعدة والمحاضرات المطبوعة والدفاتر المدرسية التي يتبادلها الطلبة فيما بينهم، من أجل التهيؤ والتحضير لأداء الامتحانات التي باتت تشكل عاملا ضاغطا على الحالة النفسية لعموم الطلبة أيا كانت مستوياتهم الدراسية، وعلى الأخص طلبة شهادة الدبلوم العام والامتحانات الوزارية الموحدة التي تنتظرهم، كما أن عائلة الطالب تشارك ابنها أو ابنتها من الطلبة في تحمل جزء من الأعباء النفسية والقلق الذي يساور جميع أفراد الأسرة ويلازمهم حتى انتهاء مواعيد الامتحانات وما يتطلبه ذلك من توفير متطلبات المذاكرة والأجواء التي تعين الطالب على جودة الاستيعاب.

وأضاف: كل القلق والضغط النفسي وحالة الترقب والحيرة التي يعيشها الطلبة وعائلاتهم إنما هو على الأغلب نتيجة حتمية لإهمال المذاكرة والمراجعة المنظمة خلال الفصل الدراسي بأكمله، كما تتحمل الأسرة التعليمية بعض المسؤولية على حالة الإرباك التي يعيشها الطلبة أثناء الامتحانات نتيجة أما لعدم المتابعة اليومية الحادة لمستوى الطالب الدراسي وتحضيره للواجبات المناطة، أو إجبار الطالب على القراءة غير الواعية وغير النقدية والتي تجعل من الطالب حافظة أو آلة تسجيل تحفظ المقرر الدراسي مثلما هو دون تفكير أو قدرة مبدعة على الفهم الخلاق، وبالتالي القدرة على التعبير عن روح المادة الدراسية إذا كانت لا تتطلب حفظا تاما كالقوانين العلمية لعدد من المقررات الدراسية على سبيل المثال.

وأوضح قائلا: عليه فإنني اعتقد أن أفضل طريقة للقراءة أن تكون قراءة واعية فاهمة لمحتويات المنهج وقادرة على التعبير عنه، وللوصول إلى هذا المستوى فهناك طريقتان للمذاكرة:

الأولى: وهي الأسلم والأجدى نفعا والأكثر رسوخا في ذهن الطالب، وهي انه يعمد على مذاكرة الدرس قبل أن يقوم معلمه بشرحه في القاعة الدراسية، وتهيئة الأسئلة التي تطرأ على ذهنه وطرحها على المعلم، وبعد انتهاء الدرس وعودة الطالب إلى منزله عليه أن يقوم بمذاكرة المادة مرة أخرى، وبالتالي فإنه سيجد نفسه في أوقات الامتحانات ليس بحاجة إلى بذل الجهد الكبير والسهر لفترات طويلة، وإنما هو بحاجة إلى تنشيط ذاكرته واستعادة المعلومات المخزونة فيها.

الطريقة الأخرى: وهي المتبعة حاليا عند أغلب الطلبة، حيث يترك الطالب مذاكراته حتى حلول موعد الامتحانات، مما يحمّله عبئا كبيرا في استيعاب المواد الدراسية وفهمها ومحاولة السيطرة عليها لأداء الامتحانات بشكل يؤدي إلى تحقيق الغاية المطلوبة.

بالتأكيد الحالة الأولى هي الأكثر تاثيرا وعطاء وقدرة على تحقيق رغبة الطالب في النجاح والتفوق وهي الطريقة الأمثل للمذاكرة، وأرى أن تنظيم الوقت هو الطريقة المناسبة من خلال توزيع المواد الدراسية على الفترات المخصصة للمذاكرة طبقا لأهمية الدرس وحجم المادة الدراسية ومستوى الطالب فيها، فإذا كانت المادة الدراسية كثيرة فبالتأكيد تحتاج إلى زمن أطول قياسا بالمواد الأخرى، وكذا الحال بالنسبة لحجم المقرر الدراسي ومستوى استيعاب الطالب، لذا فإن الطريقة الأنسب للمذاكرة ومواجهة حجم المادة الدراسية المتزايد أن يقوم الطالب بتلخيص ما يقرأ وتحديد المواد الأكثر أهمية والمهمة في المقرر الدراسي كي يستطيع توفير الوقت والاستفادة منه.

