1243325
1243325
آخر الأخبار

الأحـد المـقبـل.. «الصـحـة» تـدشـّن الـسيـاسـة الوطنـيـة والخـطـة الـتـنـفيـذيـة لمـكـافـحـة الأمـراض الـمـزمـنـة غـيـر الـمـعـديـة

06 فبراير 2018
06 فبراير 2018

اختيار السلطنة بين 12 دولة لتطبيق السياسة لامتلاكها الكثير من المقومات -

كــــــتب: محمد بن حمد الصبحي -

أعلنت وزارة الصحة أمس عن تدشين السياسة الوطنية والخطة التنفيذية متعددة القطاعات لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية، يوم الأحد المقبل، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بوزارة الصحة والذي ترأسه سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط بديوان عام الوزارة وتحدث فيه كل من الدكتور سعيد اللمكي مدير عام الرعاية الصحية الأولية والدكتور أحمد القاسمي مدير عام المديرية العامة للتخطيط والدراسات والدكتور عبدالله الصاعدي خبير الأمراض المزمنة غير المعدية بوزارة الصحة والدكتورة أميرة الرعيدان مديرة دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية .

وقال سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط «لقد تم اختيار السلطنة بين 12 دولة لتطبيق السياسة الوطنية والخطة التنفيذية متعددة القطاعات لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية وذلك لأن السلطنة تمتلك الكثير من المقومات التي ساعدتها، ومثال على ذلك أن السلطنة تحتل المرتبة الثامنة عالميا والأولى عربيا في الرعاية الصحية الأولية.

وأكد الهنائي أن الأمراض المزمنة غير المعدية هي الخطر الحقيقي الذي يشكل أحد أكبر التحديات الماثلة أمام التنمية في القرن الحادي والعشرين وذلك لما تسببه من وفيات ومراضة، فعلى المستوى العالمي وحسب منظمة الصحة العالمية تودي هذه الأمراض بحياة 38 مليون نسمة كل عام نصفهم تقريبا دون سن السبعين من العمر. وتقف الأمراض القلبية الوعائية وراء حدوث معظم الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية، إذ تتسبّب في وقوع 17.5 مليون حالة وفاة سنوياً، تليها السرطانات (8.2 مليون حالة وفاة) ثمّ الأمراض التنفسية (4 ملايين حالة وفاة) وأخيرا السكري (1.5 مليون حالة وفاة).

وأضاف: في السلطنة، تعزى ما نسبته ٧٢.٩% من الوفيات للأمراض غير المعدية منها ما نسبته ٢٤.٣% بسبب أمراض القلب الوعائية وارتفاع ضغط الدم و٧% بسبب أمراض السرطان و٢.٢% بسبب مرض السكري بموجب إحصاءات ٢٠١٦.

وقال: يعدّ الخمول البدني والنُظم الغذائية غير صحية وتعاطي التبغ والكحول من أهم عوامل الخطورة الأساسية حيث أنها تزيد من خطورة الوفاة بسبب الأمراض غير المعدية، لذلك جاء الإعلان السياسي الصادر عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الرفيع المستوى المعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية في سبتمبر 2011، والذي دعا إلـى طـرح خيـارات لتـدعيم وتيسـير إجـراءات متعـددة القطاعـات مـن أجل الوقاية من الأمراض غير المعدية (غير السارية) ومكافحتها عن طريق الشراكة الفعالة بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.

وترجمة لهذا الإعلان، ولما تتميز به السلطنة من وجود نظام صحي فعال في مكافحة الأمراض غير المعدية ووجود تعاون ملحوظ بين مؤسساتها المختلفة، زار السلطنة في إبريل 2016م عدد كبير من الخبراء الدوليين، كان منهم فريق من الأمم المتحدة برئاسة الدكتور اوليج تشتنوف مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الأمراض غير المعدية والصحة النفسية ، وعضوية 13 خبيراً من خبراء المنظمات التابعة للأمم المتحدة ، حيث هدفت هذه الزيارة بحث آلية صناعة القرارات فيما يخص مكافحة الأمراض غير المعدية، وإيجاد تشريعات وخطط عمل تخدم مكافحة هذه الأمراض.

