yesra
yesra
أعمدة

ربما: بدون ذكر أسماء «1»

07 فبراير 2018
07 فبراير 2018

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

مدخل

(كل عام وأنت يا حياتي.. حياتي)

• أضاءت صغيرتي شمعة جديدة في دروب الحياة، الكل من حولي كان سعيدا بهذا اليوم، جميعهم شاركوني ابتهاجي بفرحة تفوق فرحتي، أهلي.. إخوتي.. صديقاتي.. زملائي، حتى العاملات في المنزل كانوا يتسابقون لشراء هدية لنوف، بل وتغليفها بأحلى زينة، وهذا ليس ببعيد عن الجميع، فنوف (دلوعة عائلتي) الصغيرة كما تقول أختي (ن)، ونوف روح والدها (ع) الذي كان حاضرا رغم المسافة، ونوف نبض قلبي الذي يزداد في الخفقان كلما (طرت) على البال، ونوف ابنة صديقاتي (ج،س،أ،ف،هـ،ب،ف....) الذين ادخرهم لي الزمن الجميل. ونوف حبيبة (تيتة) التي تعتبرها أمانة، وأمي خير من يصون الأمانة.

ونوف هي قبلة الفرح

ومعراج الأمل

نوف.. مسرى الحب

نوف.. هي الحياة

هي كل كل شيء

حين تذهب الأشياء.

• كنت قد أتممت تجهيزها وبدأت أستعد لاستقبال الضيوف من أهلي وصديقاتي، هاتفي يرن بإلحاح وأنا لا وقت لدي لاستقبال مكالمات، لكنه مصر على الاتصال، وعادتي لا أستجيب لأرقام لا أعرفها، وجدت منه رسالة صوتية استمعت إليها: أهلين مدام.. متروك لك هدية باسم نوف في المحل، ممكن عنوان البيت نوصلها إليك؟ لم أستغرب الفعل بقدر استغرابي من الفاعل، طلبت منه معرفة المرسل قبل العنوان؟ ففاجئني بصاحب هذا الذوق الرفيع

( ط.ح)!

تعرفت إليه منذ فترة وجيزة جدا، لم يعرفني عن قرب بعد، أعرفه كإعلامي مشهور له بصماته الإيجابية بين جمهور غفير من الناس في عمان وخارجها، حادثته مباشرة: لم فعلت ذلك؟، أختي.. وعيد ميلاد بنتها، ألا يتوجب علي مشاركتكم بهذه الهدية البسيطة!

الهدية في كثير من الأحيان لا تعني شيئا

إنما المواقف تعني الكثير من الأشياء

وموقفك هذا يا سيدي

درس منحتني إياه مجانا

دون حاجتي للالتحاق بإحدى دوراتك

أو حلقات العمل التي تقوم بها

ف ألف شكر لك

وكثّر الله من أمثالك.

• اقتنت لها هدية عيد ميلادها قبل فترة، يوم حفلها سألتها: نوف (وش تبين هدية عيد ميلادك)؟ وكعادة الأطفال البريئة أفصحت عن رغبتها في جهاز الشكولاتة، لتقطع الفاكهة وحبات المارشميلو وتغمسها فيه، وسوف أدعك تأكلين معي (كنوع من الإغراء اللذيذ)، هكذا قالت لها نوف، ضحكت وانتهى لدي الموقف.

لكنه لم ينته من ذاكرة أختي ( ش ) لأتفاجأ بها مرتدية عباءتها قبل بدء الحفل بقليل، بادرتها: إلى أين؟ الناس على وصول! مشوار قريب وسأعود، لتعود بجهاز الشكولاتة الذي تريده نوف، وبهدية ثالثة، هذا غير كميات العطايا التي تغدقها عليها يوميا، مع كل عودة لها من دوام أو نزهة وسفر، لتترك بداخلي تقديرا بحجم السماء، ليس لأجل الهدية، فكل محبي نوف لم يكتفوا بهدية، بل اثنان وأكثر، وإنما لأنها لم تترك بخاطر صغيرتي رغبة مفقودة، بالذات في مثل هذا اليوم، وأنا آخذة على نفسي عهدا أبديا، من يقدر نوفي بغالي الأثمان، له مني ما يريد.

فشكرا شقيقتي (ش)، موقفك هذا لن أنساه.

• تحرص كل عام على وجودها بجانبي في مثل هذا اليوم، أجدها دائما عن يميني وإلي يساري، ومن خلف ظهري سندا راسخا أشدد به أزري، خمسة أعوام متتالية لم تغب، لتشاء الأقدار هذه المرة ألا تحضر لظرف طارئ جدا، راسلتني بألم: كنت أتمنى.. أتمنى أحضر عيد ميلاد نوف لكن (غصبا عني).

الشاهد في ذلك أنها بيتوتية جدا، ليست من الفتيات التي لا تقرن في بيوتهن، ونادرا جدا جدا أن تجدها في احتفال لمن يكون، إلا ما يخص نوف، لا تحتاج إلى دعوة، فهي أم ابنتي نوف ووصيتها من بعدي، لا أتعب في اقناعها بالحضور، هي معي منذ ولادة الفكرة ورسم تفاصيلها لحين انتهاء الحفل، حتى وهي بعيد تراسلني: أين صوركم أنتي ونوف؟

حبيبتي (س) دمت صديقة القلب والعمر، كما أسميك في هاتفي.

•إليه حيثما كان:

(عجزت أساير دنيتي.. وأنت غايب)