وفي آخر الحوار طلبنا من الدكتور توجيه نصيحه لأبنائه الطلبة فقال: أنصح الطلبة بالجدية والمثابرة عند القراءة والتنظيم الجيد للوقت بما يحقق لهم الفائدة المرجوة من المذاكرة، كما أنصحهم بالتركيز والمتابعة الحقيقة للمادة الدراسية والابتعاد عن كل ما يشغلهم عن المذاكرة خصوصا الأجهزة الإلكترونية وتوظيفها لصالح المذاكرة فقط، واحترام الزمن والتفكير بالمستقبل المشرق الذي ينتظر الطالب وهو يبني مستقبله منذ الآن.

برنامج يومي

كما التقينا بمجموعة من الطلاب لمعرفة الطرق التي يتبعونها أثناء المذاكرة، وعندما وجهنا السؤال إلى الطالب أحمد علاء أجاب: من أسباب تفوقي في دراستي حفاظي على الوقت، فالوقت بالنسبة لي فهو من أكثر الأشياء التي استثمرها في حياتي.

وشرح طريقته في المذاكرة قائلا: أضع برنامجا يوميا لجميع الأشياء التي أفعلها في يومي وأهمها المذاكرة. فأولا اختار المادة التي أريد مذاكرتها وأبدأ بتلخيصها وأضع عليها بعض الألوان لكي أميزها ليمكنني حفظها، ثم أقوم بوضع الأسئلة مع الأجوبة في ورقة خارجية، وحين انتهي من كتابة الأسئلة والأجوبة أبدأ بعمل جدول لمراجعة الدروس درسا بعد درس حتى أنتهي من جميع المواد، لكي أكون ملما بكل الدروس وتكون لدي المعلومات الكافية التي أحتاجها لحضور الاختبارات.

وأضاف: ومن الأشياء المفضلة لدي قبل المذاكرة هي اللعب أو الذهاب للنزهة لكي أهدئ أعصابي، وأيضا أفضل أن آكل قطعة من الشوكولاته قبل المذاكرة لأنها تساعدني على التركيز والشعور بالحماس، وأيضا المكسرات مفيدة جدا حيث تساعد على التركيز.

وينصح أحمد علاء الطلاب قائلا: على الطلاب أن يمارسوا شيئا يفضلوه قبل البدء بالمذاكرة، حتى يكونوا مستعدين نفسيا للمذاكرة والحفظ، ولا ننسى قراءة القرآن والصلاة وذكر الله، فلا يفلح عبد نسي ربه. وحين أنتهي من مذاكرتي دائما أقول هذه الجملة التي علمتني إياها والدتي: «اللهم إني استودعتك ما قرأت وما حفظت فرده لي عند حاجتي إليه» والحمد لله أنني من المتفوقين دائما وأبدا بإذن الله تعالى.

تقسيم الوقت

أما رد الطالبة عفراء الجوابرية فكان: لا توجد لدي طريقة معينة أتميز بها شخصيا في المذاكرة، الطريقة التي استخدمها للدراسة كمثل الكثير من الطلبة، وهي تقسيم الوقت بشكل صحيح من خلال اختيار الوقت المناسب للمذاكرة والراحة، مع عمل جدول لكل المقررات الدراسية قبل فترة الاختبار بأيام قليلة لمراجعتها مراجعة شاملة وتثبيت المعلومة بسهولة، هذه الطريقة اتبعها قبل فترة الاختبار، كما ذكرت سابقا، أما فترت الاختبارات فتكون مراجعة لما درسته، وبهذه الطريقة يستطيع الطالب أن يحفظ بشكل أسهل، كما يوفر له وقتا إضافيا للراحة.

وأشارت قائلة: هناك اختلافات بين طرق المذاكرة بين الطلاب، فمنهم من يفضل المذاكرة فبل الاختبارات بفترة، ومنهم من يفضل عمل ملخصات يذاكرها أو يسترجعها فبل الاختبار بأيام، أيضا هناك من يفضل أن يمارس أشياء يحبها قبل الاختيار، ومنهم من ينعزل ويفضل المذاكرة فقط في جو هادئ بعيدا عن الضوضاء.

أما بالنسبة للطالبة أصيلة بنت جمعة البلوشية فقالت: لدي طقوس خاصة أقوم بها قبل البدء بالمذاكرة، في البداية أكتب المواد التي أريد مذاكرتها وبجانبها جدول الاختبارات وأضع جدولا للمذاكرة، ومن بعد وضوع الجدول أقوم بالتأكد من أن محاضراتي كاملة ولا يوجد لدي أي نقص، وعندما أبدأ في المذاكرة أفضل أن ابدأ من الدرس الأول.

وتابعت حديثها قائلة: هناك ثلاث خطوات أقوم بها عند المذاكرة: الخطوة الأولى، أقرأ الدروس وأكتب الملاحظات التي أتذكرها من المحاضرة. وأما في الخطوة الثانية فأقوم بالقراءة والتلخيص، وفي الخطوة الأخيرة أقوم بالحفظ مع الكتابة، لأني أشعر بأن المعلومات ترتسخ في ذاكرتي أكثر بالكتابة.

ولكن طقوسي المختلفة هي أني أفضل المذاكرة في وقت متأخر من الليل مع وجود موسيقى هادئة، ولا بد من وجود الشاي لأني أشعر بأنه يمدني بالطاقة التي أحتاجها في هذا الوقت.

الوجبات الخفيفة والألوان

أما بالنسبة للطالبة آلاء بنت سالم العريمية فقد قالت: الطريقة التي أتبعها لكي أذاكر هي أن أكون جاهزة وهيأت نفسي للدراسة من خلال البيئة أو المكان الذي حولي، حيث يجب أن يكون مرتبا وبعيدا عن الإزعاج لأنني لا أستطيع المذاكرة في مكان غير مرتب ونظيف كليا. وأيضا لا بد من وجود وجبات خفيفة وكوب من النسكافيه وبعض الأحيان أفضل اللبن والتمر كوجبة خفيفة أثناء المذاكرة، وأيضا الجوز كونه يحسّن الذاكرة، وأن تكون أمامي أوراق وأقلام ملونة، لذا قبل المذاكرة تكون طاولتي جاهزة بكل من الوجبة الخفيفة والأوراق والأقلام وكل ما أحتاجه.

وأضافت: وعندما أتأكد بأنني جاهزة وكل ما أحتاجه أمامي، أبدأ بقراءة دعاء الدراسة، ثم أبدأ المذاكرة بصوت مرتفع لكي يسهل عليّ حفظ المعلومات، لذلك أفضل المذاكرة في المنزل على عكس بعض الطلاب الذين يفضلون المكاتب العمومية والمقاهي، كذلك استخدم الأقلام الملونة لكي تساعدني إذا ما نسيت جزئية مهمة، فتذكرني بها الألوان التي وضعتها عليها.

لكل طالب أسلوبه الخاص في المذاكرة وله طقوسه الخاصة عند البدء فيها، فمنهم من يفضل استخدام أقلام الألوان المختلفة لتشعره بالراحة وتذكره بالمعلومات، ومنهم من يفضل الاسترخاء قبل الاختبار، وهناك من يقلبه التوتر ويجد الراحة في قطعة حلوى أو كوب شاي، وهناك من يميل لتشغيل الموسيقى عند المذاكرة لتشعره بأنه في عالم آخر يمتزج بالمعلومات والموسيقى.