1243843
1243843
العرب والعالم

كتائب القسام تنعى الشهيد أحمد جرار وتنديد فلسطيني واسع باغتياله

06 فبراير 2018
06 فبراير 2018

جنين تشهد إضرابا شاملا وسط حالة من الغضب والتوتر -

«فتح» تحمِّل الولايات المتحدة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة -

رام الله -عمان - نظير فالح:

نعى الذراع العسكري لحركة «حماس»؛ كتائب القسام، في بيان له أمس الثلاثاء، الشهيد أحمد نصر جرار (23 عامًا)، والذي قضى فجر أمس الثلاثاء، عقب اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية اليامون شمالي غرب جنين شمال الضفة الغربية.

وقالت الكتائب في بيانها، إن مقاومة الضفة الغربية وجهت ضربة موجعة للاحتلال واستنفرت منظومة أمنهم وأوقفت كيانه على قدم واحدة. (في الإشارة لملاحقة جرار والفشل عدة مرات باغتياله).

وأشادت بالمقاومين الفلسطينيين الذين نفذوا عملية إطلاق النار في 9 يناير الماضي غربي نابلس، وأدت لمقتل حاخام مستوطن، ونشاط المقاومين في جنين والتخفي عن عيون الاحتلال وأعوانه.

وتبنت كتائب القسام عملية نابلس الفدائية، لافتة إلى أن الشهيد المجاهد أحمد نصر جرار قاد ورفاقه العملية، وقتل فيها مستوطن حاخام بالقرب من بؤرة «حفات جلعاد» غربي نابلس في يناير الماضي.

ولفتت النظر إلى أنه «بعد أيام من المطاردة والملاحقة الحثيثة واستنفار كافة أجهزة العدو بحثًا عن أبطالنا الذين نفذوا العملية البطولية قرب مغتصبة حفات جلعاد، استشهد قائد الخلية في اشتباك مسلح».

وأوضحت أنه وقع فجر أمس اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في بلدة اليامون «انتهى باستشهاد قائد الخلية المجاهد القسامي البطل أحمد نصر جرار؛ نجل القائد القسامي الشهيد نصر جرار».

ونوهت إلى أن المقاومة في جنين شمال الضفة الغربية قد أفشلت عمليات الاحتلال الهادفة إلى النيل من المقاومين، ورسمت بـ «مداد الدم» لوحة عز تأبى الاستسلام أو الرضوخ لتهويد القدس أو فرض إرادة الاحتلال.

وأضاف البيان: «لقد أثبت أبطال كتائب القسام في جنين بأنهم يملكون زمام المبادرة، وبأن مقاومة المحتل تسري في عروقهم، وبأن إرادتهم عصية على الانكسار».

واعتبرت كتائب القسام، أن الشهيد أحمد جرار «دوّخ جيشًا بأكمله، وبات أنموذجًا يحتذى لكل الأحرار في مقارعة الاحتلال وتبديد أسطورته الكاذبة بأنه لا يهزم»، وفق البيان.

وتوعدت كتائب القسام (الذراع العسكري لحركة حماس)، الاحتلال بمزيد من العمليات في كل الميادين.

وأكدت: «الباب مفتوح على مصراعيه أمام أبطال شعبنا لكي يسددوا للعدو المزيد من الضربات المؤلمة، وشعبنا لن يقر له قرار ولن يوقف انتفاضته حتى يعيد للمسرى عزته ويسقط كل المؤامرات، وصولاً إلى يوم النصر الموعود». وقامت جرافات الجيش الإسرائيلي بهدم أجزاء من بناية في الحي الغربي في بلدة اليامون مكان تواجد احمد جرار أثناء الاشتباك مع الجيش وقامت بقلع أشجار زيتون.

وقال شهود عيان من بلدة اليامون إن الاشتباك بين جرار وقوات الأمن الإسرائيلية استمر منذ منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء حتى الثامنة صباح أمس، سمعت أثناءها صوت الرصاص والانفجارات، فيما جرت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين بالحجارة وقوات الجيش أسفرت عن جرح عدد من الشبان. وقامت القوات الإسرائيلية باحتجاز جثة احمد جرار بحسب مصادر امنية فلسطينية.