وأوضح الدكتور سعيد اللمكي مدير عام الرعاية الصحية الأولية بالوزارة أنه تم تعزيز الجهود لمكافحة هذه الأمراض في مؤسساتها المختلفة، حيث قامت بإدخال عيادات السكري وارتفاع ضغط الدم والربو في مؤسسات الرعاية الأولية وتوفير جميع الأدوية الأساسية والفحوصات المخبرية اللازمة، كما دشنت برنامجا وطنيا للفحص المبكر عن الأمراض غير المعدية لمن هم فوق الأربعين عاما في جميع مؤسسات الرعاية الأولية بهدف التشخيص المبكر وتقديم العلاج الأمثل لمنع وتقليل حدوث المضاعفات وتم توفير عيادات للربو بالمراكز الصحية بكل متطلباتها بهدف التقليل من نوبات الربو الحادة وتسهيل وصول المرضى إليها ، بالإضافة إلى تعزيز السجل الوطني لأمراض السرطان بإدخال نظام رصد إلكتروني متطور لمتابعة الحالات.

وأضاف «تعمل وزارة الصحة جاهدة على رفع نسبة التحكم بهذه الأمراض وذلك بالتوعية المستمرة للمجتمع بضرورة تجنب عوامل الخطورة الأساسية واتباع أنماط حياة صحية مناسبة، وتتويجا لهذه الجهود، وسعيا من وزارة الصحة لتقوية مشاركة جميع القطاعات ذات الصلة، وعملا بتوصيات مجلس الوزراء الموقر بهذا الخصوص، صدر في عام 2015 قرار وزاري بتشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية برئاسة سعادة وكيل الوزارة لشئون التخطيط وعضوية ممثلين عن العديد من الوزارات ذات الصلة شملت وزارة التجارة والصناعة، وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وزارة الزراعة والثروة السمكية، وزارة البيئة والشؤون المناخية، وزارة الشؤون الرياضية، وزارة الإعلام، وزارة التربية والتعليم، والمجلس الأعلى للتخطيط، إضافة إلى عدد من الجمعيات الأهلية، مثل الجمعية الأهلية لمكافحة السرطان والجمعية الطبية العمانية والرابطة العمانية لمكافحة التدخين وبعض من المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، إلى جانب ممثلين عن القطاعات الصحية الأخرى بالسلطنة، وذلك بهدف تعزيز وتوحيد جهود كل القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات المجتمعية الأهلية في مكافحة الأمراض غير المعدية».

وقال الدكتور أحمد القاسمي مدير عام المديرية العامة للتخطيط والدراسات: باشرت اللجنة مهامها فور تشكيلها وعقدت سلسلة من الاجتماعات الدورية، تمّ خلالها مناقشة أفضل السبل لمكافحة الأمراض غير المعدية ووضع سياسة وطنية شاملة لمكافحة الأمراض غير المعدية وإعداد خطة وطنية متعددة القطاعات لمكافحة الأمراض غير المعدية.

وأضاف «تهدف الخطة الوطنية متعددة القطاعات إلى خفض عدد حالات الوفاة المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25% بحلول عام 2025 وتحتوي الخطة على ثمانية فصول تتناول الجوانب المختلفة لأعمال الوقاية ومكافحة الأمراض غير المعدية في سلطنة عمان».

من جهته أكد الدكتور عبدالله الصاعدي خبير الأمراض المزمنة غير المعدية بوزارة الصحة على العلاقة الوطيدة بين السلطنة ومنظمة الصحة العالمية وأن الاختيار لم يكن من فراغ وذلك لأن السلطنة احتلن مرتبة متقدمة في مجال العناية الصحية الأولية بتحقيقها المركز الثامن عالميا والاول عربيا .

وقالت الدكتورة اميرة الرعيدان مديرة دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية: إن السياسة تركز على التصدي للأمراض الأربعة الرئيسية وهي أمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والسكري ، كما ستفسح حيزا كبيرا لمجابهة عوامل الخطورة الأساسية وهي قلة النشاط البدني والغذاء غير الصحي والتدخين ، بالإضافة إلى تركيزها على التوعية والإعلام لما لها من أهمية في مجابهة مثل هذه الأمراض ، وقد تم إشراك جميع القطاعات ذات الصلة في وضع هذه الخطة ، التي تمت مراجعتها من قبل فريق منظمة الصحة العالمية وتمت ترجمتها للغة الإنجليزية.