وكان حاخام مستوطن، قد قُتل في التاسع من يناير الماضي في عملية إطلاق نار عليه قرب بؤرة «حفات جلعاد» الاستيطانية المقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة غربي نابلس (شمال القدس المحتلة).

يذكر أن حادثة استشهاد جرار وهو نجل قيادي في حماس اغتاله إسرائيل عام 2002 لاقت تنديدا فلسطينيا رسميا وشعبيا، وقد أدان محافظ جنين إبراهيم رمضان، عملية اقتحام المدينة والبلدة مضيفا أن جيش الاحتلال أبلغ الجانب الفلسطيني رسميا بمقتل الشاب جرار بعد انتهاء العملية .

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن «الناشط جرار مثل نهج المقاومة الأصيل والمعبر عن طبيعة الظروف التي يحياها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الغاصب والمعتدي». وقال الناطق باسم الحركة داود شهاب في بيان صحفي وصل «عُمان» نسخة منه، تعليقا على الاغتيال، «أحمد نصر جرار نهج وليس فردا وهذا النهج سيتواصل ويستمر، مؤكدا أن صفحة الحساب لم تغلق بعد ولن تغلق الا بطرد هذا العدو واقتلاع هذا الباطل». وأضاف شهاب، «لقد انتصر جرار وهو يواجه أعتى الجيوش وكسر روحهم، وسيخرج من الشعب الفلسطيني من يسير على طريقه».

وفي السياق ذاته، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن «اغتيال جرار شكل هزيمة جديدة للاحتلال الصهيوني وأجهزته الأمنية والتي فشلت في العثور عليه بعد مطاردة واسعة استمرت شهرا بأكمله رغم استخدامها كل أنواع الأسلحة».

واعتبرت الجبهة في بيان صحفي وصل «عُمان» نسخة منه،أن «مقتل جرار لن يكون نهاية المطاف بل حافزا ودافعا للشعب الفلسطيني وشبابه للاستمرار في المقاومة وتحويل كل الطرقات الالتفافية والمواقع العسكرية تطارد جنود الاحتلال والمستوطنين».

وشددت الجبهة، على أن «جرار سيبقى خالدا في ذاكرة الشعب الفلسطيني وسترسم دماءه طريق العودة والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كامل التراب الوطني الفلسطيني».

وفي الإطار، اعتبرت حركة (فتح)، أن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني تتحمل نتيجتها الولايات المتحدة الأمريكية بقراراتها ضد القضية الفلسطينية .

وقال عضو اللجنة المركزية لفتح جمال محيسن في تصريحات إذاعية، إن «الشعب الفلسطيني واجه القرارات بالهبة الشعبية إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين الدعم الأمريكي الأعمى بالتصعيد ضد الفلسطينيين».

واتهم محيسن، «الحكومة الإسرائيلية تقوم بشن حملة شاملة وشرسة ضد الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية خاصة في جنين، داعيا إلى ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني».

وطالب محيسن أن «الشعب الفلسطيني بتصعيد المقاومة الشعبية وتوسيع دائرة الاشتباك في كافة الأراضي الفلسطينية». في هذه الأثناء، شهدت مدينة جنين إضرابا شاملا وسط حالة من الغضب والتوتر عقب الجريمة الإسرائيلية فيما تظاهر عشرات الفلسطينيين في بلدة اليامون غربي المدينة منددين بالجريمة .

ورفع المشاركون في التظاهرة التي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية في المدينة، صور جرار، مرددين هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف لمواجهة الجرائم الإسرائيلية .

كما قام عشرات النشطاء الفلسطينيين على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بتغيير صفحته الشخصية بصورة الناشط جرار . وتشهد الأراضي الفلسطينية توترا متواصلا منذ إعلان الرئيس الأمريكي في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها .